الدكتور عدلى رضا، رئيس لجنة الرصد الإعلامى والإعلانى للانتخابات الرئاسية، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، له مدرسة إعلامية متميزة تخرج فيها العديد من الإعلاميين، حاصل على جائزة الدولة التقديرية، يدافع بصفة دائمة عن الشعب المصرى، ويعتبره نجم الثورات، ويرى بعض الفضائيات لا تقدر مكانته وتستخف بعقله، وتقدم له محتوى برامجياً لا يليق به، بل تحثه على الفوضى وتدمير أخلاقياته ويتفاءل برئيس مصر القادم، الذى سيصحح المسار الإعلامى وتنظيمه والالتزام بالمعايير المهنية.وصف فى حواره ل«نجوم وفنون» الهجوم على لجنة الرصد بغير الموضوعى، وقدم لنا رؤيته لمستقبل الإعلام المصرى. بداية.. ماذا عن لجنة الرصد الإعلامى؟ وكيف تم اختيار أعضائها؟ - تقوم اللجنة بمتابعة ورصد جميع المواد المسموعة والمرئية على محطات الإذاعة والقنوات التليفزيونية والخاصة، وتقييم ما يعرض وتكتب ملاحظاتها وترسلها للقنوات حتى لا تتكرر الأخطاء وإذا تكررت الأخطاء ترفع التقارير للجنة العليا للانتخابات. أما أعضاء اللجنة فهم أسماء تتمتع بالاحترام والخبرة الإعلامية ويدركون أهمية المرحلة فى عمر الوطن ويعملون بضمير وهم على الحياد حتى نثبت للعالم أن مصر تخوض أكبر انتخابات رئاسية ديمقراطية. هل أنت راض عن أداء القنوات فى تغطيتها للانتخابات؟ - فى كل قناة وجدت حسنة فتوجد برامج ملتزمة بالمعايير وعدم التحيز لأحد وتقدم رسالتها على أكمل وجه وحصرنا هذه البرامج فى أول تقييم للجنة وذكرنا أسماءها وسنصدر التقرير الثانى قريباً وتوجد برامج تتعامل مع نفسها ضاربة بالمهنية عرض الحائط، كما أنها تعمل على زعزعة ثقة المواطنين فى العملية الانتخابية وعرقلة انتمائها والمساس بقيم ومبادئ وأعراف المجتمع المصرى، بل حولت منبرها إلى إهانة الشخصيات والتعدى عليه بالقول. هل نحتاج إلى تطبيق الأخلاقيات على البرامج؟ - نحتاج إلى ميثاق شرف إعلامى فهو يحمل بين طياته الأخلاق، لأن هذه البرامج تدخل ملايين المنازل ويشاهدها الأطفال والنشء والشباب والألفاظ الجارحة التى تتداول بين المذيع والضيوف تنتشر بين الشباب بدلاً من أن نعلمهم لغة حوار يتسم بالأخلاق والاحترام وتدعم بناء الوطن والإنسان. لكن البعض يقول إن الإعلام تحرر ومن حقه أن يقول ما يشاء؟ - الحرية ليست هدم الأخلاق والوطن أو انتشار العنف بالعكس الحرية هى منابع الأخلاق نتعلم منها التشاور والتحاور ونشر الثقافة والانتماء والبعد عن الثرثرة والإهانة والتجريح وتشويه الشخصيات، كما أنها تحترم القانون ومن يخرج عن أدبياته عليه أن يتحمل أخطائه. ترى أن بناء الدولة يبدأ من الإعلام؟ - الإعلام سلاح خطير ويستغله الأعداء لهدم الدول وهذا ما فعلته قناة الجزيرة فى الدول العربية فكم من الشعوب انحازت إلى الإعلام المضلل وسقطت فى بئر الإرهاب وأراد الله أن ينقذ مصر بفضل الشعب الذى فوض القوات المسلحة والشرطة للقضاء على الإرهاب. تطالب بالحياد فى الإعلام أليس من الظلم أن يتساوى مرشح أنقذ مصر وحمل كفنه على يده مع المرشح الآخر؟ - لا أحد ينكر فضل المشير عبدالفتاح السيسى، فى إنقاذ مصر وشعبها وحربه على الإرهاب والانتخابات لها أسس فلابد من الحياد، خاصة أن العالم يراقب ما يدور والبعض يتمنى أن يمسك خطأ على مصر فنحن نصنع ديمقراطية حقيقية سوف تدرس للعالم الذى يراقبنا ويعطى درساً للدول التى تحاربنا بأموالها وأسلحتها أن مصر تخطو إلى الأمام وتعيد مكانتها الإقليمية مرة أخرى. يعيش الإعلام عصر التكنولوجيا ورغم هذا يعانى نقص المعلومات؟ - نقص المعلومات أكبر مشكلة تواجه الإعلام فهو يحصل عليها من النت وصفحات التواصل الاجتماعى حتى لو كانت كاذبة وتسبب تشويهاً للشخصيات وتضرر الأمن القومى والمسئولية تقع على الدولة فلابد من توفير المعلومات الصحيحة، ووضع تشريعات لتداول المعلومات. فرضت علينا الفضائيات شخصيات بعينها وجعلت منهم نجوماً وهم لا يمتلكون أى إبداع؟ - البعض يستسهل فيرى الضيف على الشاشة فيقرر استضافته فيصبح ضيفاً دائماً، وابتعدت الشاشات عن تقديم أسماء جديدة تحمل أفكاراً ربما نجد فيها أملاً فى تشكيل وجدان الشعب وللأسف لا أرى إلا 6 أو 7 هم من يتحدثون عن الثقافة والسياسة وكل شىء فى حين أن مصر تعداد سكانها 90 مليوناً فيهم مبدعون، بدليل أن عباقرة الأدب والفن والسياسة من أقاليم مصر. وأطالب الإعلام بالاهتمام بالمبدعين وإطلاق برامج لهم لاكتشاف المواهب فى جميع المجالات وهذا الدور كان يفعله إعلام الدولة ولابد من عودته ووجوده منافساً مع الإعلام الخاص. ترويج البرامج لكلمة «عسكر» مما يجعل بعض شبابنا يكررها بشكل مستفز؟ - أولاً.. لا يوجد فى مصر عسكر، فقواتنا المسلحة هى الحصن الأمين لمصر وشعبها ومن يطلق كلمة عسكر يهين مؤسسة الجيش فجيشنا ليس مرتزقة فهو على مر التاريخ يحمل قيماً ومبادئ وعملاً جاداً أتمنى أن يتوافر فى جميع المؤسسات ولابد من محاسبة من يردد هذه العبارة. ما رؤية سيادتكم المستقبلية للإعلام المصرى؟ - ضرورة الاهتمام وإشهار نقابة الإعلاميين ليكون لها دور فى الحياة الإعلامية وأن يلتزم الإعلامى بمواثيق الشرف الإعلامية التى تضعها الدولة والعمل على تنمية الدولة ونشر ثقافة الانتماء، الحفاظ على عادات وتقاليد الشعب المصرى وعدم الجرى وراء الخبر الذى يثير بلبلة وتفرقة بين أبناء الشعب الواحد، ووضع برامج لمخاطبة الآخر والمساهمة فى القضاء على الإرهاب والاهتمام بالخطاب الدينى المستنير وأعتقد أن الرئيس القادم سيضع الإعلام فى مقدمة اهتماماته حتى يخلق جيلاً قادراً على حمل راية مصر، وسيعمل على تقوية إعلام الدولة ليكون منافساً بقوة مع الإعلام الخاص واستغلال القوة البشرية وتوظيفها بشكل يخدم الرسالة الإعلامية.