أكد المخرج المسرحى سمير العصفورى أن فكرة «سبوت لايت» التى يقدمها على قنوات النيل المتخصصة تهدف إلى استغلال القنوات الفضائية لإنقاذ المسرح من حالة الانهيار التى يعانيها، مشيرا إلى أنه قدم مجموعة من الأعمال المسرحية مستعينا بالشباب الهواة الذين وجدوا أنفسهم أبطال عروض مسرحية جيدة. وأضح أن الفكرة الرئيسية هى أن يكشف لنا الممثلون عن مشكلات الشباب وجزء مهم من مشكلات المجتمع التى يعيشونها، مضيفا أن هؤلاء الشباب يقدمون مشكلاتهم بطريقة محترمة وبعيدة عن الإسفاف والتهريج الذى انتشر فى الآونة الأخيرة. واعتبر العصفورى فى حواره مع «الشروق» أن نجاح تجربة «سبوت لايت» دفعت العديد من القنوات إلى الاستمرار فى عرض الأعمال المسرحية التى قدمها خلال الحلقات، وقال: أهم ما خرجنا به من التجربة هو إيصال فكرة أن العلاقة بين الفنان والمسرح تقوم على الحب والعطاء وأن المسرح ليس مجرد وظيفة أو «سبوبة». ورفض العصفورى إرجاع أزمة المسرح إلى ضعف النصوص، وقال ليست أزمة ورق بل أزمة «فلوس» ذلك لأن كتاب المسرح توقفوا عن الكتابة له واسبتدلوه بالكتابة للفيديو الذى يحقق لهم عائدا أكبر، وليس الكتاب وحدههم هم الذين اتجهوا للتليفزيون أو السينما، وإنما كذلك كبار النجوم وقد تسبب ذلك بالطبع فى قلة العروض المسرحية التى تقدمها المسارح سنويا. ورأى العصفورى أن ابتعاد كبار النجوم عن خشبة المسرح أحد أسباب إحجام الجمهور عن المسرح، وقال: فى الماضى كان معروفا أن عنوان الفنانة سميحة أيوب والفنان عبدالله غيث والفنان حسين رياض هو المسرح القومى بالعتبة وعنوان الرحل فؤاد المهندس وعادل إمام هو فرقة الفنانين المتحدين لكن الآن افتقد كل النجوم ارتباطهم الوثيق بالمسرح كما كان فى السابق. وقال إن كل تلك التطوارات ساهمت فى تغيير نظرة المجتمع للمسرح حيث بات يعتبره «ملهى ليليا» يمكن أن يدفع فيه نقودا لمجرد قضاء وقت ممتع مما دفع القائمين على المسرح إلى تقديم العروض الخفيفة التى تحقق ذلك الترفيه بعيدا عن القيمة الفنية والثقافية للعرض على الرغم من أن مكتبة المسرح مليئة بالنصوص العالمية والمحلية الجيدة. غير أن العصفورى عاد وخفف من النظرة المتشائمة لوضع المسرح فى مصر، وقال: هناك العديد من المحاولات الفردية مثل مركز الهناجر بما يقدمه من عروض مميزة وكذلك مركز الإبداع بالإضافة إلى الأنشطة المتعددة التى يقوم بها البيت الفنى للمسرح. وتبقى البداية الحقيقية التى لابد من أن نعتنى بها هى قصور الثقافة التى تضم عددا كبيرا من الموهوبين الذين يعانون قلة الامكانيات التى تبرز مهاراتهم المسرحية وتخرجها للنور.