تستضيف الكويت في شهر نوفمبر القادم القمة العربية الأفريقية في دورتها الثالثة، وسط توقعات بحضور عدد كبير من الرؤساء الافارقة للقمة التي تستمر يومين. ويصل عدد دول الاتحاد الأفريقي 54 دولة بينها 9 من المجموعة العربية، ومن بين 45 رئيس دولة افريقية من غير الدول العربية من المتوقع حضور من 20 الى 25 رئيسا على الأقل، مع الاخذ فى الاعتبار جهود الكويت على مستوى تعاون " الجنوب الجنوب «دول جنوب العالم»، خاصة بعد ان اصبحت مركز هذا التعاون بعد استضافتها قمة منتدى حوار التعاون الآسيوي، اضافة لحضورها القمة العربية اللاتينية. وتهدف القمة العربية - الافريقية الى تعزيز وتطوير التعاون بين الدول العربية والافريقية التي شابها الكثير من التعثر خلال الفترة الماضية، واقامة شراكة حقيقية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية باعتبار هذه الشراكات تمثل بعدا استراتيجيا لمواجهة تحديات المستقبل وتحديات الالفية الجديدة والتي تم تحديدها من قبل الاممالمتحدة وبما تتسم به من شح في الموارد والغذاء وصعوبة فيتنفيذ البرامج التنموية، كما ستناقش عددا كبيرا من الموضوعات الاقتصادية والمشروعات التنموية وسبل تفعيلها بالاضافة الى المشروعات الزراعية والامن الغذائي وتشغيل الشباب ومناقشة قضايا الهجرة . يذكر ان الكويت لديها علاقات مع نحو 40 دولة افريقية منذ اوائل الستينيات من القرن الماضي، وقدمت مساعدات مالية بنحو 2.5 مليار دولار لهذه الدول التي ترتبط معها بعلاقات متجذرة وطويلة ، كما ساهمت فى تقديم مساعدات مباشرة للقضاء على الكثير من الامراض والاوبئة في غرب افريقيا ومنها وباء عمى النهر، وقدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية على مدى الاعوام الماضية نحو 2.5 مليار دولار لتلك الدول من اجل تحسين الوضع فيها ، كما ساهمت الكويت فى صندوق مكافحة الفقر بنحو 300 مليون دولار وكذلك صندوق الحياة الكريمة بمبلغ 100 مليون دولار. وبدأت التحضيرات لهذه القمة فى شهر اكتوبر الماضى بمقر جامعة الدول العربية حيث عقدت اللجنة التنسيقية المكلفة أول اجتماع لها برئاسة الجامعة العربية ومشاركة ممثلين عن الاتحاد الافريقي والكويت الدولة المضيفة، كما قام رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الدكتور جان بينغ بزيارة دولة الكويت . والقمة العربية - الافريقية التى تعقد بالكويت هى الثالثة بعد قمتين سابقتين لم تأتيا بظروف مناسبة، الأولى في مصر عام 1977 بعهد الرئيس الراحل انور السادات وناقشت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي والقارة الإفريقية، وكذلك طرق ووسائل التعاون الاقتصادي والمالي بين العرب وإفريقيا ، وطغى عليها في حينه اجواء الصراع في الشرق الاوسط، ولم تشعر الدول الافريقية بإعطاء القدر الكافي من الاهتمام لقضاياها، والثانية عقدت في سرت بليبيا اكتوبر عام 2010، وناقشت «إعلان سرت» لتنظيم مبادئ التعاون بين الجانبين على صعيد القضايا السياسية وتعزيز إستراتيجيات التعاون ويلزم الدول العربية والأفريقية بتنفيذ هذه الاستراتيجيات وخطط العمل المرافقة لها، كما تم الاتفاق على إنشاء صندوق عربي أفريقي مشترك للتصدي للكوارث في المنطقة العربية والأفريقية، ولم تأخذ المساحة الكافية، حيث تلتها احداث الربيع العربي واسقاط نظام القذافي، كما ان حضور الرؤساء الافارقة لم يكن بالقوة المطلوبة.