اليوم 4 مايو 2014، للمرة الرابعة على التوالي يحتفل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بعيد ميلاده خارج القصر الجمهوري منذ تنحيه عن الحكم في 11 فبراير 2011 بعد ثورة 25 يناير. يحتفل مبارك هذه المرة بعيد ميلاده ال86 داخل محل إقامته الجبرية في مستشفى المعادي العسكري، وقد احتفل بعيد ميلاده الأول منذ تنحيه وال83 من عمره على سرير المرض بجناحه بالطابق الثالث بمستشفى شرم الشيخ الدولي. وتحرص سوزان ثابت زوجة مبارك على الاحتفال بهذه المناسبة معه وتجميع الأسرة الصغيرة المكونة منه وهي وزوجتي نجليه خديجة الجمال وهايدي راسخ وحفيديه عمر نجل علاء وفريدة بنت جمال، وذلك خوفا منها من الانهيار المفاجئ لصحة زوجها. كما أن هناك عددًا من المواطنين ورجال الأعمال الذين كانت تجمعهم صداقة بالرئيس الأسبق حرصوا على التواصل معه في هذه الظروف من خلال الاتصالات التليفونية وإرسال الورود له. في عيد ميلاده ال84، احتفل مبارك في 4 مايو 2012 داخل المركز الطبي العالمي، محبوسًا على ذمة قضايا قتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير. وكانت هذه هي المرة الثانية التي يحتفل مبارك فيها بيوم مولده معزولا من جميع مناصبه، ولا يتصدر خبر عيد ميلاده الصفحات الأولى من الصحف والمجلات المصرية خاصة القومية، حيث كان الجميع منشغًلا بانتخابات رئاسة الجمهورية. وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلة، حينها: إن "اليوم عيد ميلاد مبارك ويحتفل انصاره المسمون أنفسهم بجماعة «اآسفين يا ريس» بعيد ميلاده ويتمنون أن تكون هذه المناسبة فألا حسنا عليه". أول عيد ميلاد في عهد الإخوان في 4 مايو 2013، كان عيد ميلاد مبارك ال85 مختلفًا بعض الشيء عن الأعوام السابقة، فهذا العام يحتفل به من خلف القضبان داخل مستشفى سجن طرة، كما أنه أول عيد ميلاد له بعد وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم، حيث كان ينفذ حكم المؤبد الذي صدر ضده في قضية قتل المتظاهرين. وأعلن وقتها عدد من أنصاره الاحتفال بذكرى ميلاده، بميدان مصطفى محمود بالمهندسين، كما خصصت الإذاعة الإسرائيلية حينها خبرا للإشارة إلى احتفال مبارك بعيد ميلاده الخامس والثمانين بمستشفى سجن مزرعة طرة. وتقدمت صفحة «أنا آسف يا ريس»، بالتهنئة للرئيس السابق مبارك بمناسبة عيد ميلاده ال85، ونشرت سجل النياشين والميداليات والجوائز التي حصل عليها الرئيس الأسبق. أول عيد ميلاد بدون الإخوان يأتي عيد ميلاد مبارك ال86 والذي يحتفل به اليوم 4 مايو 2014، وهو أكثر الأعوام تفائلًا عن قبلها رغم كبر سنه ووجوده أيضًا في المستشفى العسكري تحت الإقامة الجبرية محبوسًا على ذمة إعادة محاكمته في قضية قتل المتظاهرين، حيث رحل عن الحكم من تولى بعده (جماعة الإخوان)، فضلا عن تحرير عشرات التوكيلات الرسمية بالشهر العقاري طالبته بالترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة. تحية من وراء القضبان وأخرى خلف الستار لوح مبارك لأنصاره مبتسما وكررها أكثر من مرة في بعض الجلسات أثناء محاكمته. بينما كانت المرة الأولى التي يفعلها مبارك، حينما خرج لأنصاره ملوحا لهم من خلف ستار شرفة غرفته بالمستشفى العسكري في المعادي، والذين جاءوا لتهنئته بذكرى تحرير سيناء في 25 أبريل الماضي. توكيلات مبارك حرر عشرات المواطنين، توكيلات تطالب الرئيس الأسبق بالترشح لرئاسة الجمهورية لعام 2014، وذلك في بعض المحافظات منها كفر الشيخ، والبحيرة، والإسماعيلية وأسيوط. وقال أحمد ياسين حسن أحمد، إنه غيّر صورة حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بصورة ل«مبارك»، وحرر أول توكيل في أسيوط لمبارك ل"قناعته بمكانته وإنجازاته"، على حد تعبيره. الثورة في النازل في 2 فبراير 2013، قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري: إن "الشعب المصري يجب أن يترحم ويندم على ضياع أيام الرئيس السابق محمد حسني مبارك"، معتبرًا أن "العنف الذي تشهده البلاد في عهد الإخوان المسلمين والدكتور محمد مرسي لم يكن ليراه أي مواطن في زمن مبارك"، وذلك خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الحياة اليوم». «نكسة يناير» وصف المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، في 9 يوليو 2013، ثورة 25 يناير ب«النكسة»، مشيرا في مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى بقناة «التحرير» إلى أن "الثورة الحقيقية يوم 30 يونيو". نشرت بوابة «الأهرام» الإلكترونية، مقالا بعنوان «نهاية عمرو حمزاوي» ووصفت فيه ثورة يناير ب«النكسة». وفي معرض الكتاب عام 2014، شهد جناح مؤسسة الأهرام عرض كتابين الأول حمل عنوان: «نكسة 25 يناير.. الإخوان الكاذبون الفاشلون.. الجزء السادس من رواية عملية إسقاط مصر»، والثاني بعنوان: «نكسة 25 يناير.. ثورة الخنافس والعقارب»، وكلاهما لمؤلف واحد يدعى محمد صلاح السعيد الشربيني، بحسب ما نشرته صحيفة «الوطن»، في 29 يناير الماضي. من جانبه، قال الإعلامي توفيق عكاشة مالك قناة الفراعين الفضائية، خلال برنامجه «مصر اليوم»: إن "25 يناير وما تبعها وكسة كبرى حلت على مصر"، جاء ذلك في 20 يناير 2014 قبل إحياء ذكرى الثورة الثالثة ب5 أيام. حسن شحاته ومبارك وجه حسن شحاته المدير الفني السابق للمنتخب الوطني، الشكر إلى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لمساندته له خلال الفترة التي حقق بها الألقاب الثلاثة ببطولة الأمم الإفريقية. جاء ذلك خلال حفل تكريمه بمقر اتحاد الكرة في 31 مارس الماضي، بعد حصوله على لقب «رياضي السنة في إفريقيا» من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم. يشار إلى أن شحاته قال في لقاء تلفزيوني على فضائية «التحرير»، في 25 مايو 2011: إن "مشاركته في مظاهرة تأييد الرئيس الأسبق كان نابعا من داخلي، وليس هناك أي توجيهات دفعتني لذلك"، وتمنى أن يغفر له الجمهور هذا الموقف. وتعرضت ثورة يناير بعد 30 يونيو للكثير من الهجوم، وأحدث ذلك انقساما في بعض الحركات والقوى السياسية وعلى الساحة الإعلامية أيضًا. ومن المفارقات أن يوافق يوم مولد الرئيس الأسبق حسني مبارك، مولد القيادي الإخواني خيرت الشاطر، كما أنه يأتي في ذكرى افتتاح سجن طرة 4 مايو 1928، في عهد وزير الداخلية الراحل مصطفى النحاس.