فى عموده الأسبوعى محاولة للفهم بجريدة الوطن، وبتاريخ 22 فبراير، نشر مولانا المعتز بالله عبدالفتاح، الذى أشرق نوره علينا أيام الراجل المفجوع، أبو بق معووج عوجة غطا الحلة، مقالة لواحد سعودى اسمه جمال خاشقجى بعد أن أضاف له القابا من عينة المثقف والمفكر والكتبخانة ودعانا لتأملها والتفكير فيها، من باب أنها مليانة حكمة وموعظة حسنة، وبداية.. لا أعرف هل الأخ المثقف خاشقجى صاحبه، وأرسل تلك المقالة وعندما اكتشف مولانا المعتز بالله، أنها أجدع من بلوغ الأرب.. فى خيبة العرب، وأروع من كليلة ودمنة، فقرر أن يتحفنا بها حتى تعم الفائدة؟ أم أنه قرأها مصادفة فوجدها أعظم من نزهة النفوس.. فى نوادر الموكوس، وأبلغ من تخليص الأبريز.. فى فوايد الغنم والمعيز، فأراد أن يخرجنا بها من بحر الظلمات، إلى النور؟! الخاشقجى، الذى هو أجدع من نور الجوزة فى الضلمة، أو نور الفانوس الصينى اللى بيغنى. لكن الذى أعرفه أن هذا الخاشقجى المثقف - وما تعرف ده قريب علائلات الخاشقجى الذى حطت على دماغنا فى الستينيات حطة المماليك الجراكسة، أم مجرد تشابه خاشقجى- يشيل التراب ويحطه فوق دماغنا بكل الغل والحقد، ويفقعنا مطوة فى ظهورنا، فالسيد المثقف، يبدأ مقالته المنحطة بأن «مجلس الأمن والمجتمع الدولى أنقذا مصر من الوقوع فى فخ داعش، عندما رفضا التدخل العسكرى فى ليبيا»، نفس المنطق الأمريكى القطرى الوضيع وكأن مصر كانت تجيش الجيوش لغزو ليبيا؟! ثم يبدأ سيادة المثقف المفكر الكتبخانة، فى التشكيك فى الضربة الجوية، وأن حكاية أصابت أهدافها بدقة «كلام مناسب للاستهلاك المحلى»! ليه يافيلد مارشال خاشقجى ربنا يحظك؟ قاللك لأن الحكاية دى عايزة قنابل ذكية ومصر ما عندهاش!! والطيران المنخفض تكاليفه باهظة!! يا حلاوتك يا جمالك.. والله أجدع من إسماعيل يس فى الطيران. ثم يصل الانحطاط مداه عندما يقول: إن الموقف الخليجى الأخير والموحد، الذى أعلن صراحة رفض اتهامات الحكومة المصرية لدولة قطر بدعم الارهاب لأن الأخيرة رفضت الحماسة المصرية للحرب فى ليبيا، يعنى الخاشقجى والحاج المعتز بالله شايفين أن قطر لا بتدعم الإرهاب ولا حاجة، مجرد أنها كانت عايزه تفرمل الفرعنة المصرية!! ثم يتمطع ويتنطع الكتبخانة، ويؤكد أن المصالحة الليبية، هى الخطوة الأولى للقضاء على داعش!! طب لما أنت فالح وأذكى أخواتك كده، ما قلتش الكلام ده على سوريا ليه؟! وأنت خايف يقعدوك على الخازوق، لحد ما يخرج من العمة اللى كابسها على نافوخك، أو يجلدوك فى الشارع، جلد المبرطعين؟!! ويا عم الحاج المعتز بالله.. سايق عليك النبى يا شيخ، تبقى تتأمل بعد كده، النطاعات القطريةالأمريكية الداعمة والمؤسسة للارهاب فى المنطقة لوحدك من غير ما حد يدرى، حاكم إحنا عندنا بلاوى كتيرة.. شماريخ الخرفان.. وبيت المقدس.. ودواعش ليبيا ومصر.. يعنى مش ناقصين.. خاشقجية!!