في محاولة لقراءة وتحليل الخطاب الرئاسي الأخير، خاصة بعد حالة الهجوم الشديدة البارزة في لغة الرئيس عبد الفتاح السيسي ضد الإعلاميين، خلال كلمته التي ألقاها، مساء اليوم الأحد، بالندوة التثقيفية العشرين للقوات المسلحة، على مسرح الجلاء، استطلعت «التحرير» رأي الدكتور صفوت العالِم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة. قال العالِم إن النظام السياسي القائم يعكس حال الإعلام، وكم الانتقادات التي وجهها السيسي للإعلاميين على وضع خارطة الطريق وهو ما يهدد هيبة رمز الدولة ويؤدي إلى ما نشهده اليوم من حالة الفوضى و«العك» الإعلامي الذي يتصدر القنوات وبرامج ال «توك شو». السيسي هو اللي دلعهم ذكر العالِم أن الخطاب الأخير جاء ليُشهد الرئيس، الرأي العام والجماهير على الممارسات المعيبة التي يقوم بها الإعلاميين الذين هم بحاجة إلى العودة إلى كثير من الممارسات المهنية المغيبة عمدًا -بحسب تعبيره، والتخلص من العيوب القاتلة التي سيطرت على المشهد الإعلامي. واتهم النظام السياسي بالمسئولية الأكبر وراء فقدان هيبته الرئاسية عبر الرحلات المكوكية التي يمولها رجال الأعمال، أصدقاء الإعلاميين والصحفيين ورؤساء مجالس إدارات صحفهم، للسفر ضمن جولات الرئيس الخارجية، مضيفًا «السيسي هو اللي دلعهم، ضع قوانينك كما وضعت قانون التظاهر بدلًا من الفوضى والعك الإعلامي القائم». هيبة الرئيس وحول أبرز الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الإعلاميين أشار العالِم إلى أن ظاهرة الضيف المنفرد ما زالت تحكم برامج ال «توك شو» حتى الآن، وقيام عدد من الإعلاميين باستخدام «الأبعدية الملاكي» التابعة لهم والسماح بإجراء مداخلات «ملاكي» على الهواء مباشرة لسب الجميع وتشويه صورتهم أمام الرأي العام، فضلًا عن ظاهرة الضيف الذي يستغل خبراته القانونية لتوظيفها توظيفًا معيبًا لتشويه صورة شخص ما وعمل كارت إرهاب وتهديد للمخالفين لهم، باسم القانون. وتسائل: «الرئيس له هيبته ومينفعش يسيب حد يصوصو عليه.. ليه سايب كل الرعاع دول؟"
وطالب بسرعة فرض القوانين اللازمة لإعادة الهيبة من جديد وإن تطلب الأمر العودة إلى الدولة السلطوية مع تطبيق تشريعات إعلامية سبق إعدادها ضمن أجندة 30 يونيو والتي تتضمن ميثاقًا عامًا للشرف الإعلامي ونقابة للإعلاميين ومجلس أعلى يدير الملف الإعلامي، بدلا من تكرار الانفعالات والغضب العام عند كل خطاب جماهيري. وأوضح العالِم أن كل كلمة تخرج من فم الرئيس تصدر طنينا تهد بلاد ولكن حينما يصل الوضع لما وصل إليه الرئيس اليوم من التلميح والشخصنة والحديث عن بعض الإعلاميين خلال أزمة غرق الإسكندرية في مياة الأمطار، فإن هذا يعني أن هيبة الدولة في خطر. كارت إنذار أخير وفي محاولة لتحليل لغة الخطاب الرئاسي التي اتسمت بالانفعال وحركة اليد المتكررة أكثر من مرة في اتجاهات مختلفة، أكد العالِم أن تلك اللغة الجديدة تمثل كارت إنذار أخير أمام الإعلاميين الخارجين عن النص، تعقبه قرارات ترتبط بنصوص قانونية مثلما حدث مع فرض قانون التظاهر، وإن كان يسبقها آليات توعية مسبقة، بداية من وضع مواثيق للشرف الإعلامي و«فلترة» الشاشة من الذين يسيئون إلى أنفسهم قبل المتلقي عبر خطاب إعلامي أقل ما توصف لغته أحادية الإتجاه ب «قنوات الصرف الإعلامي».