"طاقة النواب" توافق على منحة أمريكية لمبادرة تغير المناخ    احتفالا ببدء العام الدراسي.. طلاب «بني سويف الأهلية» ينظمون ممرا شرفيا لرئيس الجامعة    جويتريش يشيد بحكمة وسياسة مصر الرشيدة    مدبولى: نسعى للحفاظ على تماسك الدولة في ظل التحديات الحالية    نتنياهو.. ‬تحت ‬الأرض !!‬    4 شهداء فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي لمخيم النصيرات وسط غزة    الرئيس الكوري الجنوبي يأمر بإرسال طائرة عسكرية لإجلاء رعاياه في الشرق الأوسط    انفراجة في أزمة فتوح.. مفاجأة بشأن زيزو.. إعلان مواعيد السوبر | نشرة الرياضة ½ اليوم 2-10-2024    وزارة إنتاجية «2»    شوقي غريب يحضر مواجهة الإسماعيلي 2005 أمام سموحة    ضبط 65 طن لحوم فاسدة خلال شهر سبتمبر الماضي    «خلطبيطة باند» تشعل حفل «جيلنا»    قبل عرضه.. تفاصيل دور أحمد مالك في «مطعم الحبايب»    جلال يضع اللمسات الأخيرة قبل افتتاح «المهرجان الدولي للفنون الشعبية»    سامية أبو النصر: نقول للشباب أن استرداد الأرض لم يكن سهلا ولكن بالحرب ثم التفاوض    قريبا.. افتتاح قسم الطواريء بمجمع الأقصر الطبي الدولي    قافلة تنموية شاملة لجامعة الفيوم توقع الكشف على 1025 مريضا بقرية ترسا    بوتين يوقع قانونا يسمح بتجنيد المشتبه بهم جنائيا وتجنيبهم الملاحقة القضائية    تغيير كبير.. أرباح جوجل بالعملة المصرية فقط    ظاهرة فلكية تُزين السماء 6 ساعات.. متى كسوف الشمس 2024؟    هل تنتقم فاتن من زوجها بعد الشروع فى قتلها فى مسلسل برغم القانون    نص خطبة الجمعة المقبلة.. «نعمة النصر والإستفادة بدروسها في الثبات»    جولة بحرية بقناة السويس للفرق المشاركة بمهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية    محافظ الغربية يناقش مستجدات الموقف التنفيذي لمشروعات «التنمية الحضرية»    محافظ مطروح يناقش خطة إطلاق ندوات توعوية للمجتمع المدني بالتعاون مع القومي للاتصالات    حبس المتهم الهارب في واقعة سحر مؤمن زكريا المفبرك    مشاركة ناجحة لدار الشروق بمعرض الرياض الدولي للكتاب والإصدارات الحديثة ضمن الأكثر مبيعا    شيخ الأزهر يكرم طلاب «طب أسنان الأزهر» الفائزين في مسابقة كلية الجراحين بإنجلترا    رئيس جامعة الأزهر: الإسلام دعا إلى إعمار الأرض والحفاظ على البيئة    مقتل وإصابة 7 جنود من الجيش العراقي في اشتباكات مع داعش بكركوك    رئيس الوزراء: نعمل على تشجيع القطاع الخاص وزيادة مساهمته    وزير الشباب والرياضة يتابع مجموعة ملفات عمل تنمية الشباب    البورصة المصرية تتحول إلى تحقيق خسائر بعد اتجاهها الصاعد في الجلسات الأخيرة    الحوار الوطني.. ساحة مفتوحة لمناقشة قضايا الدعم النقدي واستيعاب كل المدارس الفكرية    حقوقيون خلال ندوة بالأمم المتحدة: استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان يقوض السلم والأمن الدوليين    وزير الثقافة يلتقي أعضاء نقابة الفنانين التشكيليين (صور)    جوارديولا: جوندوجان لعب أسوأ مباراة له ضد نيوكاسل.. وفودين ليس في أفضل حالاته    جهود «أمن المنافذ» بوزارة الداخلية فى مواجهة جرائم التهريب    عالم أزهري: 4 أمور تحصنك من «الشيطان والسحر»    تفاصيل زيارة أحمد فتوح لأسرة المجنى عليه.. وعدوه بالعفو عنه دون مقابل    متفوقا علي مبابي وبيلينجهام .. هالاند ينفرد بصدارة ترتيب أغلى اللاعبين فى العالم ب200 مليون يورو    قافلة طبية في قرية الشيخ حسن بالمنيا ضمن مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان    جمال شعبان: نصف مليون طفل مدخن في مصر أعمارهم أقل من 15 عامًا    منح الرخصة الذهبية للشركة المصرية للأملاح والمعادن بالفيوم «أميسال»    جامعة المنوفية: إحالة عضو هيئة التدريس صاحب فيديو «الألفاظ البذيئة» للتحقيق (بيان رسمي)    النيابة تطلب تحريات مصرع عامل تكييف سقط من الطابق الثالث في الإسكندرية    الجمعة المقبل غرة شهر ربيع الآخر فلكياً لسنة 1446 هجريا    الكيلو ب185 جنيها.. منفذ "حياة كريمة" يوفر اللحوم بأسعار مخفضة بالمرج.. صور    بالصور.. 3600 سائح في جولة بشوارع بورسعيد    «بونبوناية السينما المصرية».. ناقد: مديحة سالم تركت الجامعة من أجل الفن    رحيل لاعب جديد عن الأهلي بسبب مارسيل كولر    وزير الداخلية يصدر قرارًا برد الجنسية المصرية ل24 شخصًا    ما حكم كتابة حرف «ص» بعد اسم النبي؟ الإفتاء توضح    سقوط 6 تشكيلات عصابية وكشف غموض 45 جريمة سرقة | صور    "أبوالريش" تستضيف مؤتمرًا دوليًا لعلاج اضطرابات كهرباء قلب الأطفال    وزير الري يلتقى السفيرة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل تعزيز التعاون في مجال الموارد المائية    جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع نطاق دعوته لسكان جنوب لبنان بالإخلاء    خبير عسكري: إسرائيل دخلت حربًا شاملة ولن يوقفها أحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر فى طريقها إلى «اللادولة».. وهناك من «يلخبط» قرارات الرئيس
الكتاتنى وعد بإشهار جمعية الإخوان بعد صدور قانون الجمعيات الأهلية
نشر في الشروق الجديد يوم 24 - 02 - 2013

