مازالت أزمة تلوث مياه محافظة المنيا مستمرة والتى تعاني من استقبالها لأكثر من 10 آلاف لتر من مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي يوميًّا، أدت إليها إصابة المصرف الرئيسي للمحافظة بالعديد من المشاكل. وتعد قرية إطسا التابعة لمركز سمالوط والتى توجد على بعد 20 كيلو مترًا شمال مدينة المنيا المصب الرئيسى لمصرف المحيط، الذي يبدأ من مركز ملويجنوب المحافظة مرورًا بمراكز أبوقرقاص والمنيا وصولاً لسمالوط، والذى يحمل مخلفات صناعية وصحية وزراعية تصب جميعها بنهر النيل أمام قرية إطسا. " كل اللي بنسمعه كلام في كلام ومحدش بيعملنا حاجة، والمصرف أصابنا بالأمراض وقضى على الثروة السمكية"، كلمات أكد بها عبدالله حسن أحد أهالي القرية الإهمال الشديد الذي يواجهونه من الحكومات المتعاقبة، موضحًا أن المصرف تم العمل به في أوائل تسعينيات القرن الماضي، ورغم إرسالهم للعديد من الشكاوى والاستغاثات إلا أنه لا حياة لمن تنادي، رغم إصابة العديد منهم بأمراض الكبد والفشل الكلوي، وتأثير الصرف على الثروة السمكية. وأكد سلامة محمد - أحد أهالي القرية - أن كل ما يخص المصرف ما هو إلا تصريحات إيجابية وشو إعلامي، موضحًا أنه ومنذ إعلان المحافظ السابق اللواء صلاح زيادة تطوير المصرف وتحويل مجراه على يد خبير ألماني، إلا أن المصرف لم تطرأ عليه أى تغيرات منذ أكثر من 6 أشهر. وكان محافظ المنيا السابق اللواء صلاح زيادة أكد في أوائل شهر يوليو الماضي أنه استعان بخبير ألماني، بهدف إيجاد حلول بيئية وآمنة لمصرف المحيط الذي يتسبب في الكثير من المشاكل والأمراض لأبناء المحافظة. وأضاف أنه أثناء زيارته لألمانيا يونيو الماضي قام بالاتفاق مع الجانب الألماني لترشيح أحد الخبراء لوضع حلول نهائية وعملية لمشكلة مصرف المحيط ، الذي يعد كارثة بيئية وصحية تهدد جميع القرى الواقعة غرب محافظة المنيا على امتداد المصرف.