جاري أوسعني ضربا فقال لي «خلينا في حالنا أنا مش قده» لما تقدم لخطبتها استعصمت به من غدر الدنيا، وظنت أن السعادة فتحت لها الأبواب علي مصراعيها، لكن مع مروم الوقت اكتشفت أن أحلامها كانت سرابا فالزوج المهيب، ضعيف الشخصية، جبان وليس باستطاعته أن يحميها وترك الجيران ينالون منها بالسب تارة وبالضرب تارة أخرى، وعندما أيقنت أنه عديم النخوة، قررت التخلص منه في أقرب محكمة تنشد الخلع منه. عبير.ع. 36 سنة، انزوت في ركن بمحكمة الأسرة بمصر القديمة ترتب أوراقا في يدها تحوي تقارير طبية بإصابات ومحاضر في قسم الشرطة تفيد تعرضها للضرب من جيرانها، بالاقتراب منها سردت ل"التحرير" مسببات رفعها دعوى الخلع، واستهلت: "تزوجت من عبد الله.ف، 41 سنة، منذ 8 سنوات، وظننت أنه سيكون السند لي في الحياة ومرت السنوات الأولي هادئة وأنجبت منه ابنتي "هيام" 6 سنوات، ولاحظت منذ بداية زواجي أن عبد الله رجل منطوٍ علي نفسه ويتجنب الاختلاط مع الجيران أو أصحاب المحال في الشارع وظننت أنها طبيعته". تضيف عبير: "شاءت الأقدار أن نغير محل إقامتنا لنسكن في منطقة المدبح بالسيدة زينب، وهناك عشت أسوأ أيام حياتي حيث الجيران لا يحترمون بعضهم ويتشاجرون يوميا مع بعضهم، وحاولت أن أتجنبهم بقدر الإمكان، وأغلقت باب شقتي عليّ وابنتي، لكن الأمر لم يسلم وتشاجرت معي إحدي جاراتي بسبب قيام ابنتي بضرب ابنتها، التي حاولت أخذ نقودها من ابنتي، وقامت بسبي بألفاظ لم أسمعها من قبل في حياتي ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تدخل زوجها وشتمني بدوره وقال لي بالنص "لما ييجي جوزك أنا هربيه علشان ماعرفش يربيكى". تتابع أم هيام قصتها "أخفيت الأمر علي زوجي في البداية، حتي لا يتورط مع أشخاص يبدو عليهم ملامح الإجرام ولا يقيمون للجيرة أي اعتبار، لكن الأمر تكرر مرة أخري وشعرت أن السيدة جارتي تتصيد لي المشكلات، وحينها قررت أن أخبر عبد الله زوجي بما جري، وتوقعت أن يثور علي كرامتي، لكنه لم يفعل وتقبل الأمر، وحاول تهدئتي وكل ما فعله أن طلب منى أن أتجنب الجيران وقال لي "خلينا في حالنا ياستي بلاش تجيبي المشاكل"، ومع مرور الأيام تحول المنزل إلي جحيم بالنسبة لي، حيث منعت ابنتي من اللعب علي السلم أو في مدخل العمارة مثل بقية الأولاد". وتنهي عبير حكايتها في حزن" تحملت من أجل ابنتي كل الإهانات حتي جاء اليوم المشئوم وتشاجرت مع جارتي التي قامت بسبي مرة أخري، فقررت أن أبادلها الشتائم ووصل الأمر إلي أن تشابكنا بالأيدي وسمع زوجها الذي كان يجلس علي مقهي قريب، فحضر مسرعا وانهال علي بالضرب، كاد يغشي علي حتي أنقذني باقي الجيران من بين يديه، وتصادف وصول زوجي فكان كل ما فعله أن أدخلني الشقة وجلس في خزي بالصالة، وقال لي "أنا مش قلتلك خلينا في حالنا أنا مش قد الناس دي"، وتضيف "فلم أبدل ملابسي، التي كانت لا يزال عليها آثار الدماء وأسرعت إلي قسم الشرطة وحررت محضرا ضد جارتي وزوجها وذهبت إلي بيت أهلي الذين طلبوا مني رفع دعوي خلع بعد رفضه تطليقي".