أحمد السقا.. فارس السينما المصرية، وأحد أبرز نجومها، ينتمي إلى عائلة فنية عريقة، وتخطى عمره الفني ثلاثة عقود، وتاه مدة 10 أعوام في بدايته المهنية حتى قرر الهجرة للخارج، وتحول مصيره إلى النجومية بعدما آمنت شركة «العدل» بموهبة مجموعة من الشباب، وقررت منحهم فرصة البطولة المطلقة، بعد تألقهم في فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية» مع محمد هنيدي وتعاون معه أيضا في ثاني نجاحاته «همام في أمستردام»، ليشكل الفيلمان انطلاقة حقيقية استغلها السقا وساعداه ليكون نجما لامعا وبطل شباك في أعماله التالية لهما. هو أحمد محمد صلاح الدين السقا، مولود في مدينة القاهرة 1 مارس عام 1973، نشأ في أسرة فنية حيث أن أبيه صلاح السقا، مخرج ومؤسس مسرح العرائس، وجده عبده السروجي، المطرب المعروف، وتشرب الفن والثقافة منذ نعومة أظافره إذ كان يذهب مع والده إلى المسرح، بينما ليلًا يجتمع في بيتهم مثقفون وشعراء في صالون والده الثقافي، فنشأ لديه شغف بالفن، وأثقله أكاديميا بالتحاقه بمعهد الفنون المسرحية وتخرج منه عام 1993. شارك أحمد في بداياته بأدوار صغيرة في مسلسل «ع الأصل دور»، 1987، ومسلسل «مع مرتبة الشرف»، ومسرحية «خدلك قالب» 1990، وجاءت انطلاقته الفنية الحقيقية إثر تزكية من الكاتب أسامة أنور عكاشة، حيث قام بدور رئيسي في مسلسل «النوة»، للمخرج محمد فاضل عام 1991، وفي العام التالي شارك بمسلسل «البحث عن عبده»، ثم مسلسل «من الذي لا يحب فاطمة» عام 1993. في عام 1994 بدأ السقا مشواره السينمائي بدور في فيلم «هدى ومعالي الوزير»، ثم في العام التالي فيلمي «ليلة ساخنة، المراكبي»، وفي عام 1996 شارك في مسلسل «نصف ربيع الآخر»، وسبّبت تلك المشاركة دخوله في نوبة إحباط، خاصةً بعدما تغير دوره المُقرر بآخر، وقرر على إثر ذلك الهجرة إلى أمريكا، حيث يعيش خاله «مُحيي» هناك. وقضى أحمد 4 أيام في شوارع سان فرانسيسكو الأمريكية قبل أن يصل إلى خاله ومعه 640 دولارا، نتيجة تسوله، ليستقر هناك لعدة شهور، مارس خلالها هوايته الرئيسية لعب كرة القدم في إحدى النوادي، وفي المقابل لم يكن مسلسله الأخير الذي تسبب في هجرته، عرض في مصر، وبعد عرضه في شهر رمضان، ذاع صيته عن هذا الدور، ونال عليه أفضل وجه صاعد حينها، فقرر العودة إلى وطنه. شارك السقا في عدة أعمال عقب عودته من أمريكا، قبل أن يتألق في فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية» عام 1998، ثم في نفس العام تنطلق رحلته مع الفنانة منى زكي من خلال بطولة السهرة التليفزيونية «جواز على ورق سوليفان»، وكذلك شارك في مسلسل «رد قلبي»، وكان عام 1999 فارقًا في حياته على المستويين المهني والشخصي، حيث شهد ظهوره الأبرز في هذا العقد من خلال فيلم «همام في أمستردام»، وكذلك دوره الهام في مسرحية «عفروتو» مع محمد هنيدي، فيما تزوج من مها الصغير، ابنة الكوافير الشهير محمد الصغير، وتم الزفاف في 17 نوفمبر من نفس العام، وأنجب «ياسين ونادية وحمزة». هل تتأثر نجومية «السقا» بفشل نجله «ياسين» في دخول عالم الفن؟ نال «فارس السينما» كما يُلقب، أول بطولة مطلقة في مشواره الفني بفيلم «شورت وفانلة وكاب» عام 2000، ثم قام بلعب أدوار البطولة في العديد من الأفلام، وتنتمي معظمها إلى قالب الإثارة والأكشن، مثل «أفريكانو» عام 2001، والذي أحدث له نقلة فنية كبيرة، وفي نفس العام شارك في مسرحية «آلابندا»، ثم فيلم «مافيا» عام 2002، ومسرحية «كده أوكيه» عام 2003، وأفلام «تيتو» عام 2004، «حرب إيطاليا» عام 2005، «عن العشق والهوى» عام 2006، «تيمور وشفيقة» عام 2007، «الجزيرة» عام 2007، «إبراهيم الأبيض» عام 2009، «الديلر» عام 2010، «ابن القنصل» عام 2010، «المصلحة» عام 2012، «بابا» عام 2012، «الجزيرة 2» عام 2014، «من 30 سنة» عام 2016، و«هبوط اضطراري» العام الماضي، والذي حقق أعلى إيراد يومي لفيلم في تاريخ السينما المصرية، كما قام ببطولة عدة مسلسلات تليفزيونية، وهي «خطوط حمراء» عام 2012، «ذهاب وعودة» عام 2015، و«الحصان الأسود» العام الماضي خلال أحداث ثورة يناير عام 2011 توجه أحمد السقا إلى ميدان التحرير لإقناع الشباب بالعودة إلى منازلهم وطارده المتظاهرون بهتافات: «ارحل»، وروى تفاصيل ذلك عقب الواقعة، قائلًا في مداخلة عبر فضائية «الحياة»: «دخلت الميدان وطلبت مقابلة بعض الشباب للتفاهم معهم، ولكن وجدت البعض منهم يخوّنني». حصل السقا على العديد من الجوائز، من أبرزها جائزة أفضل ممثل في مهرجان الأفلام الروائية عام 2002، ولقب «جان السينما العربية» وجائزة أفضل أداء بالدورة الرابعة لمهرجان أوسكار السينما المصرية عام 2007، ثم جائزة التميز الفني عام 2010، وجائزة أفضل ممثل في المهرجان القومي للسينما عن دوره في فيلم «الجزيرة».