تمارس مؤسسة الرئاسة ارتباكها وتخبطها اليوم كل صباح كأنها واخدة شومة على دماغها، أو حد عاملها عمل سفلى بالتوهة أو كأنه أصابها العشى الليلى والنهارى فجأة، فبدأت تخبط فى الحلل، ويقال إنها تشرب البيريل والعياذ بالله، وتصرخ فى العيال اللى واقفين قدام قصر الاتحادية، وميدان التحرير بعد تحريره من العمائم والجلاليب.. أنا شجيع السيما.. أو شنب بريمة، فالقرارات والتصريحات التى تعلنها بعد صلاة الفجر، تتراجع عنها تدريجيا بعد صلاة العصر، ثم تنفيها نفيا قاطعا حاسما بعد صلاة العشاء، وبعد التراويح.. يقوم المتحدث باسم الرياسة، بغسل يدها من دم تلك القرارات على طريقة الحاج القرموطي.. معلش إحنا بنتكلم. ويفسر البعض من بتوع ابعد عن الرياسة وغنيلها، أن هذا الارتباك والتخبط والرزع والخبط فى الدماغ، نتيجة منطقية، نظراً لتعدد الجهات المشاركة فى اتخاذ القرار، وتعدد المستشارين بتوع طب وأنا مالى وأنا مالى بالأحزان أنا مالى، وقيادات مكتب الارشاد والتقوى، لصاحبه الحاج محمد بديع، بتوع الرياسة بتاعة أبونا.. وييجى الغرب يطردونا، لكن الحقيقة المؤكدة أن مؤسسة الرياسة مازالت تحمل الولاء والعهد للجماعة والرشد العام، وتؤمن بأن الشعب المصرى مجرد بهيمة فى ساقية الاخوان، عشان تروى الأرض العطشانة بتاعة محمد أبوسويلم اللى دخل الجماعة مؤخرا، أو حنطور يركبه المشايخ وياخدوا بيه لفه على الكورنيش، وعندما ينتهى عمره الأفتراضى يذبحونه ويقتسمون لحمه، مع مشايخ السلفية الذين يطالبون بتطبيق شرع الله، لأنهم أولياء الله على الأرض، وحملة صكوك الغفران وتذاكر الجنة والنار، لا بيكذبوا ويتهموا الناس بالباطل، ولا بيبوسوا المزز على الطريق الزراعي. وطوال الأسبوع الماضي، ومؤسسة الرياسة عمالة تدخل بميكروباص الوطن فى عواميد النور والعربيات الكارو، خاصة عندما يقوده مشايخ الجماعة، نيابة عن الرئيس لما يكون واخد تعسيلة الضهر، فهم يتعاملون بمنطق أنهم رؤساء بشرطة، ولا مانع من أن يصدر المشايخ القرارات بدلاً من الرياسة، لأن المشايخ شركاء فى ثلاث.. الجلاليب.. والطوب.. والرياسة، كانت الورطة الأولي، عندما أعلن عصام العريان، أحد مستشارى، الرئيس -يتربوا فى عزه بإذن الله- لأن كثرة المستشارين تجلى الصدر وتنور العين، أن الرئاسة تسجل كل المكالمات، يعنى باختصار.. الرئاسة تتجسس على المسئولين، وهى فضيحة كانت كفيلة -على الأقل ومن باب أنهم يخزوا عين الشيطان- بإجراء تحقيق واسع فى تلك الفضيحة، وإحالة المسئول عنها إلى المحاكمة، خاصة أن هذا التسجيلات المشبوهة، تتم دون إذن قضائي، كما يمكن استخدامها لتهديد المسئولين، ولكن حتى الآن.. كل شيء هاديء فى قصر الاتحادية، والفاتحة لحضرة النبي. وكانت الورطة الثانية، عندما أعلن الرئيس أنه لن يسمح بتوجيه أى اتهام للمشير طنطاوي، والفريق سامى عنان، يعنى باختصار أعلن أنه فوق القانون، ويستطيع أن يحمى من يشاء ويدفع بمن يشاء إلى السادة المخبرين العظام، يعنى أنه لن يتم التحقيق فى البلاغات المقدمة ضدهما وآخرين، فى مذبحة ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، مع أن سيادته أعلن قبل ذلك أنه لا أحد فوق القانون، وإن كان المتحدث الرسمى للرئاسة، قد أعلن أن الرئيس قال هذا الكلام من باب المجاملة، وعشان ما يكسرش بخاطر قيادات الجيش، فنحن نؤكد لسيادته أنه لا مجاملة فى القانون، يعنى ممكن سيادته يعزمهم على الغدا، أو على حاجة ساقعة، لكن ليس من حقه لطع القانون على قفاه، ويبدو أن الرئاسة سوف تظل تمارس ارتباكها اليومي، حتى يضع المشايخ دستورا يخلق ويكرس للديكتاتور المقدس، وعلى الأرض السلام.. وفى الناس المسرة نشر بالعدد 620 تاريخ 29/10/2012