بدأت أيام الشهر الكريم أعاده الله على الإنسان فى كل مكان بخير وأمان ورضا وأتم نعمته على عباده المسلمين بقبول صوم من صام لرؤيته وقبول اجتهاد من قبل رخصته. اللهم آمين. حديثى اليوم قارئى العزيز عن تجربة تتكرر معى دائما فى بدايات الشهر الكريم. حوار أتوقعه وأسئلة انتظرها تلك التى تأتينى دائما بمجرد أن أنهى كشفى على مريضى: أظننى بالطبع قادر على صيام هذا العام.. أم أن لك رأيا آخر؟ تعودت أن يأتينى هذا السؤال دائما من مريض يعرف أن لى رأيا آخر. حينما أبدأ فى شرح أسبابى تلاحقنى تعبيرات وجهه وامتعاض ملامحه كأنما هو يتشكك فى صحة حديثى وسلامة عقلى! الصوم عبادة لا يخلو منها دين وتعرفها كل العقائد والمذاهب. كل صوم وفقا لما يعتقد بالصورة التى توظف الصوم كوسيلة تعلى من شأن فكرة ما وتتمم كمالها. صوم رمضان بلا شك فريضة لها تداعياتها القاسية على جسم الإنسان ووظائف أعضائه المختلفة. لكنه فرض من الله سبحانه وتعالى فرضه على القادر منا وأتى غير القادر رخصة فقبل منه أعذار السفر والمرض وشمل المرأة بكرم أكبر وترفق لهم جميعا فوعدهم بذات الجزاء الذى أعده لمن أتم صيام هذا الشهر. أعجب كثيرا لتسابق الأطباء فى مختلف التخصصات للإشادة بفوائد الصيام فى مختلف وسائل الإعلام. الصوم يخفض الضغط العالى ويعالج هبوط القلب وينظم مستويات السكر فى الدم ويعالج جلوكوما العين وأمراض الجلد! إذا كان الأمر كذلك لفرضه سبحانه وتعالى على المرضى قبل الأصحاء. أنا لا أتردد على وجه الإطلاق فى شرح حقيقة أثر صيام رمضان على حالة مريضى بسيطة كانت أو لحقتها المضاعفات. أشعر بالرضا إذا ما استجاب لحديثى فتلك بلاشك مسئوليتى الكاملة لست فقيها ولا أدعى معرفة ما لا قبل لى بمعرفته. لكننى فى موقعى كطبيب مصدر ثقة اعتز تماما بكونى جزءا مكملا لتلك المنظومة وأرى أن فى ذلك أمانة تحتمها رسالة يلتقى فيها الطب والدين معا. صيام رمضان فريضة لها تداعياتها القاسية لكن الفرض لا يناقش لأنه كلما عمق الإيمان فى النفس قلت تساؤلاتها.