وسط هذا الكم المتزايد من الأخبار والأحداث في أنحاء العالم قررت صوت الأمة تخصيص هذه المساحة من أجل أن يعبر فيها قراؤنا الأعزاء عن آرائهم وأفكارهم بكل حرية وموضوعية .. فأهلاً بكم. في أقل من شهر، أراد الله عز وجل أن يتهم الإسلام بتهمتين، الأولي من خارجه، وهذا ما تعودنا عليه واعتدناه، والثانية من داخله، وهذه هي الطامة الكبري، والمصيبة العظمي، أن يتهم الإسلام من أهله! ويعلم الله أن إسلامنا الحنيف برئ من كلتا التهمتين براءة الذئب من دم ابن يعقوب، التهمة الأولي: جاءت علي لسان الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والرجل الثاني علي رأس الكنيسة المصرية بعد البابا شنودة، ومع أن هذه التهمة الباطلة تحتاج إلي عدة وقفات: دينياً وأمنيا وسياسياً، إلا أن هناك سؤالا يحوي عدداً من علامات الاستفهام، لماذا هذا التشكيك في بعض آيات القرآن الآن بالذات؟ ولماذا لم يكن قبل ذلك؟! فهل اختار هذا الوقت للحصول علي مكاسب شخصية وأطماع سياسية، خاصة أننا في مرحلة سياسية فاصلة في تاريخ مصر، والرجل ليس بالشخصية الهينة في الكنيسة ولا هو بالرجل الذي يقول كلاما غير مسئول، بل هو يقصد جيداً ما يقول ويقصد هذا التوقيت بالذات في ظل الانقسامات والخلافات داخل الكنيسة، فهل هو يطمح فعلاً في الكرسي البابوي؟! وإذا كان كذلك فهل هذا يكون علي حساب إسلامنا، وإيذاء مشاعر المسلمين وإشعال الفتنة؟ فلماذا لا يشغل نفسه بحل الخلافات التي تموج بها الكنيسة، وليترك القرآن لأهله والعقيدة الإسلامية لأصحابها عملاً بمبدأ «لكم دينكم ولي دين»؟ ويترك مصر لأهلها الحاليين «مسلمين ومسيحيين» ضيوفا وأصحاب بلد، أما الطامة الكبري، والتي جاءت علي يد أحد الشيعة «ياسر الحبيب» فهذا مما يندي له الجبين خجلاً ويعتصر له القلب حسرة وكمدا، فكون أن الإسلام يؤتي من خارجه، فهذا وارد وطبيعي لكن أن يؤتي الإسلام من أهله فهذا هو العجب! فأي إسلام هذا الذي يحكم علي إحدي أمهات المؤمنين أنها في النار؟ من أين أتي بهذا الحكم؟ وماذا يضيره أو ينفعه، إذا كانت عائشة في الجنة أو في النار؟ ولماذا عائشة بالذات؟ وهل لم يكن هناك غير عائشة؟! فأمهات المؤمنين تسع، هل لأن عائشة بنت أبي بكر، والذين يزعمون أنه كافر وأنه مغتصب للحكم من علي، وأن فاطمة الزهراء ماتت وهي عليه غاضبة؟ كل هذا افتراء وأراجيف لا وجود لها في الإسلام. هل هناك أياد تعبث بعقيدة المسلمين مستخدمة بعض المتأسلمين والذي لا فهم لهم لإثارة الفتن وتأليب الرأي؟ ومتي يفطن المسلمون لهذا المؤامرات المحبوكة والمدبرة ضدهم ومتي يجتمع المسلمون علي كلمة سواء ضد عدوهم المشترك. هل الشيعة يحنون إلي أصلهم الفارسي وإلي أبيهم عبدالله بن سبأ المجوسي؟ وهل يريدون القضاء علي أهل السنة والجماعة؟ واستئصال شأفة الاسلام المعتدل؟ يا مسلمون سني وشيعي اتحدوا من أجل الإسلام ورفع رايته، تجبروا تؤجروا.