كارثة حقيقية تعيشها محافظة المنيا وتسببت فى تفشى العديد من الأمراض للإنسان والحيوان، وذلك بوجود 4 بؤر تلوث بمحافظة المنيا، وهى محطة صرف المنيا فى «تلة» ومصنع سكر أبوقرقاص، وهما يصبان فى مصرف المحيط «ماقوسة» بدون معالجة، ثم محطة صرف أبوقرقاص وشركة الحليج للأقطان وهى الآن متوقفة عن العمل، ما يهدد بانقراض الثروة السمكية بالمنيا؛ فقد ظهرت العديد من أسماك البلطى النافقة طافية على مياه النيل. يقول المهندس «مصطفى إسماعيل»، مدير عام إدارة شئون البيئة بالمحافظة:إن محافظة المنيا تعانى خطر التلوث، خاصة من مصرف «المحيط»؛ فهو مصرف رئيسى يبلغ طوله 135 كيلومترا من مدينة «دير مواس» جنوبا حتى العدوة شمال غرب مدينة المنيا وتختلف المسميات عليه بين كل مركز فعرضه 4 أمتار ونصف المتر وعمقه 7 أمتار. أضاف: الكارثة خطيرة جدا لأن الأهالى وبعض المصانع ومحطات الصرف الصحى اتحدوا بصورة مفزعة من أجل انتشار التلوث؛ فيلقون المخلفات الزراعية والصناعية والصحية فى المصرف، ما أدى إلى تلوثه، فيعود بالضرر على صحة المواطنين والحيوانات، ويتسبب فى العديد من الأمراض. وأوضح أن المحافظة عقدت العديد من اللقاءات مع الجهات المعنية؛ مديريات وإدارات الزراعة والبيئة ومياه الشرب والصرف الصحى والمغطى وجهاز البيئة فرع أسيوط وأملاك الدولة وأعضاء هيئة التدريس بكليتى الزراعة والعلوم للبحث عن مخرج، هروبا من التلوث الذى يطارد المحافظة المنحوسة. يقول: تبدأ رحلة التلوث من جنوبالمنيا وبالتحديد من قرية نزلة رومان التابعة لمركز أبوقرقاص الكائن بها شركة الصناعات التكاملية؛ مصنع سكر أبوقرقاص والذى يصب أكثر من 60% من نسبة المواد التى تلوث المياه وتقدر ب5 آلاف متر مكعب يوميا بسبب إلقاء مخلفات سائلة غير معالجة من المصنع، والتى تتضمن مواد كيميائية فى الغسيل فيصب بمصرف إطسا.. مشيرا إلى أن الشركة تحتل نصيب الأسد فى التلوث وتليها محطة الصرف الصحى بمدينة المنيا الكائنة بقرية «تلة» زمام مركز المنيا، فطاقة المحطة 40 ألف متر مكعب يوميا، فى حين أن نسبة استقبالها 100 ألف لتر مكعب.. بلغة الحساب هناك أكثر من 60 ألف لتر بدون معالجة يتم إلقاؤها فى النيل. ويجرى إنشاء محطة صرف بالظهير الصحراوى لحل تلك الكارثة بزراعة الغابات الشجرية على مساحة تقدر ب120 ألف متر مربع بعد معالجة مياه الصرف. وأكد أن الخطر الثالث هو إلقاء سيارات الكسح المخلفات فى المصرف والترع الرئيسية والفرعية.. وأوضح أن السبب الرابع هو سلوكيات المواطنين وعدم وجود وعى؛ فهناك من يلقى الحيوانات النافقة ومخلفات المنازل فى المصرف. كما يوجد صرف زراعى من نبرات الفوسفات والمعادن الثقيلة بما تحمله من مخاطر فى المياه تؤثر بالسلب فى صحة المواطن. كما أكد أن اللجان المشكلة توصلت إلى مقترحات وحلول؛ منها تطوير معالجة الصرف الصناعى لمصنع شركة سكر أبوقرقاص ودراسة إمكانية إنشاء دوائر مغلقة لمعالجة الصرف السائل. وكذلك تطوير محطات الصرف الصحى القائمة ورفع كفاءة المعالجة بها مع التأكيد على الانتهاء من خط الطرد الخاص بنقل مياه الصرف الصحى من محطة المعالجة بقرية «تلة» إلى المحطة الجديدة بالظهير الصحراوى التى تبعد 22 كيلومترا عن مدينة المنيا. وقد استنكر المهندس «جمال إبراهيم ساويرس» مدير عام الإدارة العامة للصرف بجنوبالمنيا، أن تكون المصلحة هى الجانى أو المقصر فى التصدى للتلوث، وقال إن المصرف يشمل زمام المحافظة وبه 4 أحباس وهى: (مصرف أبوراهب، ومصرف بنى مزار، ومصرف إطسا، ومصرف كبكب التابع لمركز أبوقرقاص)، وإن إنشاء «المحيط» هدفه خدمة الأراضى الزراعية والصرف الزراعى وليس الصناعى أو الصحى كما يحدث الآن من تلوث.