دليل صغير قاد رجال المباحث في منشأة القناطر بالجيزة لكشف غموض مقتل مسجل خطر على يد صديقه بمنطقة منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، في أقل من 48 ساعة وإلقاء القبض على الجاني الذي تخلص من صديقه ونقل جثته بواسطة دراجة بخارية وألقاها بمنطقة المنصورية، مستعينا بنجل أخيه. التاسعة صباح الأحد الماضي، عثر أهالي قرية المنصورية على جثة شاب ملقاة بقطعة أرض فضاء بشارع الطابونة. لم تمر سوى دقائق معدودة على وصول العميد عمرو حافظ، مأمور قسم منشأة القناطر إلى مكتبه، إذ بدأ يتفقد الدفاتر ومراجعة الخدمات، ليتلقى إخطارا بالواقعة عبر جهاز اللا سلكي، ينطلق بعدها إلى موقع البلاغ. انطلق العقيد حسام أنور، مفتش مباحث قطاع شمال أكتوبر، إلى مكان البلاغ، وتبين بالمعاينة الأولية أن الجثة لعاطل يدعى مصطفى رمزي، 27 سنة، سبق اتهامه في 3 قضايا آخرها (إيصال أمانة)، يرتدي كامل ملابسه وبه آثار طعنة بالفخذ اليسرى. وضع المقدم إكرامي البطران، رئيس مباحث منشأة القناطر، خطة بحث تركزت على عدة محاور أبرزها: فحص علاقات القتيل، آخر مشاهدات له قبل وقوع الجريمة، مراجعة ملفات القضايا التي تورط فيها للوقوف على نشاطه مؤخرا. مساء الأحد، انحصرت دائرة اشتباه رجال المباحث في عاطل مشهور عنه ارتكاب أعمال مخالفة للقانون، سابق اتهامه في 3 قضايا (سلاح)، كما تربطه علاقة صداقة بالمجني عليه يدعى "عمر ف."، 26 سنة، خاصة أن مصادر سرية أكدت وجود خلافات مالية بينهما، وأنه كان مدينا للضحية بمبلغ 4 آلاف جنيه ثمن دراجة نارية قام بشرائها منه. صباح اليوم التالي، تحركت مأمورية بقيادة الرائد تامر عبد العزيز، معاون مباحث منشأة القناطر، وألقت القبض على المتهم بمنطقة سكنه بقرية المنصورية، وتم اقتياده إلى ديوان القسم لتتم مناقشته، حيث أنكر رؤيته للضحية منذ عدة أيام، مؤكدًا: "ده حبيبي وصاحبي إزاي أعمل فيه كده". بتطوير مناقشته في حضور العميد مدحت فارس، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، لاحظ وجود ضمادة طبية "رابطة" بيده لا تزال آثار السحجات ظاهرة، بسؤاله عنها أجاب: "لا دي خناقة عادية مع عيال ولاد حرام"، لكن رئيس المباحث كان يحتفظ بالورقة الرابحة، أيقن آنذاك ضرورة استخدامها فواجه المتهم بشهود عيان أكدوا أنه يوم الواقع شوهد ونجل شقيقه رفقة الضحية تزامنا مع وقت تنفيذ الجريمة. أمام تحريات المباحث، وشهود عيان، وآثار المشاجرة.. لم يستطع "عمر" الاستمرار في الإنكار، وراح يدلي باعترافات تفصيلية عن كيفية ارتكاب جريمته بمشاركة نجل شقيقه "فتحي.س"، 29 سنة. وكشف تقرير مفتش الصحة أن المتهمين تعديا بالضرب المبرح على الضحية، ووجود آثار ضرب بأماكن متفرقة بالجسم. المتهم أكد أنه اصطحب المجني عليه إلى قطعة أرض خلف شركة الكهرباء مستقلا الدراجة النارية التي اشتراها مؤخرا؛ بزعم إنهاء كافة الخلافات بينهما، لكن الضحية طالبه بسداد المبلغ المستحق، ونشبت بينهما مشادة كلامية، تطورت إلى مشاجرة، استعان خلالها المتهم بنجل شقيقه، وتعدى على الضحية بمطواة محدثًا إصابته التي أودت بحياته. حمل المتهمان الجثة على الدراجة، وتخلصا منها بمكان العثور عليها، واستوليا على هاتفه المحمول، وتمكن ضباط المباحث من ضبط المتهم الثاني بأحد الأكمنة، والمحمول والدراجة، إضافة إلى سلاح الجريمة "مطواة" عليها آثار دماء بمنزل الأول.