«الغيرة العمياء» كانت سببا فى اندلاع عاصفة سياسية جديدة فى فرنسا، فعلى ما يبدو أن تصريح الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بأن صديقته السابقة سيجولين روايال التى تخوض الانتخابات البرلمانية الجارية هى «المرشحة الوحيدة التى تحظى بدعم رئاسى»، أثار سخط صديقته الحالية فاليرى تريرفيلر وجعلها تنتقم على طريقتها الخاصة. رغم إعلانها الابتعاد عن الحياة السياسية، والانتقال لتغطية الأخبار الثقافية بدلا من السياسية فى الصحيفة التى تعمل بها، تسببت تريرفيلر فى إحراج كبير للحزب الاشتراكى أول من أمس (الثلاثاء)، بنشرها تغريدة تعلن فيها دعمها لأوليفييه فالورنى، الاشتراكى المنشق الذى ينافس روايال على دائرة لاروشيل فى الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التى تقدم اليسار فى الجولة الأولى منها. تغريدة تريرفيلر غير المتوقعة تلك تأتى فى وقت حرج حيث يصارع الاشتراكيون وحزب الخُضر اليسارى الراديكالى على الفوز بأغلبية مطلقة فى المجلس الوطنى (المجلس الأدنى من البرلمان الفرنسى). كما أنها تعتبر بمثابة تحدٍّ لموقف حزب هولاند الذى يساند روايال وطلب من فالورنى مغادرة السباق. جان لوى بيانكو، نائب الحزب الاشتراكى علّق ب«لقد انتخبنا فرنسوا هولاند وليس فاليرى تريرفيلر التى لا أعرف لماذا تتدخل فى ما لا شأن لها به». بينما قال دانيال كوهن بنديت، نائب حزب الخُضر: «هذا شىء مرفوض، إنها ضربة غير لائقة». اليمين كعادته استغل الفرصة، وقال إن العداء بين صديقاته حول قيادة هولاند لفرنسا إلى أسوأ من تجاوزات الرئيس السابق نيكولا ساركوزى في ما يتعلق بعلاقاته الخاصة. ومن أبرز تعليقات نواب حزب التجمع من أجل حركة شعبية (حزب ساركوزى): «الرئاسة العادية ماتت نهائيا» و«الدراما الكوميدية تدخل الإليزيه».