سعى رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوى فى الآونة الأخيرة إلى إدارة اتصالات جبهة الإنقاذ الوطنى مع مختلف أطراف المعادلة السياسية فى مصر، ما جعله قريبا بل وصانعا لعدة مسارات تهدف إلى إنهاء الصراع السياسى الدائر الذى يهدد كيان الدولة، ومن جملة لقاءات بين قيادات الحزب الحاكم والجبهة والتواصل غير المباشر مع مؤسسة الرياسة يكشف البدوى فى حواره مع «الشروق» عن تفاصيل وكواليس مهمة، فى كيفية صنع القرار السياسى، وهو ما جعله يؤكد أن هناك من «يلخبط الرئيس فى اتخاذ القرارات»، بسبب تدخلات واضحة إما من مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان أو من مؤسسات أخرى بالدولة، على حد وصفه، وأن مصر تقترب من حالة «اللادولة» وحذر البدوى من أن الوضع الاقتصادى الراهن يقترب من الانهيار متعجبا من أن الرئاسة لم تلتفت لهذا الوضع حتى الآن، واتهم رئيس حزب الوفد صغار الإخوان بأنهم يطاردون ويلاحقون رموز المعارضة للتشكيك فى دورهم الوطنى ويستخدمون أجهزة الدولة لتحقيق هذا الهدف. وإلى نص الحوار.




• بداية نود معرفة الأسباب التى دعتك للقاء الكتاتنى؟

اللقاءات مع سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، تأتى فى إطار فتح قنوات اتصال للخروج من الأزمة التى تمر بها مصر، وهى أزمة مسئول عنها الحزب الحاكم ومؤسسة الرئاسة والحكومة، وتمس جميع المواطنين، وسفينة الوطن لو غرقت لا قدر الله فلن يغرق الإخوان وحدهم بل سنغرق جميعا، لذا جاءت اللقاءات لفتح منافذ بهدف الوصول لمصالح وطنية شاملة وحوار وطنى جاد.



