تحت عنوان "قمع حرية التعبير فى مصر سيفشل لا محالة"، نشرت صحيفة (جارديان) البريطانية تقريراً للمدير العام السابق لقناة الجزيرة "وضاح خنفر"، يشن خلاله حملة انتقاد موسعة ضد النظام الحاكم فى مصر وأنه بقمعه لحرية التعبير يعجل بسقوطه. استهل الكاتب الصحفى الفلسطينى "خنفر"، تقريره منتقداً استمرار حبس الصحفيين ووصفه بأنه أمر غير عادل، مؤكداً أن المصريين لن يتخلوا عن حلمهم للحصول على ديمقراطيتهم. أضاف "خنفر" أنه منذ 3 سنوات قام الشباب المصرى بثورتهم العظيمة التى استغرقت 18 يوماً، وبعد ذلك ابتهج العالم بأن عهد الطغاة قد انتهى. ولكن الآن بات مؤكداً أن هذه الآمال كانت على أساس غير سليم، فى ظل الحكم الذى أقرته إحدى المحاكم بالإعدام على 683 شخصاً. ومضى خنفر قائلاً: أصبح الأمر مثيراً للقلق خصوصاً فى ظل عدم الإفصاح عن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان التى تجرى الآن. ففى عام 2011 شعر العديد من الصحفيين العرب بالتفائل بأن حقبة جديدة ستبدأ، وأن عقود السيطرة على وسائل الإعلام الرسمية فى مصر قد انتهت، ولكن اليوم، تدهورت حرية وسائل الإعلام فى مصر إلى مستويات غير مسبوقة. ولفت "خنفر" إلى أن لجنة حماية الصحفيين وضعت مصر بالمرتبة الثالثة ضمن الدول الأكثر دموية بالنسبة للصحافة فى العام الماضى، فقد أغلقت العديد من محطات التلفزيون، وهوجمت مكاتب محطة تلفزيونية أجنبية، وقتل ستة صحفيين، واعتقل أكثر من 20، بينهم أربعة صحفيين أجانب، وجميعهم يتم اتهامهم بنشر معلومات كاذبة والتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين. وتابع "خنفر" قائلاً: حاولت الأنظمة العربية احتكار وسائل الإعلام على مدى عقود. واليوم تلجأ السلطات المصرية إلى الأساليب نفسها، فوجهت الاتهامات لوسائل الإعلام الحرة بالتآمر ضد الدولة، ونشر معلومات كاذبة، وربما الأكثر إثارة للشفقة، هو اتهامهم بالتجسس لصالح الدول الأجنبية. وأشار "خنفر" إلى فشل مصير قمع الحريات، فكان دائماً يتم بث حقائق الثورات عبر شاشات التلفزيون والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، مضيفاً: "الأنظمة التى هاجمت حرية التعبير بشراسة، كانت الأكثر هشاشة وضعفاً عند مواجهة ثورات الشباب". وقال "خنفر" إن تونس، البلد العربى الوحيد الذى لم تسمح بعمل قناة الجزيرة أبداً، واجهت غضب الشارع. واستخدمت وسائل الإعلام التى تسيطر عليها لإخفاء الحقائق ومن أجل خدمة الاستبداد الذى كان أحد العوامل الرئيسية وراء الثورة. اليوم، الجيش فى مصر يكرر هذه الأساليب نفسها، ولكنه سوف يواجه الفشل نفسه، حيث يخفى ويغير الحقائق على شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد الموالية له بل ويشجعون على العنف ضد المتظاهرين، ومثل هذه الممارسات تعجل بسقوط النظام. واستطرد الكاتب الفلسطينى قائلاً: خلال السنوات الثلاث الماضية، تغير الكثير فى العالم العربى، فقد انهدم جدار الخوف، وتضاعفت وسائل التعبير وظهر جيل جديد من النشطاء والمواقع الإخبارية والمواطنين الصحفيون. وأكد أنه على رغم نجاح وسائل الإعلام التقليدية التى توجهها الدولة فى تشويه وشيطنة المعارضين، مثل أولئك الذين حكم عليهم بالإعدام أخيراً، إلا أن تأثير ذلك سيكون لفترة قصيرة، وسيثير الغضب ضد من يسيطرون عليها. وختم المدير السابق لقناة الجزيرة القطرية مقاله قائلاً: الانتكاسة التى حدثت فى الطريق نحو الديمقراطية وحرية التعبير مجرد "زوبعة" قصيرة الأجل لن تقضى على رغبة الشعب فى الحرية والعدالة والكرامة، وسيكون الأمل فى تحقيق هذه الآمال آخر شىء يمكن أن يتخلى عنه المواطنون.