طالب ائتلاف شباب القبائل العربية بالفيوم، اليوم، بضرورة عقد اجتماع يضم البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وخالد فهمى، وزير البيئة، وممثلا عن رئاسة الجمهورية، لإنهاء أزمة الدير المنحوت وإزالة ما وصفوه بتعديات رهبان الدير على محمية العيون بوادى الريان، تفاديا لتفجر فتنة طائفية بين «الأعراب» ورهبان الدير. وأكد عادل بوادهم وحاتم اللواج، ممثلا الائتلاف، عقب اجتماعهما مع وزير البيئة والشيخين محمد حسان وناجح إبراهيم، أنهم شرحوا تفصيليا تعديات الرهبان على محمية العيون، وبناءهم ما وصفوه مستوطنة من القلاع، إلى جانب القضاء على المعالم والحياة الطبيعية بالمحمية والعيون الأربعة، وما أسفرت عنه من انقراض بعض الحيوانات النادرة مثل الغزال الأبيض.
من جانبه أكد الراهب داود مكاريوس، المتحدث باسم الدير المنحوت، وجود بروتوكول تعاون بين الدير ووزارة البيئة يضمن بقاءهم فى واحة العيون بدون تحديد مساحة العيون، وأن البروتوكول ينص على إقامة عيون وكهوف للتعبد فيها منذ عام 1995، مشيرًا إلى أن ملكيتهم للدير تعود للقرن الرابع عشر الميلادى، بشهادة المغائر الرهبانية القديمة، وبشهادة جيولوجيا الأرض والحياة الرهبانية بالمكان.
وأضاف: «الإخوة الأعراب يعترضون على بناء السور لأنهم كانوا يأتون بالزائرين الأجانب لزيارة منطقة العيون والدير، ونحن الآن لا نعترض على هذه الزيارات ونرحب بهم فى أى وقت، لأنها مصدر رزقهم ورزقنا أيضا، فالزائر الأجنبى يتبرع لصندوق التبرعات الخاص بالكنيسة».
وبرر إقامة سور حول المحمية بوقوع انفلات أمنى عقب ثورة يناير 2011. وقال: «شيدنا السور لحماية أنفسنا بعد تعرضنا للسرقة وعمليات البلطجة والسطو المسلح، والاستيلاء على الممتلكات الخاصة» .
وهدد الراهب بتدويل قضية الدير فى حال عدم استجابة المسئولين بالدولة للحلول السلمية، مشيرًا إلى أنه تجرى مباحثات مع وزير البيئة لمنع تنفيذ قرار الإزالة الذى صدر لأجزاء بالمحمية، والتوصل إلى حل سلمى لمنع حدوث فتنة طائفية بين رهبان الدير والأعراب، الذين دعوا لهدم السور الخرسانى الذى انشئ حول المحمية، ويمتد طوله لأكثر من 25 كيلو مترا.
من جهته قال المهندس أحمد على، محافظ الفيوم، إن قرار الإزالة الصادر من وزارة البيئة، والخاص بتعديات رهبان الدير المنحوت على محمية العيون وإقامة سور خرسانى حول المحمية يتوقف تنفيذه على مديرية الأمن، والانتهاء من الدراسات الأمنية للإزالة.
من جانبه أوضح د. خالد فهمى، وزير البيئة، أنه عقد لقاءات موسعة مع كافة الأطراف المعنية بالأزمة ، وضمت ممثلين عن السكان المحليين وعرب الفيوم وآخرين عن الكنيسة والدير، وهناك اجتماع منفرد مع القس ليشع ممثل الدير وعدد من رهبان الدير بمقر وزارة البيئة، للوصول إلى حلول نهائية للمشكلة دون التسبب فى أى أضرار لطرف على حساب الآخر لتحقيق سيادة القانون وفرض هيبة الدولة.