«بالروح بالدم.. رزق عيالنا أهم». هتاف ارتجت له، أمس، جنبات خمس محطات للسكك الحديدية، هى: «محطة مصر» فى رمسيس، وطنطا، والزقازيق، والإسكندرية، وأسيوط، عندما تجمع المئات من السائقين والكمسارية وصرافى التذاكر، واعتصموا على قضبان السكة الحديد، اعتراضا على رفض الهيئة صرف بعض المستحقات المالية، وتحديدا الحوافز المجمعة، وحافز ال200%. اعتصام العمال فى «محطة رمسيس»، أوقف حركة سير القطارات على الوجهين، القبلى والبحرى، منذ الحادية عشرة من صباح أمس، وحتى قبل إفطار المغرب، وفشلت محاولات قيادات شرطة النقل والمواصلات، التى وجدت فى مكان الاعتصام، فى إقناع العمال بإنهاء احتجاجاتهم، والتفاوض مع إدارة الهيئة فى المطالب المرفوعة. أحد السائقين، قال ل«التحرير» إنهم تقدموا من قبل بطلب إلى الهيئة، بخصم أجر يوم من الراتب لصالح الخزانة العامة للدولة، كمساعدة للاقتصاد المصرى الذى تعرض لأزمات كثيرة فى الفترة الماضية، وتعاملوا كذلك بتسامح فى كل المستحقات المالية فى الحوافز والمكافآت، إلا أنهم فوجئوا بقيام الهيئة بإصدار قرار بزيادة حوافز الفنيين بقطاع المسافات القصيرة من 835 جنيها إلى 1175، وصرف مكافآت لفئات معينة بالسكة الحديد، ما يعنى وجود تمييز فى التعامل بين الفئات العاملة بالسكة الحديد. «نطالب بتطبيق قوانين الدولة، وهى بحسب قرار وزير النقل رقم 1 لسنة 2006، أن تكون عدد ساعات العمل 35 ساعة، موزعة على خمسة أيام»، المطلب يحدده قائد قطار يدعى هاشم رابح، ويضيف «إذا زادت الساعات عن ذلك، تكون هناك بدل ساعات إضافية، والهيئة رفضت تطبيق ذلك، وطبقت فقط بالخصومات الواردة فى القرار نفسه». المشهد كان أكثر توترا فى أسيوط، إذ دخل الركاب كطرف ثالث فى الأزمة، بمشادات نشبت بين الركاب الحاجزين للسفر، ومسؤولى محطة السكة الحديد فى المحافظة، الذين رفضوا إرجاع التذاكر بعد توقف القطارات. أما فى الإسكندرية، فقد بدأ إضراب السائقين وقت الذروة، فى الثانية ظهرا، عند خروج الموظفين من أعمالهم، مما أحدث حالة من الارتباك فى أرجاء محطتى «مصر» و«سيدى جابر»، حيث افترش الركاب الأرصفة. وفى الشرقية انتقل عدد من مسؤولى السكة الحديد، وقيادات الأمن بالمحافظة إلى مقر العمال المعتصمين هناك، وحاولوا فض الإضراب بوعد تحقيق المطالب، من دون جدوى.