لم يستكمل الوفد العسكرى المصرى لقاءاته فى واشنطن بعد أن تقررت عودتهم إلى القاهرة. وقد أعلنت مصادر مطلعة أمريكية، مساء أول من أمس (الإثنين) إلغاء كل اللقاءات التى كانت مقررة من قبل بقيادات بالكونجرس ومنها لقاء مع كارل لفين السناتور الديمقراطى من ولاية ميتشجان والذى يترأس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ وأيضا لقاء مع السناتور جون ماكين، كبير الجمهوريين فى اللجنة ذاتها. وقد جاءت أنباء الإلغاء للقاءات والاستدعاء والعودة للوفد المصرى بعد يوم حافل بالتعليقات وردود الأفعال الرسمية وتصعيد للأزمة المثارة بين واشنطنوالقاهرة بسبب قضية «التمويل الأجنبى».. وكان الوفد العسكرى الزائر لأمريكا قد توجه إلى تامبا بولاية فلوريدا لزيارة مقر القيادة المركزية الأمريكية فى ماكديل، القاعدة الجوية. ثم أتى إلى واشنطن لمتابعة اللقاءات مع مسؤولين فى البنتاجون والخارجية وأعضاء فى فريق الأمن الوطنى للرئيس أوباما. ولقاءات الوفد بكل من جيف فيلتمان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وأندرو شابيرو، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية تمت يومى 2 و3 فبراير. وبالطبع ذكر مع اللقاءات أن الزيارة تأتى فى إطار لقاءات دورية تتم بين مصر والولايات المتحدة حول المساعدات العسكرية. كما أن مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية، قال يوم 3 فبراير إن القضايا المتعلقة بالمنظمات غير الحكومية قد تم طرحها ومناقشتها فى أثناء اللقاءات. من جهة أخرى حرص مسؤولو البنتاجون فى تصريحات نسبت إليهم على التأكيد أن القضية الخاصة بالمنظمات الحقوقية يجب أن تحل بسرعة، ودون أن تمس العلاقات الأمريكية المصرية و«أن يستمر التعاون بين الدولتين» كما نوه بذلك جورج ليتل المتحدث باسم البنتاجون. وذكرت صحيفة «بوليتيكو» المختصة بالسياسة وصناعة القرار فى واشنطن نقلا عن مساعدين بالكونجرس أن وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون طلبت بهدوء من أعضاء الكونجرس تصعيد الضغوط على مصر، وأن مشروع قرار تشريعى بقطع المعونة قد يتم التقدم به من جانب مجموعة من أعضاء جمهوريين محافظين بمجلس الشيوخ. كما نقلت «بوليتيكو» تصريحات للسناتور دانييل إينوى، رئيس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، يرفض فيها الإشارة إلى أن «العسكرى» عاجز عن فعل أى شىء بخصوص الأوامر التى أُعطيت لقضاة التحقيق لتوجيه الاتهامات ضد موظفى المنظمات غير الحكومية بمن فيهم المواطنون الأمريكيون (حسب قوله) مضيفا: «أنها تحت حكم عسكرى». وقال أيضا إنه محبط تجاه التقارير الواردة من مصر.. وفى إطار الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية قارن نيوت جنجريتش الأزمة الناشئة بين أمريكا ومصر حاليا فى عهد أوباما بأزمة الرهائن التى واجهها الرئيس الأمريكى جيمى كارتر مع إيران عام 1979 قائلا: «لدينا الآن أزمة أوباما مع الرهائن التى تشبه أزمة كارتر مع الرهائن». وعندما قال أحد الحاضرين «فلنسحب ال1.3 مليار» وكان بالطبع يشير إلى المعونة المقدمة إلى مصر. رد عليه جنجريتش قائلا: «إذا تم انتخابى رئيسا فسأفعل أكثر من ذلك». وقد وصف المرشح الجمهورى بأن ما حدث فى مصر هو «أحدث منتج لإيمان أوباما بالربيع العربى» وتطرق لما أسفر عنه الانتخابات البرلمانية فى مصر وفوز الإخوان بالأغلبية، ثم السلفيين الأكثر تشددا. وبالتالى كما قال جنجريتش أصبح الإخوان المسلمون هم المعتدلون. وأضاف «هذا كأننا فى الثلاثينيات من القرن الماضى.. وهذا استسلام أهوج لقوى تتناقض مع مجمل حضارتنا».