قصص الحب الجميلة، تُكتب لها جميعاً نهايات سعيدة. هكذا يظن الكثيرون. لكن هذه القصة التى نعرض تفاصيلها، حطمت هذه القاعدة، فقد نشأت قصة رومانسية حالمة بين فتاة وشاب كُللت بزواج أثمر طفلة ملأت على أمها الدنيا، فى حين صُدمت الزوجة فى عريسها منذ الليلة الأولى، حيث اكتشفت وجهه الحقيقي، فهو سكير ومدمن على المخدرات، ويمارس معها العلاقة الحميمية بعنف شديد، ما دفعها إلى قتله لترحم نفسها من ساعات الجماع المتواصلة، نتيجة تعاطيه المنشطات الجنسية. مريم (32 عاماً) تكاد تكون النسخة الأصلية من شخصية الممثلة داليا البحيرى فى فيلم «محامى خلع»، حين قال محاميها أمام القاضى إن زوج موكلته قوته «64 حصان»، بينما هى «نصف حصان»، فمأساة مريم بخلاف حياتها البائسة مع زوجها، هى فرط تعامله القوى جنسياً، وهو الأمر الذى لم تكن تقدر على تحمله. تبدأ مريم اعترافاتها فى جريمة قتل زوجها بقولها: على الرغم من أننى تزوجته عن قصة حب طويلة وارتبطت به رغماً عن أهلى الذين كانوا يرفضون هذه الزيجة، إلا أننى عشت معه أسود أيام حياتي، والتى بدأت مع ليلة الدخلة، حين تعدى عليّ بالضرب المُبرِح، وسبنى بأقذع الشتائم، فقد كانت أيامى معه كلها جحيما، ولم أهنأ يوماً أو أشعر بطعم السعادة، وانتهت الحياة بيننا بقتله.. وأطلب من الله أن يرحمه ويسامحني، لأننى كنت أحبه! مريم هى عاملة فى شركة أدوية، تقطن منطقة «العمرانية» الشعبية، وتبدو عليها علامات البساطة، لكن جريمتها كانت تفتح العديد من التساؤلات، وسردها مزيدا من التفاصيل أزاح الغبار عن جريمتها، حيث تواصل سردها قائلة: «أنا امرأة بسيطة طول عمرى بحلم بالبيت الهادى وزوج يحبني.. تعرفت على زوجى فى أحد الأفراح، ونشأت بيننا علاقة حب انتهت بتقدمه لطلب يدي، لكن أهلى رفضوه، وقالوا لى إن سمعته سيئة، بينما تمسكت أنا به، وقلت لهم لن أتزوج غيره، ومع إلحاحى الشديد وافق أهلي، وبالفعل تم زواجنا وفى ليلة الدخلة وجدته يعتدى عليّ بالضرب حتى كدت أفارق الحياة، ومرت الأيام حتى أنجبت منه طفلة أصبحت كل حياتي». وتصل قاتلة زوجها إلى ذروة تفاصيل القصة، حين تقول: كان زوجى مدمناً على تعاطى البرشام وتناول الكحوليات، وكان يعاشرنى جنسياً لمدة ساعة ونصف متواصلة، ولم أكن أقدر على تجمل ذلك، وطلبت منه أكثر من مرة أن يبتعد عن البرشام، لكنه رفض وكان يمارس معى العلاقة الزوجية عنوة، بطريقة تشبه الاغتصاب، ورغم ذلك ظللت صابرة وتحملت ما هو فوق طاقتى حتى أربى ابنتي، بينما كان يصر على إهانتى وضربى يومياً، حتى أنه كان يختلق أى سبب ليتشاجر معي، كما أنه كان يأخذ منى راتبى الشهرى لينفقه على شراء البرشام والمُسكرات، وطبعاً لم أكن أستطيع أن أشكو لأهلي، لأننى تزوجته رغماً عن إرادتهم. وفى لحظات توقفها عن نوبة البكاء التى لازمتها أثناء حديثها ل«الصباح»، كانت تهدأ لدقائق لتعاود استكمال سرد التفاصيل، حيث أضافت: توسلت إليه وطلبت منه عدم ضربى مرة أخرى، لأننى تعبت من اعتدائه المستمر عليّ، إلا أن قسوته وعدم مراعاته لشعوري، جعلتنى أكرهه وأتمنى له الموت فى كل لحظة. تلتقط مريم أنفاسها، وتستعيد شريط الحادث من ذاكرتها، لتصل إلى يوم الحادث فتقول: كان زوجى عائداً من العمل وكانت ابنتنا تلعب فى الشقة، ووجدته يقول لي: «إنتِ سايبة البنت تلعب كده؟ ممكن تقع ويجرى لها حاجة»، علمت أنه يختلق أى سبب للتشاجر معي، وبالفعل نشبت بيننا مشادة كلامية، وجرنى على الأرض وأوسعنى ضرباً، وسارع إلى المطبخ واستل سكيناً وقال لي: «أنا هاقتلك وارتاح منك»، وهنا تدخلت شقيقته لفض المشاجرة بيننا، وأثناء محاولتى أخذ السكين من يده انغرست فى رقبته فسقط على الأرض مُضرجاً فى دمائه. وتابعت المتهمة: «أنا ندمانة على قتل زوجى عشان كنت أحبه والشيء الوحيد الجميل اللى طلعت به من الدنيا هو بنتى ومش عارفة دلوقت مين هيربيها.. أبوها مات وأمها هاتدخل السجن». كان العميد إبراهيم المليجى مأمور قسم شرطة العمرانية، تلقى بلاغاً من مستشفى العمرانية العام بوصول «وائل. م» (40 عاماً)، جثة هامدة، إثر إصابته بطعنات نافذة فى الرقبة. انتقل العقيد ياسر على نائب المأمور إلى المستشفى، وبفحص الجثة تبين أن بها آثار طعنات، ومن خلال إجراء التحريات بمعرفة المقدم علاء فتحى رئيس المباحث، تبين أن زوجته وراء ارتكاب الواقعة، نظراً لخلافات بينهما. تم إعداد قوة أمنية وتمكن النقيب وليد كمال معاون المباحث من ضبط المتهمة، وبمواجهتهما أمام اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة اعترفت المتهمة بارتكاب الجريمة، فتحرر محضر بالواقعة، وأحيلت إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيقات.