الحزن يكسو الوجوه والجميع في حالة أسى لمقتل واحد من «أرجل» أطفال البلد.. كان هذا لسان حال أهالي عزبة «الملقة» التابعة لقرية «المساعدة» بمركز ومدينة منيا القمح في الشرقية؛ فور علمهم بنبأ مقتل الطفل «أحمد رفعت» على يد عاطلين ببلبيس. «حسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتلوا ضنايا.. منهم لله يتصرف فيهم».. بهذه الكلمات الممزوجة بالأسى عبرت والدة الطفل «أحمد» عن مدى حزنها لخسارة نجلها على يد عاطلين قتلاه من أجل بحثهم عن «الكيف». وطالبت الأم، من خلال «التحرير» القاضي الذي سينظر القضية، بتقدير حزنها: «يحط نفسه مكاني ويقدر حرقة قلب أم على ضناها اللي كان كل ما ليها» قبل أن تدخل في نوبة بكاء ويلتقط والد الطفل أطراف الحديث. «كان صاحبي وكل ما ليا في الدنيا.. كان راجل وقد المسئولية وعمره ما كان يستحق اللي حصله ده».. قالها والد الطفل ل«التحرير»، مؤكدًا على أن نجله كان من أشطر طلاب الصف الثالث الإعدادي بمدرسة «وجيه أباظة» الإعدادية بكفر «أبو شحاتة»، وأنه حل ثانيًا على جميع تلاميذ المدرسة خلال العام الدراسي الماضي. وأضاف والد الطفل، والذي يعمل سائقًا، أن أحمد كان أقرب أبنائه وأحبهم إلى قلبه، فضلًا عن أنه كان حريصًا على أن يُخفف من أعباء والده: «اشتغل على توك توك علشان يصرف على نفسه، وكان نفسه يفضل متفوق ويصرف على تعليمه من وهو في تانية إعدادي». وبدأت دموع الأب تنهمر حينما تذكر ليلة اختفائه: «كنا بعد العصر يوم السبت اللي فات لما أحمد طلب من أمه تجهز له الأكل اللي كان لسه مستواش.. خرج وقتها من البيت على شغله ووصاني أستناه على العشاء». ومع آذان العشاء لم يعُد أحمد كما وعد والده على غير عادته، وحينما حاول الأب الاتصال عليه وجد هاتفه غير متاح، فما كان منه إلا أن أبلغ في مركز الشرطة عن اختفائه في ظروف ظلت غامضة حتى كشفتها جهود المباحث خلال 48 ساعة بحسب رواية والد أحمد: «لقيت تليفوني بيرن بعدها بيومين ورئيس مباحث بلبيس بيقول لي إن أحمد لقوه وإنه في مستشفى بلبيس، لكن لما روحت هناك لقيته في مشرحة المستشفى جثة مخنوقة». وتوصلت جهود البحث الجنائي إلى أن وراء الواقعة كلًا من «أحمد.ر.ن» 16 عامًا، و«كريم.ف.ال» 18 عامًا، عاطلين، من قرية «الجُديدة» المجاورة لعزبة المجني عليه؛ حيث استدرجاه بدعوى توصيلهم إلى إحدى المناطق بمدينة بلبيس. وحال مرورهم بجوار أرض زراعية بقرية «السعدية» ببلبيس، حاول المتهمان ضرب المجني عليه وسرقة ال«توك توك» إلا أنه قاومهم، فما كان من أحدهما إلا أن خنقه ب«كوفية» قبل أن يُلقى بجثته داخل أرض زراعية بالقرية، ويفر هاربًا هو وصديقه ليقوما ببيع ال«توك توك» بألفين جنيهًا فقط لأحد شباب القرية. وأشارت التحريات إلى أن المتهمين أقدما على الجريمة من أجل شراء المُخدرات، قبل أن يتم ضبطهما وبحوزتهما ألف جنيه باقية من ثمن ال«توك توك». وبمواجهة المتهمين، اعترفا بارتكاب الواقعة بعدما ضاقت بهم السُبل ولم يجدا أموالًا لشراء ال«هيروين»، وأنهما أنفقا ألف جنيه من وقت الواقعة على تعاطي المُخدرات، فيما تم التحفظ عليهما تحت تصرف النيابة العامة.