كتب - أمير الشعار 67 عامًا مرت على النكبة العربية، التي حملت في طياتها الكثير من الألم، لما تحمله من معان، ومنها تقسيم الوطن العربي، ورغم تلك الأعوام إلا أن الشعب الفلسطيني أثبت أنه مازال موجودًا وصامدًا في وجه الاستعمار الإسرائيلي. القوة العربية المشتركة حقيقة رسَخها التاريخ.. فرغم اتحاد الدول العربية مثل مصر والسعودية وسوريا والعراق، إلا أن قدرة الكيان الإسرائيلي في ذلك الوقت كانت مدعومة من الغرب واستطاعت التفوق على القوة العربية التي شُكلت في العام 1948 لطرد إسرائيل من داخل الأراضي الفلسطينية. ونجح الكيان الإسرائيلي في إظهار فشل الأنظمة العربية في ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، وأصبح شوكة في ظهر الأمة العربية، وذلك بعد موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس في 29 نوفمبر 1947، ووضعها تحت حكم دولي. تهجير الفلسطينيين عقب انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، اتخذت بريطانيا قرارًا بنقل اليهود إلى تلك الأراضي عقب تعرضهم لانتهاكات نازية، الأمر الذي تسبب في خلق أزمة بين الفلسطينيين واليهود على أحقية الأرض العربية، إلى أن اتخذت بريطانيا قرارًا بتضييق الخناق على الفلسطينيين، مما جعلهم يتنقلون بين القرى والمدن، بل وإخلاء الأراضي المملوكة لهم بالقوة، بزعم تنفيذ مشروعات عامة، إلى أن أخذت إسرائيل الضوء الأخضر وبدأت في الاستيطان. تشكيل جبهة الإنقاذ وفي بداية عام 1948، تشكل جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، وعكف حينها على تنفيذ عدة عمليات ضد الكيان الإسرائيلي، أهمها "تفجير مركز الحكومة في يافا، مما أسفر عن مقتل 26 مدني فلسطيني، وفي مارس 1948 قام المقاتلون الفلسطينيون الغير نظاميين بنسف مقر الوكالة اليهودية في القدس، مما أدى إلى مقتل 11 يهوديًا وجرح 86، أما في 12 أبريل 1948 أقرت الجامعة العربية بإرسال الجيوش العربية إلى فلسطين، وذلك بعد انتهاء الانتداب البريطاني. حتى وصلت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق والأردن والسعودية ولبنان إلى فلسطين وهاجمت القوات العربية المستعمرات الإسرائيلية المقامة في فلسطين، بينما هاجمت القوات المصرية تجمعي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب. أقوى الجيوش في حرب 48 ولكن ما يثير الدهشة حينها أن الجبهة الأردنية كانت من أقوى الجبهات، أثناء الحرب، فقد عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين في 16 مايو 1948 ثم ازدادوا إلى أربعة مع مضي الحرب, بالإضافة إلى عدة كتائب مشاة. ثم اندلعت الحرب في فلسطين، وارتفعت أعداد الهجناه في الأسبوع الأول من يونيو 1948 إلى نحو 107,300 نتيجة لرفع سن التجنيد إلى 35 عامًا اعتبارًا من 4 مايو، مما أضاف نحو 12 ألف مجند زيادة على أعداد الهجناه في 14 مايو. أسباب النكسة العربية لكن في حقيقة الأمر هناك أسباب حقيقية وراء هزيمة الدول العربية في حرب فلسطين عام 1948، أولها أن الأسلحة التي كانت بحوزة بعض الدول "فاسدة"، ولم تساعد الجيوش العربية مثل "مصر" من تحقيق أي انتصارات، بل تسببت في نكسة كبرى، وكانت إحدى أسباب قيام ثورة يوليو 52. انتهاء الحرب و في 24 فبراير 1949 تم توقيع اتفاق الهدنة بين مصر و إسرائيل، و بذلك انتهت حرب فلسطين فعلياً بهزيمة مصر و الدول العربية و استيلاء إسرائيل علي كل أرض فلسطين ما عدا قطاع غزة و الضفة الغربية و القدس العربية، و هو أكثر بكثير مما كان مقرراً لليهود وفقاً لقرار التقسيم الصادر عن الأممالمتحدة.