• وما هى تفاصيل تلك اللقاءات؟

فى المرة الأولى التى التقينا فيها الكتاتنى كان بتنسيق مع بعض قيادات جبهة الإنقاذ، بحضور عمرو موسى وأحمد البرعى، ودار الحوار حول مطالب الجبهة ومنها تشكيل حكومة إنقاذ وطنى، وتعيين نائب عام جديد، وتحدثنا أيضا عن تحقيق العدالة الانتقالية، من خلال قانون يضمن القصاص لشهداء الثورة جميعا، وتشكيل لجنة من قضاة مستقلين للتحقيق فى وقائع سقوط شهداء فى الأحداث الأخيرة، ولجنة لتعديل المواد الخلافية بالدستور، وأكد الكتاتنى انه سينقل مطالبنا للرئاسة، كما أكد أن مؤسسة الرئاسة تدير الأمور باستقلال تام عن حزب الحرية والعدالة، وأن الرئيس يتخذ قراراته بعد استماعه لآراء الأجهزة المعاونة له بمؤسسات الدولة.



• وهل كان اللقاء الثانى مرتبطا بمبادرة حزب النور؟

مبادرة حزب النور كانت الأسبق واجتمعت الجبهة مع قيادات النور بمقر الوفد، وقبل اللقاء الثانى، هاتفنى الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، وأبلغنى أن بعض قيادات «النور» التقوا الرئيس وعرضوا عليه المبادرة التى انتهى إليها اجتماع الجبهة والنور، وأوضح مخيون أن الرئيس وعد بإقالة الحكومة، وتشكيل أخرى جديدة، وهو ما أعلنه نادر بكار علة قناة الحياة، لكن اعقب ذلك تكذيب من ياسر على، متحدث الرئاسة السابق، ثم التقينا حزب النور مرة ثانية، بحضور مصطفى النجار وعبدالرحمن يوسف، وطالب قيادات النور منا حضور الحوار الوطنى بعد أن أكدوا أن الرئيس وعدهم بتنفيذ ما سينتهى إليه حوار النور والجبهة، لكن شددنا على ضرورة وجود أسس للحوار. واقترح مخيون أن يذهب مندوبون عن جبهة الانقاذ والنور فى لقاء غير معلن مع الرئيس تطرح فيها وجهات النظر.



• ولماذا رفضت الجبهة الاجتماع مع الرئيس بشكل غير معلن؟

بعد انتهاء لقائنا مع النور عقدت قيادات الجبهة اجتماعا مغلقا لمناقشة هذا الطرح، وتابع محمد البرادعى معنا المناقشة هاتفيا، وقال إن مثل هذا اللقاء سيثير مشكلات عدة فلا يوجد ما يسمى بلقاء غير معلن مع الرئيس.

بعدها رأينا أن نبلغ الكتاتنى بوجهة نظرنا ومطالبنا، وعقدنا اللقاء الثانى بمنزل البرادعى، وبدأ الحوار بعتاب لطيف، وأكدنا أننا لا نريد إسقاط الرئيس وأن قيادات الجبهة لم تطالب بانتخابات مبكرة، لكن مطالبنا اتمام عملية التحول الديمقراطى بشكل حقيقى، وهو ما تحدث عنه البرادعى، وطرحنا تشكيل حكومة محايدة، وليست حكومة انقاذ وطنى، لان البعض ظن أننا نصر على أن يشارك أعضاء بها، لكن ما نريده هو حكومة كفاءات محايدة، ليس لها انتماءات حزبية تدير مصر فى هذه الفترة.

وتحدث البرادعى عن ملفات مهمة مثلا طرح مجموعة الأسماء لإدارة الملف الاقتصادى، اقترح أسماء د.أحمد جلال أو هشام رامز أو فاروق العقدة، كما طرح اسم وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين لتولى ملف الأمن، فقد كان محل اعجاب ورضا الشعب المصرى وأقيل بلا سبب، كما تحدث عن أن العلاقات الخارجية ليست قاصرة على الدبلوماسية بل هناك علاقات اقتصادية وتجارية لابد من دراستها جيدا.

وعرضنا أزمة المواد الخلافية بالدستور واقترحنا تشكيل لجنة مستقلة تفوض من رئيس الجمهورية وجميع الاحزاب الممثلة فى البرلمان، لتعديلها، وطالبت أنا بضرورة المصالحة مع القضاة، فالدولة ليست فقط شعبا واقليما وحاكما، بل هى السلطة التى تجبر المواطنين حكاما ومحكومين على احترام القانون، وهذه السلطة، الممثلة فى القضاء والداخلية، غائبة واصبحت جهتا السلطة مهدرة الكرامة، وبالتالى نحن فى طريقنا إلى اللادولة، وهذا الوقت يحتاج لمصالحة شاملة، فلا يمكن لفصيل واحد أن ينهض بمصر. كما طالبنا بضرورة تقنين وضع جماعة الاخوان المسلمين، وقال الكتاتنى إن الجماعة جاهزة منذ النظام السابق، وأنهم فى انتظار قانون الجمعيات الأهلية، لإشهار جمعية الاخوان المسلمين وفقا للقانون المنتظر.



• وكيف استقبل الكتاتنى مطالب الجبهة؟

أكد الكتاتنى أن الرئيس موافق عليها ويؤيدها، فيما عدا مطلب إقالة الحكومة الحالية وأوضح أنه لا يمكن القطع برأى أو موقف بعينه دون الرجوع للرئيس، وطالبنا بأن تكون هذه المطالب هى جدول أعمال الحوار الوطنى، على أن يتم تنفيذ جميع ما يتم الاتفاق عليه خلال جلسة الحوار، وهذه ليست شروطا ولكنها آليات لضمان نجاح الحوار، ولابد ان تتعايش الفصائل السياسية مع بعضها البعض، فلا يمكن لفصيل أن ينفى غيره، نحن لسنا أعداء نحن شركاء فى الوطن، البعض له اطماع مثل جماعة الاخوان المسلمين التى تطمع فى السيطرة على مفاصل الدولة، ولكننا نستطيع نوقفها سياسيا.



•ولماذا حدث تجاهل لمبادرة فى هذا اللقاء؟

هو ليس تجاهلا، فحين قال رئيس الحرية والعدالة إن اللقاء لم يتعرض لمبادرة النور، لم يعن الأمر تجاهل المبادرة، بل طرحنا بالفعل ما اتفقنا عليه مع النور، لكننا لم نقل صراحة أن هذه هى مبادرتهم، وقد أبلغت يونس مخيون بنتائج اللقاء، وأود أن أشير إلى إنه لا توجد خصومة بين حزب النور والرئيس مطلقا، بل هم يطيعونه طاعة ولى الأمر، قد يكونوا ضد الاخوان، لكنهم أيضا ضد إسقاط الرئيس، وقد كان هذا أول بند فى حوارانا وسألونا إذا ما كان لدينا مشروع بالفعل لإسقاط الرئيس وأجبنا بالنفى.



•الشارع يرى أن الجبهة متعنتة فى إصرارها على رفض الحوار الوطنى؟

لو جلسنا فى هذا الحوار وانتهى إلى الفشل، أسوة بنظيره الاول، فلن نستطع الحديث إلى قواعدنا، ولو اتصل بى مرسى للقاء جديد فسأذهب، فهذا لقاء مع رئيس الجمهورية، وليس مع عدو، وإذا طلب رأيى فلن أتأخر.



• هل تتوقع حدوث تزوير فى الانتخابات تحت إشراف حكومة قنديل؟

فى ظل وجود الحكومة الحالية، سيضطر وزير الداخلية الحالى، إلى تمرير بعض المخالفات ويغض الطرف عنها بعد أن أطيح بالوزير السابق لمجرد التحقيق مع حارس خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان. كما أن سيطرة الإخوان على الحكم المحلى سيؤثر سلبا على إدارة العملية الانتخابية، وفى هذا الصدد فقد أبلغنى رئيس حزب النور أن هناك 12 ألف عضو من جماعة الاخوان المسلمين تم تسكينهم فى اللجان الفرعية للانتخابات، وهم المسئولون عن الفرز والوجود داخل اللجان والتوجيه، وكل هذا قد يجعلنا لا نشارك فى العملية الانتخابية.



• ما رأيك فى مقترح عمرو موسى بأن يرأس مرسى الحكومة؟

رفضت هذا الطرح فهدفنا من تشكيل حكومة محايدة، برئيس وزراء مستقل، هو أن يكون للسلطة التنفيذية رأسان، وبها كفاءات محايدة، وهذه الوزارة ستكون محل توافق وطنى، فهى عليها مسئوليات ضخمة أولها الأمن، إضافة إلى اتخاذ قرارا بشأن صندوق النقد لدولى، الذى سيمنح مصر جدارة ائتمانية تجعل الدول الأخرى تقرضها، وهذا ما يحتاج إلى حكومة وطنية، تتسم بالتوافق الوطنى ليدعمها الشارع.



