قرر الدكتور محمد مرسى، بعد أن اكتشف أن غالبية الشعب المصرى لابد للمشايخ فى الدرة، وعمالين يخطفوا العمة من فوق دماغهم ويلعبوا بيها الكورة، ألا يكون رئيسا لكل المصريين، خاصة العيال الصايعة اللى بتجرى ورا عربيات الرش، وعمالين يهتفوا يسقط يسقط حكم المرشد، الهى تسقط عنيهم من وشهم البعدا، والعيال الغلاوية بتوع الصحافة والسخافة وقلة القيمة، الهى يارب ينشلوا ويتكوموا قدام الجوامع، يبيعوا ريحة القسيس وعلب الكبريت، فاستعان بالله، واتفق أولا على أن يحكم مصر فى أوقات العمل الرسمية، ويحكم غزة أيام الجمع والعطلات الرسمية والمواسم والاعياد، وبدأ بمطالبة الشعب المصرى الشقيق، أنه يخلى عند أهلها دم، ويحط فى عينه اللى ها ياكله الدود حصوة ملح، ويرشد استهلاك الكهرباء، الهى الكهربا تمسك فى جتتهم كلهم وياريت بلاش حكاية التكييف، خصوصا أننا طول عمرنا بنام فى الغيط جنب الترعة، وكل واحد يشيل مروحة خشب ويهوى على أخوه، وبالطبع.. فإن الشرب من القلة صحى ومفيد، ومن فات قديمه تاه.. ولا احنا فقر وعنطزة وركوب الحمير فيه سبع فوائد، منها توفير البنزين واركب الحمار وبرطع.. ترجع بيتكم وتتمطع كل ذلك حتى نستطيع أن نبعت شوية كهربا لاخوانا فى غزة، عشان ينوروا الانفاق بدل ما كان ناجى عطاالله وفرقته هايتخنقوا فيها. ثم قرر السيد الرئيس والذى أعلن فى بداية ولايته، أن الصحافة لن تضار فى عهده، الانتقام من الصحفيين اللى لسانهم أطول من كرباج العربجى، كمرحلة أولى من خطة المائة يوم، فترك مجلس لا تشاورنى ولا أشاورك.. ده الهم طايلنى يا شيخ وطايلك يلعب بيهم السيجة أو يوقفهم طابور ويلعبوا صلح، وكل شيخ يلطعهم على قفاهم سبع مرات، فمن تاب وأناب ولبس العمة، زالت عنه الغمة وعاد قفاه ناصع البياض، ويشع النور من خلقته اللى شبه خلقة الغراب، ثم بدأت المرحلة الثانية حيث قامت مؤسسة الرياسة برفع دعاوى قضائية ضد الصحفيين، تحت شعار لا تشترى الصحفى إلا والعصا معه.. أن الصحفيين لا نجاس مناكيد، وهى سابقة لم تحدث من قبل، ولا حتى أيام الراجل اللى قاعد فى طرة يتفرج علينا، والمحروس جمال بيحكيله حواديت عشان ينام، رغم جبروته وسطوته ورغم الانتقادات الهائلة التى وصلت فى بعض الأحيان الى قلة الأدب لم تتعامل مؤسسة الرئاسة على أساس أنها شركة قابضة تجرى وراء كل من انتقدها بالشوم، وتتفرغ لمرمطة صاحبة الجلالة فى المحاكم لحد ما تبيع اللى وراها واللى قدمها وتبوس جزمة سيادته الايطالى. لم يحدث ذلك فى بريطانيا مثلا عندما صورت الصحافة رئيس الوزراء تونى بلير على أنه ديل الكلب اللى هو بوش، ولم يخرج علينا الحاج بلير ويعلن أن صبره قد نفذ من قلة أدب الصحافة الإنجليزية وأنه سوف يأخذ حقه بالقانون، واللى ما يشترى يتفرج لأن الرئيس أو أى مسئول هو موظف عام، يجوز انتقاده حتى وإن وصل هذا الانتقاد إلى حد الشطط، أو استخدام اسلوب ساخر، وإذا علمنا أن المشايخ الذين يضعون الدستور الآن يقلوظون مادة لحبس الصحفيين، أدركنا أن كل وعود الدكتور مرسى كانت مجرد وعود انتخابية، وخدت حاجتى من خالتى، تروح بقى تتلقح فى أى حتة بعيد عننا، إن شاء الله تسرح بفشة وممبار فى الحسين، أدركنا أيضا أن الوطن قد هان عليهم إلى هذه الدرجة، وأن الناس ما هى إلا عبيد عمائمهم . نشر بالعدد 608 بتاريخ 6/8/2012