تصريح المستشار أحمد الزند وزير العدل المقال "هاحبس النبي" الذي على إثره تمَّت إقالته من منصب بقرارٍ من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء لم يكن هو الأول من نوعه، الذي يطيح فيه تصريح بمسؤول من منصبه. على مدار السنوات الماضية، شهدت البلاد العديد من التصريحات التي سُميت فيما بعد ب"زلات اللسان"، والتي تسبَّبت في الإطاحة بمسؤولين، نرصدها: مبارك يطيح بزكي بدر زكي بدر، تمَّت إقالته وقت أن كان يحمل منصب وزير الداخلية، خلال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك بسبب "ذلات لسانه، التي وصلت إلى البرلمان، حيث في عام 1987، دخل في معركة بالأيدى والأحذية مع النائب طلعت رسلان بعد وصله شتائم وجهها بدر ضد فؤاد سراج الدين وإحدى قريباته ما أثار غضب طلعت رسلان الذى ضرب "وزير الداخلية" على وجهه فردَّ عليه بدر بضرب رسلان بحذائه. خلال إحدى لقاءاته مع ضباط المعهد الدبلوماسي بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، تطاول زكي بدر بالسب والقذف بألفاظ تخدش الحياء ضد رموز المعارضة، بل وأيضًا ضد عددٍ من رموز الدولة. في هذا المؤتمر، بدأ بوصلة الشتائم ضد جماعة الإخوان ومرشدهم الراحل حسن البنا، وابنه سيف الإسلام، والمستشار مأمون الهضيبى، وكذلك زعماء المعارضة وعلى رأسهم إبراهيم شكري والراحل محمد حلمي مراد، وخالد محيى الدين، والصحفيين أحمد بهاء الدين، والدكتور محمد السيد سعيد، ويوسف إدريس، وكذلك بعض قيادات المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والراحل فتحى رضوان وآخرون. ووجَّه بدر وصلة سباب ضد زملائه من الوزراء وكبار قيادات الدولة، وخصَّ منهم عاطف صدقي "رئيس الوزراء" ويوسف والي "أمين عام الحزب الوطني"، وصفوت الشريف "وزير الإعلام"، وفاروق حسني "وزير الثقافة"، ثمَّ هاجم كمال حسن علي رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور عبد الرازق عبد المجيد، والدكتور مصطفى السعيد وزيري الاقتصاد السابقين، والدكتور محمد علي محجوب "وزير الأوقاف" وغالبية المحافظين. شفيق.. تحويل ميدان التحرير ل"هايد بارك" وتوزيع الأكل و"البونبون" عقب اندلاع ثورة 25 يناير، استضاف برنامج "بلدنا بالمصرى" المذاع عبر قناة "ontv"، الدكتور أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء "حينها"، وتحدَّث في حوارٍ مفتوح حضره المفكر الدكتور أحمد كمال أبو المجد، ورجل الأعمال نجيب ساويرس، والدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية، والكاتب والروائي علاء الأسواني، والإعلامي يسرى فودة، والإعلامي حمدي قنديل. نشبت مشاجرة حادة بعد اقتراح أحمد شفيق تحويل ميدان التحرير ل"هايد بارك"، حتى يتجمع فيه متظاهرو التحرير ويتم توزيع الأكل و"البونبون" عليهم، الأمر الذى جعل علاء الأسواني يعترض على هذا الاقتراح، ما أدَّى إلى انفعال شفيق قبل أن يطلب منه عدم لبس رداء الوطنية، فرفض الأسوانى هذا الوصف واعترض عليه وأكَّد أنَّه أكثر وطنية منه. وفي ختام الحلقة، أكَّد الأسواني أنَّه سينزل "يوم الجمعة" إلى ميدان التحرير للتظاهر للمطالبة باستقالة حكومة شفيق، حتى جاءت استقالة رئيس الوزراء بعدها بأيام معدودة. محفوظ صابر وابن الزبال لم تكن ذلة لسان المستشار أحمد الزند وزير العدل المقال هي الأولى لوزير عدل، بل سبقه فيها الوزير السابق المستشار صابر محفوظ، حيث تمَّت إقالته حين قال: "ابن عامل النظافة لا يمكن أن يصبح قاضيًّا.. مع احترامي لكل عامة الشعب القاضي له شموخه ووضعه ولابد أن يكون مستندا لوسط محترم ماديًّا ومعنويًّا". وقتها قال "صابر" إنَّ تصريحاته التي خرجت منه لا تعدو كونها "زلة لسان"، وإنَّه قرر التقدم باستقالته نزولاً عند رغبة المواطنين والرأي العام. الزند.. هحبس الرسول الزند هو آخر وزير يُقال بسبب "ذلة لسان"، حيث جاءت إقالته تصريحٍ، تعرَّض بعده إلى هجوم عنيف، حين قال خلال لقائه ببرنامج "نظرة" الذي يقدِّمه الإعلامي حمدي رزق على فضائية "صدى البلد"، يوم الجمعة الماضية: "سأحبس أي مخطئ في حق الدولة.. إذا لم يكن هؤلاء مكانهم في السجون فأين سيكون مكانهم.. أنا هاسجن أي حد حتى لو كان النبي عليه الصلاة والسلام، أستغفر الله العظيم.. سأسجن المخطئ أيًّا كانت صفته".