مسئول بوزارة الاستثمار: ضعف جدوى المشروعات سبب التأجيل انتقد عدد من رؤساء المدن الصناعية بالصعيد أداء الحكومة السابقة والحالية الخاص بتنمية الصعيد، وطالبوا بضرورة اتخاذ إجراءات فعلية وحاسمة من أجل تحسين المناخ الاستثمارى، قبل الحديث عن عقد مؤتمرات أو دعوة مستثمرين للاستثمار فى تلك المناطق. وقالوا إن الأوضاع السيئة التى تشهدها تلك المحافظات ومدنها الصناعية نتيجة طبيعية لفشل كل خطط الحكومات السابقة الهادفة إلى تنمية تلك المناطق. يأتى هذا فى الوقت الذى لم تعلن فيه الحكومة حتى الآن عن الموعد الجديد للمؤتمر الاقتصادى لتنمية الصعيد «الذى كانت تزعم الحكومة عقدة خلال شهر سبتمبر الماضى، لعرض جميع الفرص الاستثمارية فى جميع محافظات الصعيد لكن تم تأجيله بدون توضيح أى أسباب». واعتبر صناع ومستثمرون أن تأجيل المؤتمر لأجل غير مسمى مؤشر يؤكد عدم جدية الحكومة فى تنمية الصعيد الذى يعانى من تفاقم معدلات البطالة والفقر، على الرغم من أنه يضم نحو 30% من سكان مصر وأكثر من 50% من ثروات مصر الطبيعى، كالذهب والحديد والطفلة التى تدخل فى صناعة الاسمنت، بجانب الفوسفات والمنجنيز والأراضى الخصبة والعمالة الماهرة. وقال محمود الشندويلى رئيس جمعية مستثمرى سوهاج إن الأوضاع السيئة بالمناطق الصناعية الموجودة بالصعيد أكبر دليل على الوضعية السيئة التى تعانيها تلك المناطق نتيجة للإهمال الحكومى والشو الإعلامى الذى يروج له وزير الاستثمار كل فترة، مطالبا الرئيس السيسى بالتدخل شخصيا لعودة الروح لتلك المحافظات التى تعانى من مشاكل لا حصر لها. وفى مقدمة تلك المشكلات، وفق الشندويلى، البطالة والفقر والبيروقراطية والروتين، مشيرا إلى أن الجمعية ستقوم خلال الفترة المقبلة برفع مذكرة عاجلة إلى رئيس الجمهورية لوضع الصعيد على الخريطة الاستثمارية. وتابع: «الوقت الآن أكثر من مناسب لوضع تلك المحافظات على خريطة الاستثمار، الأوضاع الحالية التى تمر بها تلك المناطق لا تحتمل أى تأجيل لخطط التنمية بالأقاليم، نتمنى من الحكومة النظر بعين الاعتبار لتنمية صعيد مصر كنز الثروات المهدرة». وأشار الشندويلى إلى أن محافظة سوهاج تضم 4 مناطق صناعية جميعها تعانى من التعثر نتيجة البيروقراطية المنتشرة داخل الهيئات الحكومية، والبطء فى اتخاذ القرارات، مطالبا بضرورة العمل على ربط وزارات المجموعة الاقتصادية بعضها ببعض على أن تعمل على وضع استراتيجية طويلة الاجل لتنمية الاستثمار بمحافظات الصعيد. وطالب محسن الجبالى، رئيس جمعية مستثمرى بنى سويف على ضرورة اتخاذ الحكومة لإجراءات فعلية وحاسمة من أجل تحسين المناخ الاستثمارى حيث مازال الصعيد يعانى من البيروقراطية وضعف البنية التحتية والخدامات والمرافق. وانتقد استمرار تجاهل الحكومات المتعاقبة لآراء ومقترحات مستثمرى الصعيد، وقال: «التجارب السابقة كشفت عن تجاهل الحكومة للكثير من المقترحات والافكار التى قدمتها جمعيات الاستثمار فى الصعيد لتهيئة مناخ الاستثمار». وقال على حمزة رئيس جمعية الاستثمار بأسيوط إن الحديث عن تنمية الصعيد لم يعد خيارا بل أصبح أمرا حتمية فى ظل تدهور الاوضاع فى تلك المحافظات وتفاقم معدلات البطالة والفقر. وأضاف أن الحديث عن نمو الاقتصاد واستعادة عافيته لن يتم بمعزل عن تنمية الأقاليم وخصوصا محافظات الصعيد التى تمتلك ثروات هائلة وموارد بشرية ضخمة يمكن ان تضيف كثيرا للاقتصاد. وقال مصدر مسئول بوزارة الاستثمار ل (مال وأعمال) إن عدم جدوى الكثير من المشروعات التى طرحتها المحافظات بالإضافة إلى تحفظ الكثير من المؤسسات ورجال الأعمال على العمل بمحافظات بعينها سبب رئيسى فى قرار تأجيل المؤتمر الاقتصادى إلى شهر أو شهرين. وأضاف: «طلبنا من محافظى الصعيد ضرورة إعادة النظر فى الكثير من المشروعات المطروحة بالإضافة إلى تحديد مشاكل واحتياجات كل محافظة حتى يصبح المناخ الاستثمار جاهز وجاذب تماما للمستثمرين والشركات التى رهنت ضخ استثمارات جديدة بتلك المحافظات بحل جميع المشكلات والعوائق التى تواجه الصناع هناك لاسيما ضعف البنية التحتية وعدم التنسيق بين الاجهزة المختلفة بالإضافة إلى الروتين والبيروقراطية».