• هل لاتزال على اتصال بالرئيس مرسى؟

آخر لقاء كان أثناء الحوار بمؤسسة الرئاسة، وحضره أبوالعلا ماضى، بعدها لم تحدث اتصالات بيننا، والحقيقة أن الرئيس فى هذا الحوار كان متجاوبا معنا، واتسم بالإيجابية، لكن ما يحدث على أرض الواقع يوحى بوجود من يحجم دور مرسى، فأنا أعرفه منذ أن كان رئيسا للكتلة البرلمانية لجماعة الاخوان المسلمين فى برلمان 2005.



• وهل تعتقد أن لجماعة الإخوان دور فى تحجيم دور الرئاسة؟

قد تكون الجماعة وقد تكون أجهزة بمؤسسات الدولة، لكن معرفتى بمرسى تؤكد أنه ما كان ليصدر مثل هذه القرارات لو ترك ليتخذها بنفسه، وهو ما يجعلنى أقول أن هناك من «يلخبط» الرئيس فى القرارات، قد تكون عدم خبرة الجماعة السياسية أو عدم القدرة على الإدارة هى السبب، لكنى أعلم جيدا أنه ليس متسرعا.



• إذن من يدير مصر؟

لا يمكننى الجزم، هذا سؤال محير بالفعل، وكل ما يرد إلى ذهنى مجرد تخمين، والكتاتنى أكد لى أن الإخوان لا يتدخلون ابدا فى إدارة مؤسسة الرئاسة، وكثير من القرارات التى تعلن لا يعلمون بها إلا عبر الاعلام، والحقيقة أنا أثق فى الكتاتنى، فالرجل لم يكذب على مطلقا، وبالمناسبة فإن الكتاتنى ومرسى من أكثر الشخصيات اثق فى حديثها من حزب الحرية والعدالة. لكن اعتقد أن هناك داخل مؤسسة الرئاسة من يورط الرئيس، لأنه بدلا من أن يستعين بأهل الخبرة استعان بأهل الثقة، وكنت اتصور ان يختار مساعدين من القامات الوطنية، الكوادر التى تحيط بالرئيس مع احترامى لأشخاصهم جميعا ليس لديهم القدرة ولا الخبرة، قد يكون لديهم الرغبة فى المساعدة، لكنهم يجهلون إدراة الدولة، كما إن لدى يقين ان جماعة الاخوان تتدخل فى ادارة مؤسسة الرئاسة.



• هل ترى أن مكتب الارشاد ليس بعيدا عن قرارات الرئاسة؟

لا أستطع الفصل بين الإخوان والرئيس، ولا يمكننى أيضا القول إن الإخوان هم السند الرئيسى له، لكن لو أن أى شخص، بخلاف مرسى، كان قد وصل إلى الحكم بدون وجود فصيل منظم مثل الاخوان، لكان سقط فى أشهر قليلة، فما يمنع سقوط مرسى هو امتلاكه لظهير شعبى منظم يسانده بكل قوة، وبالتالى سنجد أن الرئيس اليوم يستند للظهير الذى يحافظ عليه.

• متى ستحسم الجبهة موقفها الاخير من الانتخابات؟

عندما يحسم الرئيس موقفه من الحوار، وفى اعتقادى، وفق ما أراه فى الاجتماعات، أن الجبهة ستقاطع.

وماذا لو ضغطت قواعد الوفد كى تخوضوا الانتخابات بشكل فردى؟

حزب الوفد، وفقا لقرار هيئته العليا، ملزم بقرارات الجبهة ومواقفها، وفى اجتماعنا الأخير أبلغتهم أن المقاطعة واردة فى حال عدم توافر شروط نزاهتها، وجددوا التزامهم بقرار الجبهة.



• هل من المحتمل التنسيق مع النور فى الانتخابات المقبلة؟

غير وارد بالطبع فالحوار بيننا لا يعنى التنسيق الانتخابى، لكننا عندما نرى ان التقارب من أى فصيل سيحقق المصلحة العليا للوطن، فنسعى إليه، والتوافق مع النور فى رؤية للإصلاح لا يعنى التنسيق نحن معارضة وطنية ولسنا معارضة من أجل المعارضة.



