في ضربة جديدة للسياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، كشفت مصادر دبلوماسية وعسكرية مطلعة أن الشهور القليلة القادمة قد تشهد تحولًا دراميًا في العلاقات السعودية- الروسية، قد تصل إلى حد توقيع صفقة سلاح ضخمة بين البلدين، يدخل السلاح الروسي بموجبها إلى تسليح الجيش السعودي لأول مرة منذ تأسيس المملكة في العام 1932. “الصفقة، لو تمت، ستكون ضربة قاصمة لإدارة أوباما، ستقضي على آخر معاقل نفوذها التقليدية في المنطقة”، بحسب كلام المصدر الدبلوماسي ل”التحرير”، الذي يمضي شارحًا أن زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى موسكو، ولقائه نظيره الروسي سيرجي لافروف غدًا (الثلاثاء)، لن تركز على الملف السوري، أو تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب فقط،وإنما ستشمل أيضًا “المضي قدمًا في المفاوضات المتعلقة بصفقة السلاح التبادلية بين الأطراف الأربعة: فرنساوروسيا والسعودية ومصر، وبموجبها سيحصل البلدين العربيين على قطعتين بحريتين متقدمتين كانت روسيا تنوي شرائهما من فرنسا، وتم بنائهما بالفعل، لكن قرار الدول الغربية بتعليق صفقات السلاح مع موسكو، بعد تدخل الجيش الروسي في شبه جزيرة القرم وجزء من أراضي شرق أوكرانيا، العام الماضي، عطل تسليم القطعتين إلى روسيا”. المصدر، الذي طلب عدم ذكر أسمه، أضاف أن الصفقة التبادلية تقضي “بشراء المملكة السعودية للقطعتين البحريتين، ومنح إحداهما إلى مصر، وفي المقابل ستستفيد باريس من بيع القطعتين المعطلتين في الموانئ الفرنسية، وسترفع الصفقة الحرج عنها، فيما سيتم تعويض روسيا بصفقة سلاح ضخمة تبرمها كل من السعودية ومصر مع موسكو، بنفس قيمة البارجتين الحربيتين، والتي تزيد عن ملياري يورو”. المصدر الدبلوماسي كشف أيضًا أن صفقة السلاح الروسي للسعودية ومصر “بدأ الحديث عنها في أثناء زيارة ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان لموسكو، في يونيو الماضي، ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”. في السياق ذاته، أوضح مصدر عسكري أن القطعتين البحريتين الفرنسيتين هما من طراز “ميسترال"، وهي حاملة طائرات مروحية ودبابات. وأضاف “ميسترال تتميز بتكنولوجيا عالية في القيادة والسيطرة غير متوفرة في مثيلاتها، وتتمتع بقدرات خارقة يمكنها أن تغير ميزان القوة في البحرية المصرية، حال انضمامها إليها، حيث تتمكن من حمل 1000 جندي إلى مناطق القتال، و16 طائرة هليكوبتر، ونحو 50 عربة مدرعة و40 دبابة، ومجهزة بمستشفى داخلي يضم 69 سريرا للمصابين". كانت صحيفة "لوموند" الفرنسية نقلت عن مصدر رسمى فرنسى، أول من أمس، أن "مصر والسعودية تريدان شراء القطعتين ميسترال"، وأضافت أن الرئيس عبدالفتاح السيسى بحث مع نظيره الفرنسى فرانسوا أولاند، خلال افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، عقد شراء السفينتين". ولفتت “لوموند” إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز "يريد بناء أسطول فى مصر، يمكن أن يكون نواة لقوة إقليمية بحرية فى البحرين الأحمر والمتوسط".