لافتات كبيرة تعتلى المنازل عليها صور المشير عبد الفتاح السيسى، بداية من مسجد الحسين مروراً بشوارعه الضيقة، حتى منطقة خان الخليلى وصولا لحى الجمالية، كما لا تخلو المحال التجارية من الصور ذاتها، وأيضاً عربات الباعة الجائلين الذين افترش عدد منهم نواصى الشوارع لبيع الكروت المطبوع عليها صور المشير، وبما أن هذه الشوارع سياحية، فقد كتب الأهالى العبارات باللغة الانجليزية، لإظهار مدى حبهم للرجل أمام الأجانب. فى هذه الحارات وبين أزقتها ومساجدها عاش السيسى فى واحد من أقدم أحياء قاهرة المعز، وتحديدا فى حارة «البرقوقية» نسبة إلى سيف الدين برقوق، قائد جيش مصر فى عصر الشراكسة. «الشروق» جابت أرجاء الحى العتيق والتقت جيران وأقارب المشير، لرصد رود أفعالهم حول ترشحه لرئاسة الجمهورية. البداية كانت من مقر حملة «كمل جميلك» بحارة الخرنفش، حيث التقينا برئيس الحملة الحاج على حصان، الذى أكد أنه عاش مع السيسى فى منزل واحد منذ ولادته حتى اصبح رائداً وقال: «لا أحد يصلح لرئاسة مصر غيره»، مدللا على ذلك بأنه رجل حازم وصارم فى قرارته. الرجل أكد أن أهالى الحى من التجار واصحاب محال الذهب بالحسين، وافقوا على انشاء صندوق تبرعات بعد ترشح السيسى رسمياً، للإنفاق على حملته، كما أنهم بصدد تأسيس حزب سياسى يجمع كل اعضاء حملة كمل جميلك، التى استطاعت ان تجمع، بحسب كلامه، 25 مليون استمارة للموافقة على ترشح المشير. واشار إلى أنهم سوف يقدمون رؤية اقتصادية للمشير بعد توليه منصب الرئيس، وأن هناك علاقات أسرية لا تزال قائمة بينه وأسرة السيسى، ويتم تبادل الزيارات فى المناسبات العائلية خاصة مع شقيق المشير الأكبر المستشار أحمد. وبسؤاله عن ممول الحملة قال: «القائمون عليها هم من يمولونها، وليس لأى جهة علاقة بنا، والبوسترات نطبعها فى مدينة 6 أكتوبر، ويمتلك المطبعة أحد أعضاء الحملة ويدعى بشير عبد السلام»، مشيرا إلى أنهم طبعوا نحو 2 مليون بوستر لدعم السيسى. وأكد الحاج على أن السيسى لم ينتم يوما لأى حزب سياسية، ولم يشارك فى أى منها، لأنه كان مهتما بدراسته فى الكلية الحربية، وأنه من اسرة متدينة ولدية 4 ابناء مصطفى ومحمود وحسن وآية، متمنياً أن يقوم السيسى بعمل عدة مشاريع لخدمة أهل الحى. وقال: «السيسى كان ملتزما بحضور دروس الشيخ الشعراوى كل يوم جمعة بمسجد الحسين بعد صلاة العصر، وكان يومياً منذ صغره بعد عودته من المدرسة، يساعد والده فى البازارات التى يمتلكونها حتى الآن بشارع خان الخليلى». يقول عاطف الزعبلاوى، احد جيرانه فى حارة البرقوق، إن السيسى سوف يختار مجموعة من المستشارين ليساعدوه فى الخروج من الازمات التى تمر بها مصر حاليا، مؤكدا أنه حال فوزه ستنتهى الفوضى التى عانى المصريون منها منذ 25 يناير 2011. وأضاف: «الإخوان مش هيسيبوه يشوف شغله، لكن الشعب كله هيقف ضدهم فى حالة اصرارهم على تعطيل البلاد، واحنا فى الجمالية سنقدم برنامجا اقتصاديا وضعه أكبر الخبراء، لمساندة السيسي»، مشيراً إلى أن الأخير وعدهم بزيارتهم قريبا، بعد غياب عن الحارة لأكثر من 28 عاما. وبسؤاله كيف سيتعاملون فى حال عدم تنفيذ السيسى بوعوده للشعب خلال فترة حكمه، قال: «سنتظاهر ضده»، لكنه استبعد ذلك معللاً بأن من حمى الشعب المصرى من الارهاب واتخذ قرارات صعبة فى توقيت قاتل، ستكون لدية القدرة على الخروج من الازمات، مطالبا الشعب بأن يسانده ويعطيه الفرصة، لكى نرى مصر «أد الدنيا»، بحسب تعبيره. وعلى بعد أمتار قليلة كان يجلس رمضان عبد الرازق، ويعمل سكرتيرا سابقا بالمخابرات، وأحد أبناء حارة «الخرنفش»، حيث بدأ الحديث عن أيام الطفولة مع السيسى فى مدرسة الحسين الاعدادية، ثم التحقا ب«خليل أغا» الثانوية وبعدها دخلا الكلية الحربية، وبعد تخرج السيسى أصبح قليل التواجد فى المنطقة، نظرا لسفره وانشغاله بعمله، مضيفاً: «كان فى طفولته وشبابه نموذجاً للشاب المثالى، ذو خلق وعلم ومتواضع، ويرجع ذلك إلى التربية السليمة» واختتم حديثه قائلاً: «السيسى ده ابن حتتنا وجدع، لذلك سنقف بجانبه وندعمه، لأنه الشخصية القادرة على إخراج الدولة من معترك الفوضى». وتقول فتحية رفعت، ربة منزل وتقيم بحى الجمالية، «أنا فخورة جدا بالمشير السيسى لأنه رجل رفع اسم الحى وأتمنى منه أن يقوم بعمل عدة مشاريع لخدمة أهل الحى، خصوصا أن الفريق السيسى رجل جيد ويراعى دائمًا الأماكن التى عاش فيها». فيما رفض فتحى السيسى، ابن عم السيسى، الحديث عن حياة المشير، مشيرًا إلى أنه يرفض الحديث مع وسائل الإعلام كافة فى الفترة الحالية. وتابع ميخائيل، أحد اصحاب محال الذهب بالحسين، «لا نجد من الشخصيات الموجودة على الساحة الآن، من يستطيع أن يقوم بتلك المهام بنية خالصة وبقرارات صادقة إلا المشير، لأنه شخصية قوية ونطالبه بتطبيق مبادئ الثورة عيش، حرية، عدالة اجتماعية».