مع ضيقهم من الانقطاع المنتظم للكهرباء، تحول قاطنو قطاع غزة إلى استخدام أنواع جديدة من الطاقة ليبقوا على الكهرباء في منازلهم، فإمدادات الطاقة التقليدية بالأراضي الفلسطينية قد تستنزف وبالتالي فإن الشمس التي تسطع طوال العام قد توفر حلا لاحتياجات القطاع من الطاقة. قال مالك سواحلي مدير شركة شمس النهار لبيع وتركيب لوحات الطاقة الشمسية والتجارة العامة "وتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية أوفر من الماتور (المولد) لأنه الماتور ممكن حصاره عن طريق منع دخول المحروقات. طبعا إحنا توجهنا للطاقة الشمسية لمساعدة المواطن الفلسطيني وتوفير الكهرباء له. وكانت هذه فكرة ممتازة جدا في ظل هذا الحصار القائم." وتعاني غزة من أزمة كهرباء تفاقمت منذ يوليو حين بدأ الجيش المصري حملة على الأنفاق التي تستخدم في تهريب السلع الى قطاع غزة من مصر. وحذرت شركة الكهرباء المحلية في غزة من انها ستوفر الكهرباء للمنازل لمدة ثماني ساعات يوميا فقط في المستقبل المنظور. من هنا فان الطاقة الشمسية تمثل بديلا يوفر الكهرباء ساعات أكثر يوميا لمن يستطيعون تحمل تكلفتها. وقال كهربائي يدعى محمد النجار "على أساس التشغيل عنده. لو شغل التلفزيون.. اللابتوب مثلا.. مروحة في إنارة البيت طبعا البيت عبارة عن 200 متر أو 100 متر طبعا فبيكفي لمدة 8 ساعات" ويقول سواحلي إن كل لوحة تكلف نحو 1000 شيقل إسرائيلي (278 دولارا) وأن كل منزل يحتاج إلى ما بين ثلاث إلى ست لوحات. وكانت اللوحات المستوردة من الصين وألمانيا وكندا تهرب الى غزة عن طريق الأنفاق. لكن ومنذ اغلقت مصر الأنفاق تقول شركات الطاقة الشمسية انها تخشى من نفاد هذه اللوحات قريبا. ويقول فلسطيني يدعة نبيل ابراهيم كان من بين الذين استخدموا لوحات للطاقة الشمسية في منازلهم بغزة انها تطور هائل عن المولدات التقليدية. وأضاف إبراهيم: "في ناس عندها مواتير (مولدات) وكان عندنا مواتير والكهرباء أول اشي الشمس متوفرة ببلاش. بتولد طاقة. ثاني اشي المواتير بتعمل دوشة وازعاج. صارت الكهرباء عندنا تقطع بنص الليل من الساعة 12 لصلاة الصبح او لساعة ستة الصبح. فطبعا فيه استحالة انه نشغل الماتور وسط الدوشة تبعته في أثناء ما الناس نايمة. لكن الطاقة الشمسية بتكون مخزنة عندنا منشغلها بدون اي صوت. هذه ميزة بالنسبة للطاقة الشمسية بالاضافة لعدم توفر الوقود. يعني احنا في مرحلة فيها حصار والوقود شحيح واغلب الناس بدت تستغني عن المواتير و تحول للطاقة الشمسية." وامدادات الكهرباء الغير مستقرة في قطاع غزة سيئة في أفضل أحوالها بسبب الدمار الشديد الذي لحق ببنيتها التحتية أثناء الاشتباكات بين إسرائيل وحركة حماس على مدار السنوات الست الماضية. وتعرضت محطة توليد الكهرباء بالقطاع لدمار كبير أثناء الهجمات الإسرائيلية على القطاع بين عامي 2006 و 2008. وقال المتحدث باسم سلطة الطاقة أحمد ابو عمرين "ايضا استخدام المواطنين للطاقة الشمسية مرهون كما قلت بتوفير تكلفتها العالية نسبيا ومدى احتياجهم لها في حالات الطوارئ والحالات الشديدة لانه هذه التقنية لا زالت تقنية جديدة في قطاع غزة وتعترضها الكثير من التعقيدات والتكاليف العالية. نحن في سلطة الطاقة يعني نقوم بدعم هذه المشاريع ودعم تنفيذها. وندعو المؤسسات المانحة والمؤسسات الخاصة لتبني هذه الاستراتيجية كنوع من تخفيف العجز الذي يعانيه قطاع غزة فيما يتعلق بالطاقة."