عندما جلس الرئيس الراحل أنور السادات علي الدكة، مرتديًا عباءة العمدة، وفي إيده الطاهرة الشومة اللي كان بيرزع بيها العيال المثقفين علي دماغهم قبل ما يتلقحوا في أي سجن، وهو يأكل الفطير المشلتت في منتجعه الريفي بميت أبوالكوم، طقت في دماغه فكرة جهنمية، لا تخطر علي بال أي عبقري، ولا حتي الحاج اينشتين إلهي يجحمه مطرح ما راح، وقالك إحنا ندفن المومياوات الفرعونية في أي داهية، لأن أخلاق القرية بتقول إن ده عيب، وإكرام الميت دفنه، مش بهدلته ونعمله فرجة للي يسوا واللي ما يسواش، وأحنا لآزمن نلم لحمنا، خصوصًا النسوان الفراعنة، لأن عيب قوي.. الخواجات يبيجوا يتفرجوا عليهم، ما كل واحد يتفرج علي الميتين بتوعه، ويومها.. فضلت الدنيا كلها تضحك علينا لحد ما وقعت علي ضهرها، بينما اعتبرها البعض مجرد نكتة، لأن الرئيس المؤمن الراحل، كان «فكهي» وبيحب الهزار، ومش معقول يعني يكون بيتكلم جد، ويعمل مقام لكل مومياء، والسواح بعد ما يركبوا الحنطور ويتحنطروا، يقروا الفاتحة علي روحها، ويوزعوا فطير وبلح علي العيال الصيع. الآن.. وبعد أكثر من ثلاثين عامًا، تبدو طقة الرئيس المؤمن الراحل عبيطة وهبلة، أمام طقة السلفيين والجماعات الإسلامية، ففي الوقت الذي يجري فيه العالم نحو المستقبل، ونحن نحاول أن نبني مصر حديثة، نحاول أن نلحق به، أو علي الأقل.. نتشعبط في ديله، تخرج علينا جيوش التتار، القادمة من قندهار وإيران، ويسحبون حمارة الوطن العرجاء إلي الوراء، وأن نلبس جميعًا العمة، وننام في الخرابات اللي ها يعملوها مخصوص، مع العفاريت التي تتنكر دائمًا في شكل حمير ومعيز، عشان تخضنا، وكأنها عفاريت صايعة لا شغلة ولا مشغلة، كل همها في الدنيا أنها تخضنا والسلام، فالحضارة.. هي حضارة العمة والدقن والبرقع، والثقافة.. هي ثقافة الجلابية والفتة، وركوب الحمير، فمن لبس العمة فهو آمن.. ومن لبس الخازوق فهو كافر ابن كافر. لقد خرجوا علينا ولا خارجة خاقان التتار، من كل فج عميق، ومن الشعاب والكهوف، وكل واحد فيهم أعلن نفسه الملا عمر، أو أبومصعب الزرقاوي، وجلس متربعًا علي الأرض، وأعلن أن مصر.. لا دولة مدنية ولا نيلة سودة علي دماغهم، لأن المدنية رجس من عمل الشيطان، وبدعة وكل بدعة ضلالة.. وكل ضلالة في النار، حتي السجل المدني حرام شرعًا، والمفروض تسميته بالسجل الإسلامي.. ولا يمنح البطاقات.. إلا بعد أن يقيس دقن الزبون، ويعاين الجلابية والبنطلون، وهل هي مطابقة للمواصفات الإسلامية أم لا، ثم يحلف علي المصحف أنه ليس مدنيًا، وأنه قد حرم علي الولية مراته، دخول المدنية البيت، وإلا طلقها ورماها رمية الكلاب. خرجوا علينا بعد أن لطشوا الثورة، وأعلنوا بالفم المليان، أن التماثيل الفرعونية أو المساخيط كما يسميها العامة والدهماء، أصنام، وعشان أحنا متحضرين.. مش هانقولك ندفنها زي السادات، أو نهدمها زي بتوع قندهار، ولكن.. نخبي وشها بالشمع، ولو ما فيش شمع في السوق، عشان النور كل شوية يتقطع، يبقي نغطيها بشوية طين، لأن الشيطان شاطر، وممكن يفضل يلعب في دماغ الوطن، لحد ما تنتشر عبادة الأصنام، وتلاقي النسوان طالعة علي الحاج رمسيس تلف حواليه سبع مرات عشان تخلف، والبنات الصايعة طالعة علي الحاجة نفرتيتي، وتعملها حفلة ديسكو، عشان ترضي عليهم وترزقهم بابن الحلال. ثم أفتي واحد فيهم.. أن الولية اللي مش هاتتحجب، يبقي تسيب الإسلام، وتروح في أي داهية، عشان لا مؤاخذة ما تنجسش البلد وتنحسها بخلقتها السودة. وعندما أعلن البعض أن كده البلد هاتخرب، قالك.. شوف يا مؤمن.. السياح اللي عاوزة تيجي عندنا.. يتهببوا علي عينهم ويلبسوا الجلاليب، ويركبوا أي دقن لغاية ما يخفوا، وبالنسبة للنسوان المايصة بتوعهم، يلبسوا الخمار.. ويركبوا الحمار ويشربوا العرقسوس المشروب الوطني، عشان يدفوا صدرهم، ويهدي سرهم، وإذا رفضوا.. نعمل سياحة علاجية، يعني اللي عاوز يشتري فشة أو كبدة.. أو حتي رجل.. يا أهلاً وسهلاً.. مش عاوزين.. هانتفق مع المؤمنين بتوع طالبان، ومجاهدي خلق. وبتوع القاعدة.. ييجوا يحلقوا دقنهم عندنا، ويشتروا الجلاليب من السيدة. وإسلامية إسلامية.