لليوم الثاني على التوالي، وللمرة الأولى منذ ثورة 30 يونيو، تواجد "الثوار" بميدان التحرير، إحياء لذكرى محمد محمود، والتي وصفت أحداثها ب«الدموية». وكان عدد من الشباب "الثوري" أعلن منذ أكثر من أسبوع، عن عدد من الفاعليات، المقرر إجراؤها فيما يسمى ب«أسبوع إحياء ذكرى أحداث محمد محمود»، والذي بدأ منذ الاثنين 11 نوفمبر بمسيرات، وتوجت بفاعليات اليوم. منذ صباح اليوم الثلاثاء، قام عدد من الطلاب في جامعات مصر المختلفة، بإحياء ذكرى شهداء "محمد محمود"، حيث تظاهر طلبة جامعة أسيوط، حيث واجهتهم قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع. في الوقت نفسه، خرجت عدد من التظاهرات، من جامعات عين شمس، وحلوان، والمنصورة، وطنطا، وبورسعيد، وطب بنها، ليلتقي طلاب جامعة عين شمس، بطلاب جامعة الأزهر، مرددين هتافات عن "شهداء محمد محمود"، مطالبين بإسقاط ما أسموه "حكم العسكر". أما طلاب جامعة المنصورة، فقد واجهوا الأمن المتواجد أمام أسوار المبنى، والذي حاول منعهم من الخروج في تظاهرة خارج جدران الجامعة. وتجمعت مسيرات "طلاب القاهرة" من مختلف جامعاتها، في محطة مترو أنفاق "محمد نجيب" حيث تظاهروا هناك مرددين هتافات ضد "حكم العسكر"، ومتوعدين "بثورة جديدة"، ومذكرين بالشهداء الذين سقطوا في محمد محمود 2011، وفي الذكرى الأولى لها في عام 2012، وتوجهت مجموعات الطلاب، ومن انضم لهم من المواطنين إلى ميدان طلعت حرب لينضموا إلى المسيرة الرئيسية التي اتجهت في الخامسة عصرًا إلى شارع "محمد محمود". لم يختف العمال عن المشهد اليوم، فقد خرج مئات العمال في مسيرة عمالية لميدان عبد المنعم رياض، رافعين لافتات "حقوق العمال خط أحمر.. شهداء ثورتنا تاج على رءوسنا". وكذلك أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديهم، لم يكونوا ليختفوا عن الصورة، فقد خرجت مسيرتان لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، إحداهما في العباسية، وتوجهت محاولة الوصول إلى وزارة الدفاع إلا أنها لم تنجح في ذلك. بينما انطلقت التظاهرة الثانية في محطة مترو أنفاق "كوبري القبة"، ليتجمع المتظاهرون أمام قصر القبة الرئاسي، ليهتفوا مطالبين بعودة "مرسي" وضد وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، رافعين صور الرئيس المعزول و"علامات رابعة"، وقد قام الأمن بمد الأسلاك الشائكة حول القصر، مخلين المنطقة هناك من التواجد الأمني بعد ذلك، إلا أن المتظاهرين قاموا بالانسحاب من المنطقة بعد صلاة المغرب، ليعود الهدوء إلى المكان بعد حالة "التأزم المروري" التي أصابتها في وقت سابق. وعلى الرغم من أن سقوط جابر "جيكا" كان في الذكرى الأولى لأحداث "محمد محمود" إلا أن إحياء ذكراه كانت حاضرة بقوة، عبر الجرافيتي الذي رسم على الجدران، واللافتات التي تم رفعها، وكذلك عبر الهتافات التي تُذكر بمقتله، ودور "الداخلية" و"الإخوان" في ذلك. لم يقتصر تذكر مقتل "جيكا" على ذلك، بل خرجت تظاهرة من أمام منزله في منطقة عابدين لتتجه إلى شارع محمد محمود، لتشارك في إحياء ذكرى الشهداء، وكذلك خرجت تظاهرة أخرى من محطة مترو "جمال عبد الناصر" تضم العشرات من أصدقاء "جابر" لتتوجه إلى شارع "محمد محمود" كذلك. وقد توافد الآلاف من المواطنين، و"شباب المتظاهرين" على ميدان التحرير، وعلى شارع "محمد محمود"؛ ليشاركوا في فاعليات اليوم، حيث شاركت حركة 6 إبريل بجبهتيها، وكذلك حركة الاشتراكيين الثوريين، وشباب ألتراس، كما قامت جبهة طريق الثورة "ثوار" بتنظيم عدد من فاعليات اليوم. وقام المتظاهرون بوضع "نعوش رمزية" على مدخل الشارع معبرين بها عن ذكرى أصدقائهم الذي استشهدوا في الميدان، مرددين هتافات ضد "الإخوان" و"داخلية" و"حكم العسكر"، وهاتفين "يسقط كل من خان عسكر – فلول – إخوان"، وعلقوا لافتة "خاص بالثوار ممنوع دخول العسكر – الفلول – الإخوان" فوق مدخل شارع "محمد محمود" منذ أمس. لم يخلو ميدان التحرير من الاشتباكات اليوم، حيث قام العشرات من مؤيدي "الفريق السيسي" ومؤيدي "الجيش والشرطة" بالاشتباك مع المتظاهرين بالميدان، وجرت حالات من "الكر والفر" والتراشق بالحجارة في الميدان. مؤيدو الفريق "السيسي" تواجدوا كذلك على الساحة اليوم، حيث تجمعوا أمام دار القضاء العالي بشارع 26 يوليو، رافعين صور "السيسي" احتفالا بذكرى ميلاده، وقد قامت قوات الجيش بإغلاق الشارع، منعًا لأي اشتباكات تحدث بين "المؤيدين" و"المعارضين". وقد حلقت طائرات وزارة الداخلية فوق "الميدان" والشوارع المحيطة به، في الوقت الذي كتب العشرات عبارات احتجاجية فوق بقايا النصب التذكاري، الذي أقيم مؤخرًا بالميدان، وقام عدد من النشطاء أمس بتحطيمه. ورغم تواجد المتظاهرين في الميدان لإحياء ذكرى الشهداء، إلا أنهم لم ينسوا مباراة (مصر – غانا)؛ حيث قاموا بوضع شاشة عرض أمام كنتاكي، ليشاهدوا المباراة في "الميدان"، والتي انتهت بفوز مصر في المباراة، وخسارتها فرصتها في التأهل إلى كأس العالم. وقد قامت هيئة الإسعاف بالإعلان عن وجود 17 إصابة في أحداث اليوم، تركزت في ثلاث محافظات، وحظي ميدان التحرير بثلاثة من هذه الإصابات حتى الآن. ورغم انتهاء الفاعليات المعلن عنها لإحياء ذكرى شهداء "محمد محمود"، إلا أن الميدان وشارع الحرية، كما أطلق عليه الناشطون، ما زال مليئًا بالمتظاهرين الذين يواصلون الهتاف والاحتجاج والرسم والتعبير عن مواقفهم.