span style="font-family:" Arial",sans-serif"عمل أجيرًا في أحد القرى المجاورة الكِرام أهلها، وبعد مرور عدة سنوات قرر الانتقال بأسرته إلى هذه القرية التي أكرمته. span style="font-family:" Arial",sans-serif"ساعده أهل القرية في بناء منزلٍ صغير بجوار أحد المساجد، عطف عليه الكثيرون وساعدوه حتى اشتدَّت سواعد أبنائه الذين عملوا عند التجار في زمن القوة الجسدية ولكن العجيب في الأمر خبث هؤلاء الأبناء وسرقتهم للتجار والاحتيال على الآخرين حتى صاروا أصحاب أموال وتجارة كبيرة؛ فزاد فسادهم وإفسادهم. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أراد أبناء الأجير السيطرة على هذه القرية وإهانة أهلها حتى يمحوا الجميل إرضاءً لأنفسهم؛ فاتفقوا على حيلة ماكرة حيث أرادوا شراء البلدة كاملة فأقرضوا من يريد بزيادة ربوية، وحفَّزوا العديد من أهل القرية على إقناع الآخرين بشراء أشياء لا حاجة لهم فيها بحجة استغلال فرصة وجود الممولين. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وكلما جاء أحد المقترضين لسداد المبلغ أو جزء منه أقنعوه بمهلة أخرى بزيادة أخرى؛ حتى أصبح أهل البلدة عاجزين عن سداد الديون وهكذا حتى تضاعفت الديون وأصبح التنازل عن حقولهم وبيوتهم لأبناء الأجير هي الطريقة الوحيدة الممكنة لسداد الديون. span style="font-family:" Arial",sans-serif"اجتمع أهل البلدة المنكوبين وقرروا الاستعانة بحكيم القرية الذي حذَّرهم مرارًا وتكرارًا من قبل من المعاملة بالربا وذكَّرهم بقول الله سبحانه وتعالى: span style="font-family:" Arial",sans-serif"[يَٰٓأَيُّهَا 0لَّذِينَ ءَامَنُواْ 0تَّقُواْ 0للَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ 0لرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (278) فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ 0للَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ (279)] سورة البقرة. span style="font-family:" Arial",sans-serif"فكر الحكيم بُرهة ثم قال: نفذوا الآن دون سؤال، أخبروا أبناء الأجير بالتنازل عن الدين مقابل نصف كل شيء في القرية ثم أتوني بهم لأتم الميثاق. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أرسل الحكيم وفدا من أهل البلدة إلى أبناء الأجير ففرحوا بالمقترح وذهبوا مع الوفد إلى الحكيم؛ فكتب الحكيم ميثاقًا بين أهل القرية وأبناء الأجير نصه ''لأبناء الأجير نصف كل شيء في القرية'' span style="font-family:" Arial",sans-serif"ذهب أبناء الأجير إلى الفلاحين بعد الحصاد للحصول على نصف المحصول ولكن الفلاحين قالوا: نذهب إلى حكيم القرية للحكم بيننا. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قال الحكيم: لأبناء الأجير نصف كل شيء، لهم نصف كل حبة من المحصول لأن الحبة شيء، ونصف كل ذرة تراب على هذه البلدة لأن الذرة شيء، فليقسموا الحبة إلى نصفين متساويين ثم يأخذوا نصفا لهم، وهذا هو الميثاق؛ فما استطاع أبناء الأجير تقسيم الحبة إلى نصفين متساويين فأدركوا أنهم سقطوا في شرك الحكيم. span style="font-family:" Arial",sans-serif"عرض الحكيم على أبناء الأجير رؤوس أموالهم التي أقرضوها أهل البلدة دون زيادة مقابل التنازل عن الميثاق فوافق أبناء الأجير على الفور وأخذوا المحصول كاملا ثمنًا لما أقرضوه. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قضى أهل البلدة شهورا في ندرة من الطعام حتى حصدوا المحصول الجديد، وبدأت تتحسن حالتهم، جمعهم حكيم القرية وسألهم عن حالهم فأخبروه بتحسن حالهم، وعندما سألهم عن السبب أجابوا أنه جهد وعناء شهور، فقال الحكيم: هكذا قَضاء الأمور بالجهد والابتعاد عن الشرور فهل تعلَّمْتم الدرس.