تزايد عدد النازحين الأوكرانيين إلى روسيا والمندوب الروسي يطالب الغرب بوقف دعمه لكييف تواصل المعارك في جنوب شرق أوكرانيا و"غاز برو" تفسخ عقدا مع نظيرتها الأوكرانية رسالة موسكو اعترفت القوات الأوكرانية أن 4 عسكريين قتلوا، وأصيب 20 آخرون في مواجهات قرب مدينة سلافيانسك بشرق أوكرانيا. وذكر المتحدث باسم العملية الأمنية فلاديسلاف سيليزنيوف أن قوات الأمن الأوكرانية تمكنت من تصفية حوالي 300 عنصر من التشكيلات المسلحة غير الشرعية في جنوب شرق البلاد. إلا أن ممثلي قوات الدفاع الشعبي أكدوا مقتل اثنين فقط وجرح 7 آخرين في صفوف قواتهم، ونفوا سقوط 300 قتيل. وأضافوا بأنهم تمكنوا من تدمير دبابة وعدد من المدرعات التابعة للقوات الأوكرانية. إضافة إلى إسقاط مقاتلة من طراز "سوخوي – 25". وكانت القوات العسكرية التابعة لكييف قد قامت بهجوم علي قرية "يامبول" شمال دانيتسك استخدمت فيه فرقتين عسكريتين و20 دبابة و50 مدرعة وآلية عسكرية. وجاء هذا الهجوم تنفيذا لأوامر الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو بضرورة تطويق مدينة سلافيانسك. وفي الوقت الذي أعلن فيه مجلس الأمن الأوكراني أن سلطات كييف تمكنت من إغلاق كافة الحدود مع روسيا، أكدت الأجهزة الأمنية الأوكرانية أنها اعتقلت نحو 90 شخصا يشتبه بقيامهم بأعمال تخريبية وإرهابية في مناطق شرق وجنوب البلاد، بينهم 13 يحملون الجنسية الروسية. تأتي هذه الأنباء على خلفية قيام السلطات الأوكرانية بنشر قائمة سوداء تضم عددا من قيادات جمهورية القرم وجمهوريتي لوجانسك ودونيتسك اللتين أعلنتا استقلالهما من جانب واحد عن أوكرانيا. وإلى جانب هذه الأسماء، ضمت القائمة السوداء أيضا عددا من الصحفيين والإعلاميين العاملين في المؤسسات الروسية والذين قاموا بتغطية الأحداث في أوكرانيا عموما، وفي مناطق جنوب شرقها على وجه الخصوص. هذا وطالبت روسيا بتأمين حماية لممثلي وسائل الإعلام العاملين في النقاط الساخنة بأوكرانيا. وقال المندوب الروسي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين في اجتماع مجلس المنظمة إن وضع وسائل الإعلام في أوكرانيا من سيء إلى أسوأ، مشيراً إلى أن الصحفيين الروس الذين يتحدثون عن حقيقة الأحداث في أوكرانيا يطاردون. وإذا كانوا في السابق يتعرضون للاعتقال والإهانات، فهم الآن يقتلون، كما حدث مؤخراً مع الصحفيين العاملين في هيئة الإذاعة والتلفزيون بالقرب من لوجانسك. وأشار كيلين إلى أن أوكرانيا تسعى لمنع بث قنوات مثل "RT" و"REN-TV" و"LifeNews". وشدد كيلين على ضرورة منع عمليات اختطاف الصحفيين في أوكرانيا وتأمين الحماية لهم، معربا عن أمله في أن يفي الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بوعده للرئيس الروسي. وطالب كيلين الغرب بوقف دعم عنف سلطات كييف في جنوب شرق أوكرانيا، موضحاً أن الصور التي تصل من سلافيانسك وكراماتورسك وغيرها من مدن دونباس تدل على استعمال المدافع الثقيلة وهذه ليست ضربات موجهة بل محاولة لمسح مدن من وجه الأرض لتصبح غير صالحة للحياة. في سياق متصل، وصف رئيس الديوان الرئاسي الروسي سيرجي إيفانوف ما يجري في جنوب شرق أوكرانيا ب"الإبادة الجماعية"، حيث تتعرض