• كيف سيتم ترتيب القوائم اذا قررتم خوض الانتخابات؟

لم تناقش الجبهة المعايير النهائية لترتيب القوائم، ولم نحدد بعد هل سنخوض الانتخابات بقائمة واحدة أم قائمتين، ولم تحسم نسب الأحزاب بقوائم الجبهة بشكل نهائى، فالمحاصصة مقترحة، وترتيبها طبقا للترتيب النسبى فى البرلمان المنحل مقترح أيضا.



• كيف تواجه الجبهة ما يروج من أنها ضد الدين أو المشروع الإسلامى؟

اثناء مناقشتنا للقوائم منذ أكثر من شهر، كان مطروحا أن يكون ضمن القوائم أحد علماء الدين الاسلامى، ليعرف المواطنين أن الجبهة ليست ضد الإسلام وأن الليبرالية لا تعنى الكفر، وان ما يروج ضد الجبهة من أنها ضد المشروع الاسلامى، ترويج باطل واستخدام سياسى للدين، ومن المحتمل أن تتضمن كل قائمة عالم دين أزهرى ، فنحن نرفض أى قانون أو حكم صادر ضد الشريعة الاسلامية أو المسيحية، وللأسف نفاجأ ببعض دعاة الفضائيات، الذين يعانون خلالا نفسيا، وفى لقائى بالشيخين السلفيين محمد حسين يعقوب ومحمد حسان، قلت لهم لو إن أشد الناس عداوة حاولوا الإساءة للإسلام، ما تمكنوا على ما يفعله هؤلاء الدعاة، ورد يعقوب بأن هناك قنوات دينية إسلامية يجب غلقها، لأنها بالفعل تسئ إلى الاسلام، كما لا توجد وفى أى شريعة ما يسمح بأن يخرج البعض بإهدار دماء مسلمين مثل من افتى بقتل قيادات جبهة الانقاذ، هؤلاء يجب أن يحاكموا.



• هل صحيح أن صباحى يثير خلافات داخل الجبهة؟

على العكس حمدين صباحى لا يسبب أى مشكلات فى الجبهة، وفى جميع حوارات الجبهة كان أحرص الناس على ألا يتضمن أى بيان الإشارة لانتخابات رئاسية مبكرة أو إسقاط الرئيس، وذلك حتى لا يتهم بأنه يسعى للكرسى، فهو لديه حساسية شديدة تجاه أى مصطلح يدعو لانتخابات مبكرة.



• كيف ترى مستقبل العلاقة بين قطبى الإسلام السياسى الاخوان والسلفيين؟

الاخوان والسلفيون مختلفون تماما فيما بينهم، فالإخوان أقرب للفصيل الوطنى الليبرالى، منهم إلى السلفيين، لذلك هما متنافران خاصة فى مسائل الدين، لكن ما يميز السلفيين أنهم انقياء جدا، لا يعرفون المناورات السياسية أو الخداع والكذب، ولكن حدوث ائتلاف حاكم من هذين القطبين أمر شبه مستحيل.



• بما ان الإخوان أقرب لكم فى التفكير، فلما الخلاف معهم الان؟

خلافنا معهم حول إدارة أمور الدولة، فالإخوان لم يصلوا بعد للحكم، ولا يمتلكون أغلبية تشكيل الحكومة، لذا كان يجب ألا تكون الحكومة الحالية اخوانية، وبعد أن وصول مرشحهم للحكم، أصبح اصغر شاب من شباب الاخوان يتحدث وكأنه هو رئيس الجمهورية، وتميز حديثهم بالاستعلاء والاستقواء، وهناك تتبع لمعارضيهم بشكل كبير جدا، فأجهزتهم تعمل ورائى وتبحث عن ممتلكاتى، وتستعلم دون علمى عما امتلكه وزوجتى من أراض وتراسل الضرائب لمعرفة إذا كنت من المتهربين من دفع الضرائب، هم يفعلون ما لا يستطع مبارك فعله، واتحداهم جميعا أن يجدوا ثغرة يدخلون منها لذمتى المالية أو شرفى.

وهناك بلاغات كوميدية ضدنا تارة باتهام محاولة قلب نظام الحكم، واخرى لمحاولة اختطاف الرئيس، والاكثر سخرية ان تحقق النيابة العامة معى والبرادعى، إضافة للادعاء الباطل باستخدام الوفد وكرا للتخابر مع دول اجنبية، وهذا يدل على الفشل فى ادارة الدولة ، ولكنى أنزه الرئيس عن كل هذا.



