قال وضاح خنفر، المدير العام السابق لقناة الجزيرة القطرية، إنه مر ثلاث سنوات على ثورة يناير 2011، والتي ابتهج العالم بعدها «بأن عهد الديكتاتوريين انتهى، لكن الآن يأتي يزداد التأكد من أن هذه الآمال كانت تستند إلى أساس غير سليم مع الحكم في محاكمة جماعية على 683 شخصًا بالإعدام». وأضاف «خنفر»، في مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن حرية الإعلام في مصر الآن تدهورت لمستويات غير مسبوقة، مشيرًا إلى تصنيف «لجنة حماية الصحفيين» مصر في المرتبة الثالثة كأكثر الدول «دموية» للصحافة العام الماضي. ولفت إلى أنه تم إغلاق قنوات تليفزيونية، والهجوم على مكاتب المحطات التليفزيونية الأجنبية، وقتل 6 صحفيين، واعتقال أكثر من 20 صحفيًّا، من بينهم 4 أجانب، وأنه تتم محاكمة العديد منهم بتهم منها «نشر معلومات خاطئة وحتى التعاون مع منظمة إرهابية وهي الإخوان المسلمين، والتعاون يعني ببساطة إجراء حوارات مع أعضاء في الجماعة أو تغطية مظاهراتهم وأنشطتهم». وفي مقاله، أشار خنفر كذلك إلى أن «الأنظمة العربية حاولت احتكار الإعلام لعقود، واليوم تلجأ السلطات المصرية لنفس الأساليب، وهي اتهام وسائل الإعلام الحرة بالتآمر ضد الدولة، ونشر معلومات خاطئة، وربما التجسس لصالح القوات الأجنبية». كما ذكر أن «قمع حرية التعبير فشل مرة بعد مرة، مع بث تطورات الثورات عبر التليفزيون والإنترنت ومواقع الشبكات الاجتماعية، وأن الأنظمة التي هاجمت حرية التعبير بشراسة أكثر كانت الأكثر هشاشة وضعفًا عند مواجهة ثورات الشباب». وضرب المدير العام السابق لقناة الجزيرة القطرية مثالًا بتونس، قائلًا إن «الدولة العربية الوحيدة التي لم تسمح بعمل قناة الجزيرة داخلها، كانت الدولة الأولى التي تواجه غضب الشارع، وأن استخدام الإعلام المسيطر عليه لإخفاء الحقائق وخدمة الاستبداد كان أحد العوامل الرئيسية وراء الثورة». وأضاف: «اليوم، يعيد الجيش في مصر الأساليب نفسها، وسوف يواجه الفشل نفسه»، متهمًا شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد الموالية للحكومة ب«تلفيق الحقائق والتشجيع على العنف ضد المتظاهرين»، معتبرًا أن مثل هذه الممارسات تسرع من سقوط النظام. وأشار خنفر إلى أنه في السنوات الثلاث الماضية، تغير الكثير في العالم العربي، فتحطم حاجز الخوف، وتضاعفت وسائل التعبير، وظهر جيل جديد من النشطاء والمواقع وصحافة المواطن. ولفت إلى أنه «من الصحيح أن الإعلام التقليدي الموجه، والذي يتم التأثير عليه من قبل الدولة، كان ناجحًا في التحريف، والخداع، وتشويه سمعة المعارضين، مثل أولئك الذين حكم عليهم بالإعدام مؤخرًا، ولكن تأثيره محدود وقصير الأجل، ويثير غضب الشعب ضد من يسيطر عليه». واختتم ضاحي خنفر، مقاله في الجارديان، قائلا: «الانتكاس في المسار نحو الديمقراطية وحرية التعبير هو مجرد زوبعة قصيرة الأجل لن تقضي على رغبة الشعب في الحرية والعدالة والكرامة، فالأمل في تحقيق هذه الأمور هو آخر شيء سوف يتخلى عنه الناس».