سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدال فى واشنطن حول شهادة جديدة لصحفية نيويورك تايمز بشأن «غزو العراق» «القصة: رحلة صحفية» كتاب جديد لجوديث ميلير لتبرير موقفها فى تضليل الرأى العام بشأن أسلحة الدمار بالعراق.. ومفتش سابق: العالم لن ينسى قرعها لطبول الفوضى
لا يزال رجال المخابرات الأمريكية المخضرمون ومفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتذكرون، كيف ألحقت الصحفية الأمريكية بصحيفة نيويورك تايمز جوديث ميلر، العار بنفسها ومهنتها، من خلال مساعدتها فى تضليل الأمريكيين ليدخلوا حرب العراق المفجعة، وذلك مع إعادة تحديها لكتابة التاريخ فى مذكراتها الجديدة. ففى 3 إبريل الماضى، نشرت صحفية نيويورك تايمز السابقة، جوديث ميلر، مقالا فى وول ستريت جورنال بعنوان «حرب العراق والخرافات العنيدة: المسئولون لا يكذبون، ولم أقل شيئا ليس صحيحا بالمرة». بدا فيه موقفها دفاعيا عن آرائها السابقة لتبرير غزو العراق عام 2003، حيث زعمت الكاتبة فى مقالها أن «الروايات الزائفة بشأن ما فعلته باعتبارها مراسلة لصحيفة النيويورك تايمز وقت الغزو الأمريكى للعراق، تستحق الرجوع عنها»، جاء هذا بالتزامن مع طرح كتابها الجديد «القصة: رحلة صحفية». والمقال بحسب مراقبون، رغم أنه جاء لإعادة تأهيل الذات، فإنه ليس مرجحا أن أصدقاء ميلر فى «إعلام التيار العام» سيتناسون نتيجة حرب العراق، والتى كانت قارعة طبولها الأولى، مقتل أكثر من مليون شخص عراقى وأكثر من 4500 جندى أمريكى. ليتوالى بعد ذلك انتشار الفوضى بالعراق ومن ثم المنطقة الأوسع للدول المحيطة به. وتبدأ ميلر مقالها فى وول ستريت جورنال، بأسلوبها القديم وهو إثبات القضية بإثبات فساد نقيضها، قائلة: «لقد جررت أمريكا إلى الحرب فى العراق»، إلا أن مفتش الأممالمتحدة السابق فى العراق، سكوت ريتر، أصر على الرد على مقالها، معتبرا أن رأيها هو تحريفى بالأساس، بعدما كانت أحد أسباب ادخال العراق فى دوامة الفوضى. يقول ريتر: «لم تجر ميلر واشنطن إلى الحرب فى العراق. بل إن صحفية بثقلها لا يمكن افتراض أنها اغتصبت سلطات الحرب الخاصة برئيس الولاياتالمتحدة، أو حتى اختصاصات الكونجرس الدستورية، إلا أن خطأها يقع فى الأساس لكونها صحفية سيئة». ريتر، يتابع، فى مقال بدورية فورين أفيرز الأمريكية، واسعة الانتشار: «يمكنها محاولة إخفاء تداعيات عملها السيئ فى جائزة بوليتزر، أو ذكر منجزات سابقة مثل إجازة كتب أكثر مبيعا، لكن يبقى فى النهاية، أن مثل هذه المحاولات تشبه ما سعى إليه وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، كولين باول، لتذكير الناس بماضيه كمستشار أمن قومى للرئيس ريجان أو كرئيس للأركان فى عهد الرئيس جورج بوش الأب والرئيس بيل كلينتون». هذا الأمر فى نهايته، يتابع ريتر، سوف يُحكم على باول ليس بناء على منجزاته السابقة، بل على فشله الأكبر وهو ظهوره أمام مجلس مروجا لتهديد أسلحة الدمار الشامل العراقية الوهمى على أنه أمر يستحق الحرب، وبذات الطريقة سوف يُحكَم على جوديت ميلر بإجازتها لقصص مشكوك فى مصدرها وغالبا ما كانت مضللة، ولاسيما فى أثناء متابعتها الدقيقة لفريق ألفا بالجيش الأمريكى الذى كان يطارد أسلحة الدمار الشامل فى عمليات الغزو. المفتش الأممى السابق، يمضى فى رده على ميلر، قائلا، «ربما لم تجر ميلر بمفردها أمريكا والعالم إلى الحرب، لكن من المؤكد أنها قامت بدور محورى فى بناء الحجة العامة للهجوم على العراق القائمة على تقارير صحفية زائفة، والاعتماد المبالغ فيه على مصدر واحد ذى مصداقية مشكوك فيها، وهو أحمد الجلبى رئيس المؤتمر الوطنى العراقى»، مضيفا، أن حقيقة اختيارها لإبقاء مصدرها مجهلا يؤكد تعمد تضليلها للرأى العام الغربى والأمريكى. ويتذكر ريتر، كيف كذبت ميلر فى تقريرها حول تأكيد وجود أسلحة دكار شامل فى العراق، والذى تصدر الصفحة الأولى للنيويورك تايمز (أوسع الصحف انتشارا فى الولاياتالمتحدة)، وذلك نقلا عن مصادر مجهلة فى الخارجية والأمريكية ووكالة المخابرات المركزية، والتعامل مع التقرير فى الإعلام الأمريكى والغربى على أنه سبق صحفى. ويتابع ريتر، رده على ميلير، بشأن عزمها نشر كتابها الجديد، قائلا، إن إعادة كتابة ميلر للتاريخ للتغطية على إخلالاتها المهنية فى مجال الصحافة، هو أحد أسوأ الاخطاء التى سيقع فيها الأمريكيون مجددا، فأخطاؤها كانت سببا رئيسيا فى مقتل مئات الآلاف فى العراق». ويمضى ريتر: «مع إصرار ميلر على اصدرا كتابها الجديد، ألم تعلم أن هناك أدلة كثيرة على أن ما حدث فى أروقة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية قبل شهور من بدء الغزو للعراق، كان قائما بالأساس على سياسة شن الحرب من أجل تغيير النظام العراقى، وأن هذا ما أثبتته مذكرة داونينج ستريت القائمة، بعد أعوام من الغزو».