فى ظل مخاوف إسرائيلية من أن تقوم القاهرة بطرد سفير تل أبيب من أراضيها، سيرا على خطى الحكومة التركية، عاد إلى مصر، ظهر أمس، السفير الإسرائيلى يتسحاق لفانون، بعد قضائه إجازة فى تل أبيب استغرقت عدة أيام، قادماً على متن طائرة «أير سيناء»، حيث تم استقباله من قبل طاقم سفارته بالمطار. التوقيت الذى عاد فيه لفانون إلى القاهرة هو أسوأ توقيت للعودة، وفقا للأوساط الإعلامية الإسرائيلية، التى لم تخفِ خشية الحكومة الإسرائيلية خلال هذه الفترة من قيام مصر بتكرار نفس خطوة أنقرة، التى أعلنتها الجمعة الماضية بتخفيض العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب إلى المستوى الثانى وطرد جابى ليفى سفير الأخيرة فى أنقرة.. المظاهرات الضخمة التى شهدتها الجيزة مؤخرا أمام مبنى السفارة الإسرائيلية كانت باعثا آخر لخوف تل أبيب من الغضب الشعبى المصرى، وتحوله إلى قرار بطرد السفير بعد اغتيال عدد من الجنود المصريين على الحدود مع إسرائيل قبل أسابيع على يد قوات سلاح الجو الإسرائيلى.
ألون ليال مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق، حدد مخاوف حكومته قائلا فى تصريحات إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية مؤخرا: إن ما فعلته تركيا فى أعقاب صدور تقرير الأممالمتحدة حول الهجوم على أسطول المساعدات الإنسانية سيدفع دولا مثل مصر والأردن إلى طرد السفير الإسرائيلى وقطع العلاقات مع تل أبيب.
ليال أضاف أن القرار التركى بطرد السفير جاء بعد أيام من قيام المصريين بإنزال العلم الإسرائيلى من فوق مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وإحراقه، وأن المصريين تلقوا رسالة جديدة من هذا الأمر وهو قيام أنقرة بخلع السفير الإسرائيلى، متسائلا عما إذا كان أمر كهذا سيكون له تأثيره على العلاقات مع القاهر؟ موضحا أنه إذا ما أقدمت مصر والأردن على طرد السفير الإسرائيلى لديهما، فلن يكون لإسرائيل سفراء فى الشرق الأوسط.
شلومو بن عامى، وزير الخارجية الإسرائيلى الأسبق، لم يخفِ نفس المخاوف، موضحا فى تصريحات لنفس الصحيفة أن يكون للقرار التركى بطرد السفير الإسرائيلى من أنقرة تداعياته على علاقات السلام البارد بين مصر وإسرائيل، قائلا: ما فعلته تركيا سيجعل السلام البارد مع مصر يتجمد أكثر، فليس هناك فرق من سينجح فى الانتخابات المقبلة فى مصر.