أكد الكاتب والصحفي الفلسطيني وضاح خنفر، المدير العام السابق لقناة الجزيرة، إن الأساليب القمعية التي يمارسها النظام المصري مصيرها الفشل، وتعجل بسقوطه. وأضاف خنفر، في مقال بصحيفة «الجارديان» البريطانية اليوم الأثنين، إن شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد الموالية للنظام، تقوم بتزييف الحقائق وتشجع العنف ضد المتظاهرين. ورأى الكاتب الفلسطيني أن الحكم بالإعدام على 683 شخصا يؤكد أن الآمال التي تلت ثورة 25 يناير بانتهاء عهد الطغاة لم تستند على أساس سليم، واصفاً استمرار حبس الصحفيين بمصر بأنه «أمر مروع» و«غير عادل»، مؤكدا في الوقت نفسه أن المصريين لن يتخلوا عن بلوغ ديمقراطيتهم. وتابع خنفر: «في عام 2011، تفاءل الصحفيون العرب ببداية حقبة جديدة تنهي عقود من مراقبة وسائل الإعلام، لكن اليوم تدهورت حرية الإعلام في مصر بشكل غير مسبوق». وأشار إلى أن لجنة حماية الصحفيين صنفت مصر العام الماضي ك”ثالث أكثر البلدان دموية” بالنسبة للصحفيين، في حين تم إغلاق محطات تليفزيونية، مضيفا: «هجمت مكاتب مقرات تلفزيونية أجنبية، وقتل 6 صحفيين، واعتقل أكثر من 20 آخرين، منهم 4 أجانب، وحكم العديد منهم باتهامات تتعلق بنشر معلومات كاذبة والتعاون مع منظمة إرهابية “الإخوان المسلمين”»، وفقًا للمقال. وأوضح الكاتب أن الأنظمة العربية حاولت احتكار وسائل الإعلام على مدى عقود، مشيرا إلى أن السلطات المصرية تتبع الأساليب نفسها، حيث تتهم وسائل الإعلام الحرة بالتآمر ضد الدولة، ونشر معلومات كاذبة، والتجسس لصالح قوى أجنبية. وأضاف خنفر: «قمع الحريات كان مصيره الفشل تلو الآخر، إذ أن مستجدات الثورة تبث عبر التلفاز والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي»، مشيرا إلى أن الأنظمة التي هاجمت حرية التعبير بشراسة، كانت الأكثر هشاشة وضعفاً عند مواجهة ثورات الشباب. وأوضح أنه خلال السنوات الثلاثة الماضي، تغير الكثير في العالم العربي، إذ انهدم جدار الخوف، وتضاعفت وسائل التعبير وظهر جيل جديد من النشطاء والمواقع الإخبارية والمواطنين الصحفيين. وتابع: «صحيح أن وسائل الإعلام التقليدية التي توجهها الدولة نجحت في تشويه وشيطنة المعارضين، مثل أولئك الذين حكم عليهم بالإعدام مؤخرا، لكن تأثير ذلك سيكون لفترة قصيرة، و سيثير الغضب ضد من يسيطرون عليها». واختتم الكاتب مقاله، بقوله: «الانتكاسة التي حدثت في الطريق نحو الديمقراطية وحرية التعبير مجرد زوبعة قصيرة الأجل لن تقضي على رغبة الشعب في الحرية والعدالة والكرامة، وسيكون الأمل في تحقيق هذه الغايات آخر شيء يمكن أن يتخلى عنه الناس».