لم تعد الأنباء الواردة من السودان سوى أنباء اشتباكات تستكين لفترة ثم لا تلبث أن تشتعل من جديد. الحدود نفسها لم تعد إلا مواقع حربية لمعارك مستمرة، ويتنوع الصراع بين الأطراف السودانية ما بين صدامات بين الخرطوم من ناحية وجنوبه المنفصل أحيانًا، أو الحركات المتمردة فى دارفور وغيرها من المناطق الحدودية أحيانًا أخرى، لترسم لنا صورة بلد يفتته القتال الداخلى بين مواطنيه. مساء أول من أمس، شن المتمردون هجومًا على القوات الحكومية السودانية بمنطقة دارفور، وقالت حركة العدل والمساواة -جزء من تحالف متمرد يريد إسقاط الحكومة بالخرطوم- إنها هاجمت معسكرًا للجيش فى واد جانجا، شمال شرق دارفور، وقتلت عدة جنود ودمرت 15 مركبة للجيش وأسرت عديدًا من الجنود. فى المقابل أكد الصوارمى خالد، المتحدث باسم الجيش السودانى، أن «متمردى (العدالة والمساواة) الذين هاجموا جنوده قد دحروا»، مضيفا فى بيان له أنهم «أصيبوا بخسائر فادحة وقتل منهم 25 مقاتلًا وتم تدمير 10 من شاحناتهم». وكانت أعمال العنف فى دارفور قد هدأت لفترة بعد أن وصلت إلى ذروتها فى عامى 2003 و2004، لكن قتال المتمردين والقبائل استمر، مما دفع الخرطوم لإخماد التمرد مطلقة موجة من العنف ترى الأممالمتحدة أنها أسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى.