لن تقبل المباراة التي تجمع المنتخب اللبناني لكرة القدم وضيفه الإماراتي على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت اليوم الثلاثاء مجالا أمام الطرفين لإهدار أي نقطة بعد أن سقطا في الجولة الأولى وذلك في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الثالث للتصفيات الأسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل. وكان منتخب لبنان عاد من سيول بخسارة ثقيلة أمام كوريا الجنوبية بستة أهداف نظيفة، في حين سقطت الإمارات على أرضها أمام الكويت 2-3. وفي المباراة الثانية، تلعب الكويت مع كوريا الجنوبية. اعتبرت خسارة لبنان وعلى رغم فداحتها عادية كون منتخب "محاربي التايغوك" يتفوق عليه بشتى الإمكانات الفنية والمادية، إذ ينقص المنتخب اللبناني الذي يحتل المركز 160 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الكثير من الخطط والتطوير للظهور بمستوى يستطيع من خلاله مجاراة الكوريين. أما خسارة "الأبيض" في العين فوضعت مدربه السلوفيني ستريشكو كاتانيتش تحت ضغط كبير إذ قد تمثل مباراة الغد الفرصة الأخيرة بالنسبة إليه. يدخل المنتخب اللبناني المباراة بعد أن عزز مديره الفني الألماني ثيو بوكير الصفوف بانضمام لاعبي الوسط رضا عنتر المحترف مع شاندونج ليونينج الصيني وأحمد زريق العائد من الولاياتالمتحدة بعد تجربة احترافية مع سبورتينج ميتشيجن، فيما استبعد بوكير نجم وسط العهد بطل لبنان عباس علي عطوي والذي غاب عن مباراة كوريا بسبب خوفه من ركوب الطائرة. لم يتوصل بوكير بعد إلى الثبات على التشكيلة الأساسية نظرا لاستلامه دفة التدريب قبل فترة وجيزة من انطلاق الدور الثالث خلفا لاميل رستم المستقيل، إضافة إلى أن هناك تغييرات عدة حتمت عليه اختبار العدد الأكبر من اللاعبين وتبديل مراكزهم. يعول بوكير على اللاعبين المحترفين في بناء تشكيلته لمباراة الغد باعتماده على رضا عنتر في وسط الملعب إلى جانب حسن معتوق أفضل لاعب في لبنان في الأعوام الأخيرة، وفي الارتكاز على الشاب هيثم فاعور الذي يبلي حسنا ولاعب النجمة محمد شمص وعباس أحمد عطوي. وفي الهجوم، فإن الشكوك تحوم حول مشاركة محمود العلي الذي أصيب في التدريبات أمس، وقد يشارك محمد غدار لاعب تشرين السوري وأكرم المغربي. وسيكون خط الدفاع بقيادة يوسف محمد المنتقل حديثا من كولن الألماني إلى الأهلي الإماراتي مع رامز ديوب المحترف في ميانمار. يركز المدرب الألماني على الظهيرين، إذ ظهر وليد إسماعيل ومحمد باقر يونس بمستوى متواضع جدا ضد كوريا، ومن المتوقع أن يدفع بعباس كنعان في الناحية اليمنى وزريق في اليسرى على أن يبقي زياد الصمد حارسا للشباك. ورأى بوكير في حديث لوكالة "فرانس برس" أن المنتخب الكوري "لا يمكن إقحامه في المنافسة لكونه يتفوق بمسافات على باقي منتخبات المجموعة، وان مستوى المنتخبين الإماراتي والكويتي ليس أفضل بكثير من اللبناني، رغم أن إمكاناتهما جيدة"، مضيفا "ابرز المشاكل التي اعترضتنا ضد الكوريين تفوقهم البدني وسرعتهم، كما أن لاعبي منتخب لبنان لم يركضوا جيدا خلال المباراة رغم أننا نمتلك لاعبين جيدين إلا أنهم لا يتمتعون بعقلية الاحتراف". التقى لبنان مع المنتخبين الكويتي والإماراتي قبل نحو شهرين، ففاز الكويتي 6-صفر في بيروت، والإماراتي 6-2 في العين، لكن منتخب الارز قد تبدلت معالمه حاليا بعد تعزيز صفوفه بالمحترفين ومواصلة التحضيرات بشكل جيد. وأضاف بوكير "تحضرنا جيدا في معسكرنا بكوريا الجنوبية وقبلها خضنا مباراة ودية مع سوريا، وهناك عدة ثغرات في خط الدفاع ظهرت جلية في المباراة الماضية وحاولنا قدر الإمكان معالجتها"، مشيرا إلى أن "الفوز على الإمارات يتطلب اللعب وفق أسلوب الكرة الشاملة وهذا الأمر يحتاج عملا كبيرا، لذلك سيتم التركيز على إغلاق المنطقة ومحاولة مباغتة الخصم". ويسعى مدرب الإمارات إلى إنقاذ منصبه والعودة بالنقاط من بيروت لإطفاء نار الغضب التي اشتعلت ضده عقب الخسارة أمام الكويت، وكان رئيس الاتحاد الإماراتي محمد خلفان الرميثي قد أكد أن مصير كاتانيتش سيتحدد بعد مباراة لبنان. ومن المتوقع أن يجري كاتانيتش تغييرات عدة في تشكيلته والتي ظهر تأثير غياب إسماعيل مطر المصاب واضحا عليها، كما أنه سيفتقد لاعب الوحدة حمدان الكمالي بسبب إصابته بكسر في عظمة الوجه أمام الكويت، ما سيترك ثغرة واضحة في الخط الخلفي الذي كان نقطة الضعف الأساسية في لقاء الكويت، وقد استدعي لاعب العين فارس جمعة بدلا منه. ومن المتوقع أن يشرك كاتانيتش على ماجد ناصر في حراسة المرمى، وليد عباس وخالد سبيل وفارس جمعة ويوسف جابر في خط الدفاع، إسماعيل الحمادي وسبيت خاطر وعامر عبد الرحمن وعلي الوهيبي في الوسط، محمد الشحي واحمد خليل، الذي يعول عليه لسد ثغرة غياب مطر، في الهجوم. تتفوق الإمارات بوضوح على لبنان إذ فازت عليه خمس مرات، مقابل ثلاثة تعادلات، ولم يذق المنتخب اللبناني طعم الفوز على منافسه حتى الآن. يذكر أن المباراة الودية الأخيرة بينهما في العين شهدت تسجيل الإمارات ركلة جزاء بطريقة غريبة إذ سدد الكرة بكعب قدمه وهو يدير ظهره للمرمى.