روت فادية سعد، 56 عامًا، عميدة معهد فتيات طنطا الأزهري، تفاصيل ما حدث بعد التفجير، الذي وقع في كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، الواقعة خلف المعهد. وقالت خلال اتصال هاتفي ل«التحرير» إنها سمعت مع زملائها جرس الكنيسة يدق في صباح اليوم مع بداية صلاة القداس، وفي الساعة التاسعة سمعت دوي انفجار كبير أدى إلى «اهتزاز» المعهد. وأضافت: «خرجنا مسرعين فورًا إلى الكنيسة، وبدأنا ننقل المصابين وكبار السن إلى المعهد لنسعفهم، وكان هناك صيدلية في مواجهة المعهد، اشترينا منها الأدوات المطلوبة»، معقبة: «بعد ما تم إسعاف المصابين، قام مدرسون ومدرسات بالمعهد بتوصيل المصابين إلى منازلهم بسياراتهم الشخصية». بدأ العاملون والعاملات بالمعهد باستيقاف أي شخص يرونه مصابا ليستضيفوه ويسعفوه، بحسب فادية التي قالت: «في البداية كانوا يهابون الدخول لأنه معهد أزهري لكن سرعان ما يطمئنون لنا، خاصة أنهم رأونا نبكي وبعض المدرسات وقعن مغشيات عليهن من هول ما حدث». وذكرت أن هناك شيوخا من إدارة منطقة طنطا الأزهرية جاءوا إلى المعهد فور علمهم بالواقعة للتضامن والمساعدة. لم تستطع فادية وزملاؤها، الذين قدر عددهم ب30 تقريبا، الدخول إلى الكنيسة بسبب الزحام وعربات الإسعاف، لكنها وصفت المشهد في الخارج بأنه «بشع.. لا يقبله منطق ولا دين». وأكدت أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين بالمنطقة -التي تسكنها أغلبية مسيحية- جيدة جدا. وأشارت إلى أن أسرة المعهد تذهب إلى هذه الكنيسة في المناسبات للتهنئة أو العزاء، وحضروا عزاء ضحايا الكنيسة البطرسية الذي نظمته كنيسة مارجرجس بطنطا. كان انفجاران قد استهدفا كنيستي مارجرجس في طنطا ومارمرقس في الإسكندرية. وبحسب مسؤولين، فقد قُتل 46 شخصا على الأقل وأُصيب عشرات آخرون. كما تبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجومين. ووجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بفتح مستشفيات القوات المسلحة، لاستقبال مصابي الحادث، وأدان في بيان رسمي الواقعة، وقال: إن «الإرهاب الغادر يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، ولن ينال أبدا من عزيمة المصريين وإرادتهم الحقيقية في مواجهة قوى الشر». وفي 29 مارس الماضي، كانت قوات الأمن قد فككت قنبلة بكنيسة طنطا التي وقع فيها انفجار اليوم. وأقامت جميع الكنائس صباح اليوم صلوات قداس «أحد السعف»، وهو ذكرى دخول السيد المسيح أورشليم (القدس)، على أن يكون الأحد المقبل هو عيد القيامة. هذا الاسم جاء بسبب استقبال الجموع لموكب المسيح عند دخوله أورشليم بسعف النخل وغصون الزيتون المزينة ويسمى أيضًا ب«أحد الشعانين»، وهى الكلمة التي صرخ بها الجموع في خروجهم لاستقبال موكب المسيح في طريقه إلى أورشليم، وتعني «يا رب خلص».