• إذن من المسئول؟

أصابع الإخوان لا تبتعد عن كل هذا، فصغار جماعة الإخوان يسعون لتشويه المعارضة، ولا يعلمون ان فى هذ إساءة لهم، فالمساءلة السياسية للمعارضة هى احد ركائز الديمقراطية، وبلا معارضة ستصبح البلاد مثل «ديمقراطية حسنى مبارك»، لكن الشعب لن يسمح بعودة ديمقراطية مبارك لنكون جزءا من الديكور.



• ما هى خارطة البرلمان المقبل وكيف تتوقع شكل الحكومة المقبلة؟

لا يمكننى التكهن بنسب بعينها، لكن الواضح أن نسبة التيار الاسلامى ستتراجع، ولولا تحالفنا فى البرلمان المنحل مع الاخوان لحصلنا على الترتيب الثانى بدلا من النور، وهذه هى شهادة الكتاتنى لنا خلال اللقاءات، وأتصور أنه لن يستطع أى حزب من الاحزاب أن يحصل على الأغلبية التى تمكنه من تشكيل حكومة منفردا، وبالتالى الحكومة المقبلة ستكون ائتلافية. وسنحرص على التنسيق مع كافة التيارات. فهذه ستكون حكومة مصر لسنوات، وبالتالى لابد أن يكون الائتلاف قوى وبناء على تفاهمات، ولو اقتضى الأمر للتحالف مع حزب النور سيتم ذلك.



• هل ستسمح الجبهة بضم أعضاء من الحزب الوطنى لقوائمها الانتخابية؟

هذه المسألة لاتزال مسار خلاف داخل الجبهة، فالبعض يرى إنها شريحة من المصريين لا يجب اقصاؤها، فإقصاء 3 ملايين مواطن يتسبب فى عدم استقرار المجتمع، ونحن ندعو الآن لمصالحة وطنية، مع من لم يتورط فى قضايا فساد، لكن هناك مقاومة داخل الجبهة من قياداتها وشبابها.



• كيف ترى دور المؤسسة العسكرية؟

- الجيش ابتعد نهائيا عن السياسية، فالمؤسسة العسكرية مرت بتجربة مريرة خلال الفترة الانتقالية، والتى تولت فيها إدارة شئون البلاد، وحدثت إساءة كبيرة له ولرموزه، ولأول مرة يتعرض فيها جيشنا للإهانة.



• ما ردكم على من يحمل جبهة الانقاذ مسئولية العنف بالشارع؟

الإخوان هم من حملوا جبهة الانقاذ مثل هذا الادعاء، والدليل اننا لم ندع ولم نشارك فى المظاهرات منذ خمس أسابيع أو أكثر، ولايزال العنف يحدث، وشبابنا يتظاهر وحده، فهو شباب ثائر، والثوار لا يلجأون للعنف ولا يصنعون المولوتوف، فثورتهم كانت سلمية، والعنف بدأ عندما حاول شباب الاخوان تصفية المعتصمين حول الاتحادية، وقوبل العنف بالعنف، والذى لايزال مستمر من قبل بلطجية، وعلى الدولة ضبط هؤلاء البلطجية، ومعرفة من يساندهم.



• هل الاخوان خارج إطار الاتهام بتأجيج العنف؟

لا يمكننى أن أبرؤهم أو اتهمهم، لكنهم على الاقل مسئولون بصفتهم يحكمون البلاد فهم مسئولون عن تقديم من يلجأ إلى العنف للمحاكمة.



• كيف ترى الوضع الاقتصادى؟

نحن أمام كارثة اقتصادية، وانخفاض الاحتياطى النقدى يؤكد هذا الأمر، لذا نحتاج إلى قرض صندوق النقد الدولى، أيضا لابد من عودة الأمن كمقدمة لعودة السياحة، فلو ارتفع سعر الدولار فسترتفع جميع الاسعار بدء من طبق الفول، وسيعانى الفقير قبل الغنى، وانا مندهش من عدم شعور الرئاسة بهذه الكارثة، التى لن يتم تجاوزها الا بمصالحة وطنية، وإذا لم تحدق هذه المصالحة خلال أسابيع سنفقد السيطرة على سعر الدولار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.