"كالمستجير من الرمضاء بالنار"، هذا هو حال معظم الصوماليين في العاصمة مقديشو الذين يعيش معظمهم في ظروف إنسانية صعبة داخل أحياء سكنية فقيرة، أو مخيمات للنازحين، وتتعدد أوجه معاناتهم ما بين ويلات الإرهاب والكوارث الطبيعية أو حتى شقاء من أجل الحصول على المساعدات الإنسانية، ربما يقودهم إلى فقدان أرواحهم جراء انتهاكات لقوات من الجيش. واليوم الإثنين، قتل 10 صوماليون معظمهم من النساء، وأصيب 9 آخرون بجروح، جراء اشتباكات بين عناصر القوات الحكومية في حي دينيلي، غربي العاصمة مقديشو، بحسب شهود عيان. وأفاد الشهود أن المنطقة، التي شهدت الاشتباكات كانت مكتظة بمدنيين ينتطرون استلام بطاقة مساعدات إنسانية، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص معظمهم من النساء، وإصابة 9 آخرين بحروح خطيرة نقلوا على إثرها إلى مستشفى المدينة. وأضاف الشهود أن الاشتباكات جاءت إثر اختلاف جنود حكوميين حول كيفية توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين، الذين يقدر عددهم بالمئات. ووصف أحد الشهود الحادث بأنه "كان مروعا"، قائلا: تعرضنا لإطلاق النار بينما كنا في طوابير طويلة لاستلام بطاقة مساعدات إنسانية"، وأشار إلى أن المنطقة تحولت فجأة إلى ساحة حرب ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى معظمهم مدنيين. واستمرار للهجمات الإرهابية، التي تشنها حركة "الشباب المجاهدين"، قتل 15 جنديًا اليوم في كمين جنوبي مقديشو، وفقا لتصريحات أحد المسؤولين الصوماليين الذي أوضح أن عناصر الحركة الإرهابية قاموا بالإستيلاء على 3 عربات عسكرية خلال الكمين. ومن جانبها، أعلنت حركة "الشباب" مسؤوليتها عن الهجوم الذي أسفر عن مصرع 30 من القوات الحكومية على حد قولها. وأمس الأحد، ذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" أن السيول دمرت آلاف المنازل المؤقتة وأثرت على ما يزيد عن مليون شخص فى الصومال، وأوضح أن آلاف الأشخاص فى المناطق المنخفضة من الأجزاء الجنوبية والوسطى فى خطر مع احتمالية فيضان النهر، مشيراً إلى مصرع ثلاثة أطفال وإصابة عدد من الأشخاص فى منطقة يقشيد وتدمير مراكز إيواء يقطنها 12 ألف شخص، جراء السيول العنيفة. ويحتاج نحو 3.2 مليون صومالى، أى ما يمثل نحو ثلث عدد السكان، معونات عاجلة للمنكوبين، جراء ظاهرة "النينيو" وهى ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه فى المحيط الهادي، ويتمخض عنها موجات جفاف وحر لافح فى آسيا وشرق إفريقيا.