قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنه بالرغم من رفض حماس للتهدئة المصرية إلا أن القاهرة لم تغلق الباب بشكل تام؛ موضحة أن "رئيس السلطة الفلسطينية سيلتقي في مصر بالرئيس عبد الفتاح السيسي لمناقشة المبادرة، وفي القاهرة ما زالوا يحاولون إقناع الحركة الفلسطينية بأن الأقتراح المصري بالتهدئة هو الطريقة الوحيدة". ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن التقديرات في تل أبيب هو أن المبادرة ستستغرق وقتًا حتى تصل لمرحلتها الأخيرة، وذلك بسبب وجود خلافات في صفوف حركة حماس تجاهها. وأشارت إلى أن المخطط المصري لوقف النار بين الجانبين لم ينجح، إلا أنه في الخلفية ما زالت الاتصالات مستمرة، وفي قطاع غزة يريدون توسيط كل من قطر وتركيا"، متسائلة "لماذا لم تشن تل أبيب حربا برية حتى الآن؟". وقالت "إنه بالرغم من الموقف المتعن الذي تتبناه حماس والجهاد الإسلامي، ويتمثل في قصف إسرائيل، إلا أن المباحثات بشأن وقف النار مستمرة"، مضيفة أن "الحركتان الفلسطينيتان غير راضين عن حقيقة توسط مصر بشكل منفرد، في الوقت الذي تحاول فيه الأخيرة فرض تهدئة عليهما ومقاوضات تأتي بعد ذلك". وأوضحت أن الغزاوية لا يؤمنون ولا يثقون بالقاهرة، ويريدون أن تتوسط كل من قطر وتركيا، لافتة إلى أن ما يحدث الأن هو أن مفاوضات تدار لوقف النار في الوقت الذي يستمر فيه القصف الفلسطيني على إسرائيل، بينما تواصل الأخيرة تدمير القدرات العسكرية لحماس وبالأخص منظومة إطلاق الصواريخ وتصنيعها وتصفية النشطاء والقيادات المدنية. وذكرت أن الحديث لا يدور حتى لحظتنا تلك عن نزع سلاح القطاع، وإنما التدمير البطئ لقدرات تصنيع السلاح وإطلاقه، خاصة أن إغلاق الأنفاق على يد المصريين، والإشراف والرقابة على معابر الحدود لغزة، سيسمحان بإبطاء عملية استعادة الذرعين العسكريين لحماس والجهاد لقدراتهما. وأشارت إلى أن الأسلوب الذي تتبعه تل أبيب الأن هو ضربات جوية تدمر حوالي 70 % إلى 80 % من قدرات الجانب الأخر، بينما يكون دور القاهرة هو إغلاق أنفاق التهريب، هذه الخطوات مع أخرى إسرائيلية سرية ستبطئ من تحسين المنظومة العسكرية الغزاوية والتي ستكلف الفصائل بالقطاع الكثير من الأموال. وبعنوان فرعي " شرعية الاستمرار في ضرب غزة"، قالت "يديعوت" إن "القاهرة وتل أبيب قد يدرجان في اتفاق التهدئة بنودا تضمن تسليم مواد البناء والزراعة للمنظمات الدولية العاملة بالنشاط الإنساني في غزة"؛ موضحة أن "هذه المواد وبالأخص الأسمدة الزراعية قد تستخدم في تبطين أنفاق التهريب وبناء الرؤوس الحربية للصواريخ، وعلى تلك المنظمات التعهد بألا تنتقل تلك المواد إلى تنظيمات إرهابية". ولفتت الصحيفة إلى أن "الاقتراح المصري بالتهدئة كان بلا شك خطوة عامة من القاهرة خدمت كل من مصر وإسرائيل"؛ موضحة أن "القاهرة قضت على أي محاولة من حماس والجهاد الإسلامي لإدخال قطر وتركيا كوسطتين في المشهد، كما حددت مصر مركزها كقوة عظمى وكشفت وجه حماس والجهاد كرافضتين للتهدئة، سواء بين أهال القطاع أو في الحلبة الدولية ". وختمت تقريرها بالقول إن "تل أبيب حصلت على شرعية دولية وعربية للاستمرار في ضرب القطاع من الجو"، لافتة إلى أن "المصريين ملزمون بالتهدئة ووقف تهريب الأسلحة لغزة".