أطاحوا بالمستشار محفوظ صابر وزير العدل بسبب ما وصفوها بأنها ذلة لسان. وجاءوا بالمستشار أحمد الزند أبو مائة لسان ليحل محله.. علي مدي الأسبوع الماضي لم تهدأ وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وكانت القضية موضوعها الرئيسي.. آلاف بل ملايين التعليقات التي وصلت إلي حد الشتائم والسباب بين فريقين كلاهما يقاتل دفاعاً عن وجهة نظره. الأول صابر في لحظة صدق مع النفس وصراحة غير معهودة لدي السياسيين خاصة في مصر.. رصد واقعاً وقالها كلمة حق: لا مكان لأبناء عمال النظافة بين القضاة. ثار عليه الجميع وعاقبوه لصراحته فاستقال أو أقيل وأراح واستراح.. وجاء الثاني الزند ليحلف اليمين وزيراً للعدل.. وهو الرجل صاحب العبارات الشهيرة من قبيل "نحن الأسياد وغيرنا هم العبيد" "دول شويه رعاع" في إشارة واضحة لملايين المتظاهرين الغاضبين من ظلم نظام مبارك الذي أعاد الوطن للخلف مئات السنين بسبب ممارساته الفاسدة. ذلة لسان كانت كفيلة بتهييج الرأي العام والإطاحة بالرجل ولأننا ننسي فجاءوا بالزند مكانه "!!" وهو صاحب الرقم القياسي في ذلات اللسان إذا اعتبرنا ما ردده علي مدي السنوات الأربعة الأخيرة مجرد ذلة لسان. في وطن الثورتين كشفت القضية بوضوح عن الداء الأخطر الذي تعاني منه المحروسة علي مدي السنوات الأربعة الأخيرة ومنذ قيام الثورة الأولي في 25 يناير ..2011 كل الحكومات المتعاقبة في وادي والشارع في واد آخر أو قل تلهث الحكومات وراء حفنة محدودة من الإعلاميين كانت مصلحة الوطن العليا آخر ما يفكرون فيه.. فازت اختياراتهم وضاعت الأصوات العاملة أدراج الرياح بعد أن أصبح الصوت العالي سيد الموقف وأصحابه بيدهم القرار.. فكانت النتيجة "شالوا صابر وجابوا ......" والله ياولاد ما أنتم لاعبين!!