سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على اتهامات الولاياتالمتحدة لنظام بشار الأسد بالتستر على عمليات القتل الجماعي في سجن صيدنايا. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية قالت: إنها "تعتقد أن 50 سجينا كانوا يُعلقون على المشانق يوميًا، فيما أحرقت أجساد آخرين للتغطية على الجرائم التي كان يقوم بها في سجن صيدنايا قرب دمشق، حيث نشرت وزارة الخارجية يوم الاثنين صورًا صادمة التقطت من الجو، لبناية يبدو أنها خصصت لحرق الأجساد في السجن سيئ السمعة". ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأمريكي البارز والمسؤول عن الشرق الأوسط في وزارة الخارجية ستيوارت جونز، قوله: "مع أن النظام ارتكب الكثير من الجرائم الموثقة، فإننا نعتقد أن هذه المحرقة هي محاولة للتستر على عمليات القتل الجماعي التي حدثت في صيدنايا". وكانت منظمة العفو الدولية أصدرت في فبراير تقريرًا، عما وصفته بأنه حملة سرية لعمليات إعدام جماعي والإبادة في صيدنايا، ووصفت السجن بالمسلخ البشري، وجاء فيه أن النظام أعدم نحو 13 ألف سجين منذ بداية الثورة عام 2011، ويعتقد أن النظام قام باحتجاز 100 ألف سجين في السجون الرئيسة والمعتقلات المؤقتة ومعسكرات الاحتجاز، التي انتشر فيها التعذيب والقتل دون محاكمة. ولكن رئيس النظام السوري بشار الأسد رفض في مقابلة مع قناة "ياهو" نتائج التقرير، واصفًا إياها بأنها جزء من "الأخبار المزيفة"، وقال: "يمكنك تزييف أي شيء"، ولكن وزارة الخارجية ردت بالقول: إن "المعلومات التي نشرتها تستند إلى تقارير استخباراتية أمريكية". ونوهت "الجاردين" إلى أن واشنطن نشرت هذه الصور قبل يوم من لقاء المعارضة غير المباشر مع الحكومة في جنيف، مشيرة إلى أن الأسد توقع ألا يخرج اجتماع جنيف "بشيء جوهري"، قائلة: إنه "يركز على الاجتماعات الموازية في العاصمة الكازاخستانية برعاية كل من روسيا وتركيا وإيران، التي اتفقت في العاصمة أستانا على الاجتماعات الموازية، بهدف إقامة مناطق لوقف التصعيد، التي سيكون فيها تجميدًا للقتال". وأوضحت أن خطة أستانا تتضمن آلية لتبادل السجناء بين النظام والمعارضة، بوساطة ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، روسيا وتركيا وإيران، لافتة إلى أن المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا وصف آلية أستانا بأنها "تطورًا جيدًا"، لكن ممثل المعارضة بسام بربندي وصفها ب"المهزلة". وأشارت "الصحيفة" إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف زار واشنطن الأسبوع الماضي؛ لحشد الدعم الأمريكي للخطة التي تشمل تجميد القتال في أربع مناطق، حيث التقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون. ولفتت إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يعبروا عن التزام بمخرجات أستانا، وفضلوا انتظار ما يمكن أن تقوم به روسيا من دور لمنع الأسد من الهجمات الجوية على مناطق المعارضة. وأضاف ستيوارت جونز المبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط ، أنه في ضوء فشل اتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة، فإن المسؤولين خففوا من اللهجة المطالبة برحيل الأسد، وقالوا: إنهم "يركزون على جمع الأدلة لتستخدم ضده عندما يتنحى عن السلطة ويقدم للمحاكمة؛ بتهمة القيام بجرائم ضد الإنسانية". ويبين الكاتب أنه من غير المعلوم إن كان المسؤولون الأمريكيون واجهوا المسؤولين الروس بجرائم صيدنايا، لافتا إلى أن موسكو دافعت في الماضي بقوة عن النظام السوري، إزاء الجرائم المتعددة، ووصفتها بالمزيفة. واتهم "جونز" الاثنين، حلفاء الأسد بالتواطؤ، أو الرضا عن جرائم الأسد، وقال: "إما أن روسيا ساعدت، أو غضت النظر عندما قام النظام بغارة جوية ضد قافلة مساعدات إنسانية في طريقها إلى حلب، وحين استخدم السلاح الكيماوي، بما في ذلك غاز السارين، في إدلب يوم 4 أبريل".