مع فوز حزب الشعب للحرية والديمقراطية في الانتخابات التشريعية الهولندية، يدور التساؤل حول هوية هذا الحزب الذي نافسته عدد من أحزاب اليمين المتشدد وعلى رأسها حزب "الحرية". وحقق حزب "الشعب للحرية والديمقراطية" الفوز في الانتخابات العامة في هولندا، التي أجريت الأربعاء، فيما احتل حزب "الحرية" اليميني المتطرف المركز الثاني. ماهية الحزب هو حزب سياسي هولندي ليبرالي محافظ، يعتبر من أكثر الأحزاب الهولندية إيمانا بالاقتصاد الحر والقطاع الخاص والاستثمار الحر، وخلال الانتخابات البرلمانية في هولندا عام 2010 حصل على أكبر عدد من الأصوات وهو 150، وزعيم الحزب الحالي هو مارك روته. ويُدعم الحزب فكرة الأسواق الحرة، ويدعو لقيم الديمقراطية والأمن والحرية والمواطنة، فبالنسبة للديمقراطية يدعو إلى انتخاب رئيس الوزراء بشكل مباشر ومن خلال ورقة الاقتراع، كما يطالب بتطبيق نفس الشئ لرؤساء البلديات والالتزام بالحريات الأربع وهي (حرية التعبير وحرية العبادة والتحرر من الخوف والتحرر من الحاجة)، كما يهتم الحزب كذلك بتحقيق مبدأ عدم التمييز والالتزام بالاقتصاد المفتوح، وتنظيم السوق الحرة. دعمه للاجئين يُعرف "الحرية والديمقراطية" بوقوفه مع اللاجئين والمسلمين على عكس أحزاب اليمين المتطرف في أمستردام، من بينها تصريحات لرئيس الوزراء الهولندي ورئيس الحزب مارك روته طمأن فيها المسلمين في هولندا عبر مؤتمر صحفي عقد بعد الاجتماع الطارئ للحكومة الهولندية بعد التفجيرات و الاحداث الدامية التي شهدتها باريس العام الماضي. مارك روتة رئيس الحزب الحاكم قال مارك روته، رئيس الحزب: إن "هولندا تحارب التطرف و الإرهاب و تنظيم "داعش" و ليس الإسلام أو المسلمين"، مؤكدا على الوحدة و الوطنية و حرية الأديان في هولندا، بالإضافة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي مع بعض الإجراءات الأمنية المشددة في المناسبات القادمة مثل سنتر كلاس و أعياد الميلاد. إنهاء أزمة اللاجئين في مارس 2016 تعهد "روته" بإيجاد حل مشترك لمعاناة اللاجئين وذلك بمناسبة مشاركة بلاده في القمة الأوروبية التركية ببروكسل، لافتًا في مؤتمر صحفي إلى أن أزمة اللاجئين التي تعاني منها أوروبا ستنتهي في حال تم التوصل إلى اتفاق مع أنقرة". وفاز الحزب الحاكم بزعامة رئيس الوزراء مارك روته ب 33 مقعدًا، من أصل 150 هي مقاعد البرلمان الهولندي، مقارنة ب41 مقعدًا في انتخابات 2012، وفي المركز الثاني حصل حزب الزعيم اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز، على 20 مقعدًا، محققًا تقدمًا عن الانتخابات السابقة التي فاز فيها ب 15، وتلا حزب الحرية كل من حزبي "ديموقراطيون 66" (يسار وسط)، و"النداء الديمقراطي المسيحي" (يمين وسط)، نتائج مهمة؛ حيث حصل كل منهما على 19 مقعداً، بزيادة بلغت 7 و6 مقاعد للحزبين على الترتيب. وبرز حزب الخضر اليساري كأهم الرابحين من الانتخابات، بحصده 14 مقعدًا، مقارنة ب4 فقط في الانتخابات الماضية، كما نال الحزب الاشتراكي نفس العدد من المقاعد، أما أكبر الخاسرين في الانتخابات، فهو حزب العمل (يسار وسط)، حيث تظهر النتائج خسارته ل29 مقعدًا، واكتفائه بتسعة مقاعد فقط عوضًا عن 38 مقعدًا كانت بحوزته.