"من هو على علم بشيء فليدلي به ليكسر الظلام" ..كان هذا أحد تصريحات باولا ريجيني والدة الطالب الإيطالي الذي عثر عليه قتيلا في مصر، لصحيفة "اسبريسو" الأيطالية، لافتة إلى أن "كل من يعرف أو رأى أو سمع ما حدث لجوليو في تلك الأيام الثمانية الرهيبة فليتكلم الآن". وردا على سؤال من الصحيفة "شاهدنا تحقيقات غير شفافة ومحاولات تضليل مصرية ،ومنع المحققين من الوصول للحقيقة ما رأيك؟"، أجابت "كلمة التضليل أصبحت الآن من مفردات الأسرة، منذ إبلاغنا من طرف السفير ماوريزيو مساري عن اختفاء جوليو كنا نتوقع حدوث أمور أخرى أسوأ". وأضافت " لماذا فُعل كل هذا الشر لجوليو؟ من الذي سمح بذلك؟ ما كانوا يعتقدونه؟ لماذا لم يتوقفوا؟ بمن التقى قبل وأثناء وقت الشر؟ ما كان يفكر به؟ لماذا لم يعرفوا أنه أجنبي، وأنه سوف تكون هناك تداعيات سياسية ودبلوماسية؟ من بين العديد من الأدلة الكاذبة أنا أتذكر دائما الإناء الفضي ووثائق جوليو مع متعلقات أخرى لا صلة لها بابني، يبدو لي كانه مشهد مسرحي". وتسائلت والدة ريجيني "من الذي اختطف وعذب جوليو؟"، داعيةً الحكومة الإيطالية إلى أن توضح للرأي العام، السبب وراء تعيين السفير الجديد في مصر وأن تصر على عدم إرساله مجددا للقاهرة، لحين معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة، واتخاذ جميع التدابير السياسية والدبلوماسية في حال عدم الاستجابة أو تحول الأكاذيب الى حقائق لإغلاق القضية". وقالت "علينا أن نتحرك للأمام من أجل التعاون الفعلي للنيابة المصرية مع نظيرتها الإيطالية التي نوليها أقصى قدر من الثقة، لدينا تاريخ مشترك على صعيد العلاقات والأحداث العالمية، المطلوب من مصر التضامن وليس المواجهة"، مضيفة "كثيرا ما تساءلت هل كان يجب أن ننتظر شخصا كجوليو لكشف وضع انتهاك حقوق الإنسان في مصر". وأضافت "جوليو لم يكن موجودا في مصر لأسباب سياسية ولكن للقيام بدراسة بحثية، أنا على علم بأن الكثير من الناس في مصر يعتمدون على الاهتمام الذي أثاره قتله؛ باعتباره فرصة لكي يعرف العالم ظروفهم المعيشية وخاصة مدى صعوبة التعبير بحرية عن الأفكار والآراء". وقالت "هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من التخويف والسجن لكونهم مهتمين بقضية جوليو؛ دعونا نحاول ذكرالحالات التي نحن على علم بها: مالك عدلي المحامي الحقوقي الذي كان يريد رؤية جوليو في المشرحة يوم 4 فبراير، الصحفي عمرو بدر الذي تولى القضية، أحمد عبد الله، رئيس الجنة المصرية للحقوق والحريات وهو في السجن منذ 25 أبريل في الحبس الاحتياطي. وقد تم تمديده في الجلسة الأخيرة يوم 21 مايو لمدة أسبوعين، مينا ثابت، مدير الأقليات والفئات المهمشة من نفس المنظمة، وأخيرا مدير وكالة رويترز في القاهرة".