مدن وأقاليم جنوب شرق أوكرانيا لأزمات إنسانية طاحنة في مياه الشرب والوقود والطاقة والمواد الغذائية والطبية. وكان مدير هيئة الهجرة الروسية قنسطنطين رومودانوفسكي قد أعلن أن هناك حوالي 400 ألف مواطن أوكراني قد نزحوا إلي الأقاليم الروسية المجاورة لأوكرانيا، مشددا على أن هناك في الوقت الراهن "تزايدا ملحوظا" لأعداد اللاجئين الأوكرانيين. كما يتزايد عدد الأطفال النازحين أيضا. من جانبه استعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن القومي التطورات الأخيرة في جنوب شرق أوكرانيا. وذكر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن بوتين بحث في اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي الوضع بجنوب شرق أوكرانيا. وكان بوتين قد استبق هذا الاجتماع بإجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو شدد خلالها على ضرورة وقف إطلاق النار بمناطق جنوب شرق أوكرانيا. كما ناقش بوتين هاتفيا أيضا الأزمة الأوكرانية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والعواقب المحتملة لإحباط كييف للمفاوضات بخصوص الغاز وتسديد الديون الأوكرانية. وأعرب بوتين عن قلقه من استمرار العملية العسكرية في شرق أوكرانيا، وعن الأمل في تحقيق ما تحدثت عنه كييف بشأن وقف العنف وإطلاق الحوار الوطني. هذا وأعرب الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن استغراب موسكو من التصريحات عن انتشار مزعوم للقوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، مشددا على أن الحديث لا يدور حول تكثيف انتشار القوات، بل عن إجراءات لتعزيز حماية الحدود. وأضاف أن هذه الإجراءات تتخذ بإيعاز مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين. وأكد بيسكوف أن هذا الإيعاز صدر قبل عدة أسابيع، وتم الإعلان عنه آنذاك، كما لاقى ذلك صدى إيجابيا من قبل القادة الأوروبيين. وأوضح أن هذه الإجراءات تتخذ نظرا لتكرر حالات انتهاك الحدود الروسية، بما في ذلك من قبل آليات مدرعة تابعة للقوات الأوكرانية. وأضاف بيسكوف أن تعداد القوات على الحدود يتم تحديده انطلاقا من الاحتياجات الأمنية. وكان أمين عام حلف الناتو أندرس فوج راسموسن قد أعلن بأن الحلف رصد تعزيزات جديدة للقوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، وتحدث عن انتشار عدة آلاف من الجنود الروس هناك. وعلى صعيد حرب الغاز بين موسكو وكييف، أعلنت شركة "غاز بروم إكسبورت"، الذراع التصديرية لعملاق الغاز الروسي، عن نيتها فسخ العقد مع "أوكر ترانس غاز" الشركة المشغلة لمنظومة الغاز الأوكرانية. وقالت الشركة الأوكرانية إنها تلقت من شركة "غازبروم إكسبورت" في 17 من يونيو الجاري إخطاراً برغبتها في إنهاء العمل بالعقد اعتبارا من يوم الاثنين المقبل. هذا وكان الطرفان قد وقّعا عام 2010 عقدا ينص على أنه في حال تجاوز كميات الغاز المستهلكة من قبل الأوروبيين للطلبيات المسبقة، فعلى "غازبروم إكسبورت" و"أوكر ترانس غاز" تعويض هذه الكميات من مواردهما الخاصة، على أن يدفع الطرف الروسي رسوم الخدمات. وقالت الشركة الروسية إن فسخ العقد لن يؤثر على ضمان إمدادات الغاز لأوروبا عبر الأراضي الأوكرانية.