عامان مرا على الثورة، بينما لا يزال ملايين الغاضبين والآملين فى مصر الجديدة يتظاهرون فى الشوارع، لأنهم لا يشعرون بأى تغيير. أول من أمس كانت الذكرى الثانية للثورة، فخرجت الجماهير لتؤكد -بسلمية- استمرار الثورة، إلا أن بعض المناوشات والاشتباكات عكرت صفو اليوم، فراح ضحية ذكرى الثورة تسعة أشخاص و534 مصابا، حسبما أعلنت وزارة الصحة، إضافة إلى حرق واقتحام عدد من مقرات الإخوان، وأعمال سلب ونهب لمحال تجارية تابعة لإسلاميين. الثورة هذه المرة ضد الإخوان، هذا ما يؤكده السياسيون المتابعون لمظاهرات أول من أمس. فالدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أشار إلى أن حالة الاحتجاج التى عمت مصر للتعبير عن رفض سياسات ومواقف الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين ورفض الدستور وأخونة الدولة، وانعدام الكفاءة فى حكومة الدكتور هشام قنديل، عبارة عن صرخة احتجاج وحلقة جديدة من حلقات الرفض الثورى، ولكنها هذه المرة ضد سياسات الإخوان، التى لم تقتصر على القاهرة والمحافظات الكبرى، بل امتدت إلى محافظات الأقاليم. وأضاف السيد أن السمة لغالبية المشاركين بهذه التظاهرات هى انتماؤهم إلى الطبقات الشعبية من غير المنتمين إلى أى قوى سياسية بالمقارنة بالتظاهرات السابقة، التى كان يخرج بها أبناء الطبقة المتوسطة، إضافة إلى أن رموز القوى السياسية لم يوجدوا كثيرا بالميدان، ولم يستطيعوا احتواء الشباب الغاضب. السيد أشار إلى أنه على الرغم من التظاهرات الحاشدة التى خرجت، فإنه لا يبدو على الرئيس أو أى من قيادات الحرية والعدالة الاستجابة لمطالب المتظاهرين، قائلا «أعتقد أن الرئيس لم يأخذ ما جرى على مأخذ الجد واعتبره تهديدا للأمن، ولذلك كان اجتماعه أمس بمجلس الدفاع الوطنى، وهذا يزيد من حالة السخط فى مصر ويتسبب فى وقوع الكثير من أعمال العنف». وأضاف السيد أن ما حدث فى السويس مؤشر على انحسار شعبية التيار الإسلامى فى أغلب محافظات الجمهورية، موضحا أن السويس يغلب عليها التيار السلفى، وعندما اشتبكت مع الأمن فى 25 يناير 2011 كانت للتعبير عن رفض كل القوى المختلفة لسياسات مبارك، أما فى 25 يناير 2013 فهو يمثل تحول فى ميزان الفعل السياسى بالمحافظة ودخول المواطنين مع المنتمين إلى التيار الإسلامى فى اشتباكات. أما أمين إسكندر، الناشط السياسى والنائب البرلمانى السابق، فقال إن الرموز لم تغب عن ثورة 25 يناير أول من أمس، ولكنهم جزء من الشعب، فقد خرج الشعب لا الطلائع أو السياسيون، فالثورة الجديدة ظهر بها مختلف أطياف الشعب، منهم الملثمون والكتل السوداء التى ظهرت للمرة الأولى بالميدان، وكان هذا متوقعا، فالشعب المصرى يرى أنه «اتضحك عليه».