تزايدت الانتقادات الموجهة إلى الجيش التركي على اثر القصف الخاطئ الذي أدى إلى مقتل 35 قرويا كرديا مؤخرا قرب في ضواحي بلدة اولوده ره، وتعود أسباب زيادة الانتقادات الحادة للجيش لمحاولة «تنفيذ مخطط الالغاء الفعلي للحدود التركية مع العراق»، حسبما قال خبراء عسكريون لصحيفة «ايدنلك» التركية اليسارية اليوم /الأحد. وأشار الخبراء إلى أنه من الصعب التدخل في أي حادث قد يشهده نفس المكان لوضع حد لتسلل الانفصاليين أو إعاقة عملية تهريب الوقود والسجائر من أراضي شمال العراق إلى تركيا التي تشكل في نفس الوقت موردا ماليا لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية . واعتبر الخبراء «أن حكومة العدالة والتنمية في تركيا تحاول تقليص تحرك الوحدات العسكرية المرابطة على الشريط الحدودي التركي العراقي، ومن أجل تنفيذ خطة الالغاء الفعلي للحدود قد تم تسليم المعلومات الاستخباراتية الخاطئة بشكل متعمد للجيش لدفعهم لموقف صعب وحرج ومحاصرتهم بزاوية صغيرة»، حسب وصفهم. وأضاف الخبراء العسكريون «بدأت تركيا تندفع يوما بعد يوم للتجزئة»، وأشاروا إلى أن أمريكا تبذل كافة جهودها لهدف الغاء الحدود فعليا مع العراق والهدف الاساسي هو قيام كردستان الكبيرة«. وأشار العقيد المتقاعد «اردال صارى زيبك» ايدنلك التركية أن حادث «اولوده ره» والتطورات الاخيرة المتعلقة بالحادث وردود الفعل والانتقادات الحادة للجيش هي محاولة لتقليص مهام الوحدات العسكرية وقال «أو بمعنى اخر تمهيد الطريق لسحب صلاحية» حماية الحدود من قبل الجيش وتسليمها إلى وزارة الداخلية وبذريعة تطبيق قوانين الانسجام مع معايير الاتحاد الاوروبي المطلوبة من تركيا رغم ابتعاد حكومة العدالة والتنمية عن مسيرة الانضمام التام للاتحاد الاوروبي. وقال العقيد صاري زيبك، «ايدنلك» التركية التابعة لحزب العمال الشيوعي، «تخطط الحكومة لتسليم مهام حماية الحدود وبشكل تدريجي إلى قوة مدنية محترفة يصل عددها إلى 50 ألف شخص مدني محترف وتسليم كافة الاسلحة الثقيلة التي كان يستخدمها الجيش لهم، بعد إجراء التعديلات القانونية اللازمة». وأكد صارى زيبك أن أمريكا تقدم دعمها الكامل لحكومة العدالة من أجل وضع القانون بحيز العمل «سحب صلاحية حماية الحدود من الجيش وتسليمها الى القوة المدنية»، معتبرا أن «هدفها من ذلك تشكيل منطقة اقتصادية مشتركة بين جنوب شرق تركيا ومنطقة شمال العراق ومن ثم قيام دولة اسرائيل الثانية «أي كردستان الكبرى« في منطقة شمال العراق في إطار التوسع على حساب الاراضي التركية من بعد الالغاء الفعلي للحدود مع العراق، كما يرى العقيد المتقاعد أنه مما يلفت الانظار ازدياد تصريحات زعيم اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني مجددا للمطالبة بالاستقلال. وأضاف ان الدولة المحتملة للبرزاني محاصرة من أربعة أجزاء، هي الحكومة المركزية العراقية والعرب من الجنوب، ثم سوريا من الغرب، وإيران من الشرق، وأخيرا تركيا من الشمال. وحسب وجهة نظر صاري زيبك فأنه لا يمكن لسوريا وإيران المصادقة على قيام دولة كرستان الكبيرة بالمنطقة أو بمفهوم آخر قيام دولة إسرائيل الثانية لذا فأن المنفذ الوحيد لهذه الدولة هي تركيا . واعتبر أن الوعود التي قدمتها حكومة العدالة لإدارة واشنطن سرا هي العامل المشجع لادارة كردستان العراق للتصرف وفقا لهذه التصريحات إضافة إلى الدليل الاخر وهو تصريح »جمعة ايجتن« نائب حزب العدالة عن مدينة دياربكر من خلال إشارته إلى أنه يجب على تركيا ألا تقلق وتغضب من قيام دولة كردية في شمال العراق وقال «إنما على العكس يجب على تركيا أن تقدم دعمها للدولة الكردية لان تلك الدولة لا يمكن ان تكون عنصر لتهديد تركيا.«
