العواجيز يحكمون مصر.. ليس اسم فيلم أو عملا دراميا أو رواية أدبية..وإنما واقع يلمسه كل من له عقل بعد أن بلغ الصراع ذروته بين الشيخوخة وكبار المسئولين المصريين علي البقاء في السلطة حتي الرمق الأخير، ظاهرة تنفرد بها بلدنا وقليل من الدول المتخلفة.. وبات أصغر مسئول يتجاوز ال75 من عمره دون ابداء حتي مجرد النية في إفساح المجال للتغيير واستكمال ما تبقي من حياته وسط أحفاده وأولاده.. إنه عشق السلطة التي تتوغل في نفوسهم كالاخطبوط.. ونسي الرئيس مبارك الذي بلغ من العمر 82 سنة أن للشيخوخة أثرها في التفكير والعطاء وكأن مقدرات 80 مليونا لا تقلقه. قائمة العواجيز تضم وزراء ورؤساء مجالس وشخصيات في مواقع حيوية واستراتيجية وهامة علي الأقل من ناحية تأثيرها علي مراكز صناعة القرار وفي مقدمتها القصر الجمهوري ومنهم علي سبيل المثال زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية الذي اقترب أو تخطي حاجز السبعين ربيعا. ولا ننسي تربع حبيب العادلي الدرع الواقي للرئيس ضد معارضيه. ويعتبر محمود حمدي زقزوق «وزير الأوقاف» من أكبر الوزراء سنا فهو من مواليد 1933 تخرج في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر في 1959، متزوج من ألمانية ولديه ابنة، وسبق أن اتخذ قرارات غير مبررة، أشعلت ضده غضب الرأي العام ومن خلفه العلماء والدعاة المسلمون في مصر وخارجها. ننسي اعتراض وزير الاوقاف علي رغبة 100 ألف إمام وخطيب مسجد في إنشاء نقابة تدافع عن حقوق الدعاة والأئمة. ورغم تخطي اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الحالي حاجز السبعين عاما فهو من مواليد القاهرة عام 1938، مازال مبارك متمسكا به فهو يده التي تعينه علي حفظ الحكم بدليل استمراره في المنصب منذ 1997 حتي يومنا هذا لعب خلالها دورا نشطا في انتخابات مجلسي الشعب والشوري والرئاسة ويذكر أنه زور الانتخابات لصالح الحزب الحاكم «الحزب الوطني». وفقا لرأي المعارضة ومنهم الإخوان المسلمون وازداد في عهده التعذيب واتسعت دائرة السجون وأصبح الدرع الواقي لرئيس الجمهورية حيث ازداد في عهده الاهتمام بالأمن السياسي بعد تطويره أدوات القمع وأجهزة التعذيب وتدريب قوات الأمن وتكريس وجودها في الشوارع والمناطق العمالية التي عادة ما تكون قبلة الاضرابات والاحتجاجات الشعبية - ففشل في تحقيق الأمن العام واتجه إلي الأمن السياسي لحماية النظام. ويعتبر الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية بحكم منصبه أقرب المقربين لرأس السلطة ويبلغ من العمر 71عاما فهو من مواليد 1938 بمدينة منيا القمح شغل منصب رئيس الشئون السياسية بمكتب رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي ثم عضوا بسكرتارية الرئيس للمعلومات وفي 1974 تم انتدابه مديرا لمكتب رئيس ديوان الجمهورية. بدأ الصعود السياسي منذ انضمامه للحزب الوطني عام 1978 تولي بعدها بعام موقع أمين الحزب بمنطقة الزيتون وفي 1987 أصبح أمينًا مساعدا للحزب في القاهرة ثم عضوا بالامانة العامة للحزب في 1993 حيث يمارس مهامه كنائب يتقمص شخصية المعارض تحت قبة البرلمان وككاتم للأسرار في قصر الرئاسة وكسياسي في الحزب الوطني من خلال شفرة لا يعرف طريقة فكها إلا هو. وتخطي الدكتور أحمد فتحي سرور، السبعين فهو من مواليد عام 1933 تدرج في عدة مناصب إلي أن أصبح رئيسا لمجلس الشعب منذ عام 1991 وحتي الآن. تحول المجلس الموقر خلالها لخدمة الرئيس، وبات سرور يصدر القرارات لمصلحة الحكومة لا الشعب، فقد وافق علي طلب الحكومة بتمديد حالة الطواريء والتي تعطي لرئيس الدولة ورئيس الوزراء حق اصدار قرارات دون الرجوع للبرلمان إلي جانب رفع الحصانة عن نواب معارضين دون سند وتدهور حال مجلس الشعب منذ توليه الرئاسة إلي أن وصل للمطالبة بإلغائه. والبابا شنودة من مواليد عام 1923 بقرية السلام محافظة أسيوط اسمه قبل الرهبنة «نظير جيد روفائيل» يعتبر من أكبر المسئولين سنا حيث تخطي الثمانين وبرغم جميع القرارات التي أصدرها وأحدثت ردود فعل غاضبة بين الأقباط ومن أهمها رفض قرار المحكمة بالسماح لرعايا الكنيسة بالزواج مرة ثانية، إلا أنه مازال يتولي منصبه ويحكم بقبضة من حديد. أما صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي ال«حزب الحاكم» ورئيس مجلس الشوري فهو من أكبر المسئولين سنا ويطلق عليه لقب أحد أفراد «الحرس القديم» بالحزب الوطني وقد عمل من قبل في المخابرات العامة وعرف بقربه من الرئيس مبارك وتوليه المناصب الرفيعة بالدولة، حيث إنه عضو مؤسس بالحزب الوطني منذ عام 1977 ومقرر لجنة الإعلام بالحزب وعضو بمجلس الشوري منذ عام 1980 حتي الآن، وعضو بالأمانة العامة بالحزب الوطني عام1982 ثم عضو بالمكتب السياسي للحزب الوطني عام 1989 وأمين عام مساعد وأمين الإعلام 1990 «محمد سيد طنطاوي» شيخ الأزهر ولد في 9 أكتوبر 1928 بمحافظة سوهاج بدأ حياته كمدرس وإمام بوزارة الاوقاف عام 1960، ثم مدرس تفسير وحديث عام 1968 وتدرج لعدة مناصب إلي إن وصل لمنصب عميد كلية الدراسات الاسلامية والعربية بنين بالقاهرة عام 1985 ثم مفتي للجمهورية.