خرج اجتماع مغلق لأمناء الدعوة السلفية، دام نحو 10 ساعات، أمس، بقرار حسم أزمة حزب النور؛ حيث تقرر الإبقاء على عماد عبد الغفور، رئيسًا للحزب، مقابل تنازل السيد مصطفى خليفة عن تكليف الهيئة العليا له بالرئاسة. وأسفر الاجتماع الذي شارك فيه كل من عبد الغفور وخليفة، عن استمرار الانتخابات الداخلية للحزب، ودعوة الهيئة العليا لعقد جمعية عمومية، الخميس القادم، رغم اعتراض جبهة الإصلاح بالحزب ومعظم أعضاء الهيئة العليا المؤيدين لعبد الغفور، خاصة الذين تم تعيينهم بعد الانقلاب الأخير ضده، ووصفوا قرارات الاجتماع بأنها "حلول وقتية".
وأعلن الحزب في بيانه، نتائج الاجتماع الأخير والخروج بقرار الإبقاء على عبد الغفور في الرئاسة، وتنازل مصطفى خليفة عما تم تكليفه به من قبل اجتماع الهيئة العليا لرئاسة الحزب، فضلا عن اتفاق الهيئة العليا على الدعوة إلى جمعية عمومية الخميس 11 أكتوبر الجاري، واستكمال انتخابات الحزب الداخلية، حسب الجدول الزمني المحدد سلفًا، على أن تفصل لجنة الشيوخ في الشكاوى المقدمة إليها بشأن الانتخابات.
وأكدت مصادر من الهيئة العليا المحسوبة على جبهة الدكتور عماد عبد الغفور، أنه لم يجلس في الاجتماع أعضاء الهيئة العليا المؤيدون لعبد الغفور، ولم تصلهم أية اتفاقات صدرت عن الاجتماع، وقالت: "هل سيكون الدكتور عماد رئيسًا للحزب حتى يوم الخميس المقبل، ثم يتم تغييره في الجمعية العمومية التي تم اختيارها في انتخابات مزورة؟!".
وكشفت مصادر ل«الشروق» أن الاجتماع حضره 4 أعضاء من مجلس أمناء الدعوة السلفية؛ هم الدكتور محمد إسماعيل المقدم، الدكتور أحمد فريد، والشيخان سعيد عبد العظيم وأحمد حطيبة، فيما غاب الشيخ محمد عبد الفتاح "أبو إدريس"، رئيس الدعوة السلفية، وياسر برهامي، النائب الأول لرئيس الدعوة، وأشرف ثابت، عضو الهيئة العليا للحزب.
وقال راضي شرارة، عضو الهيئة العليا بجبهة عبد الغفور، ل«الشروق»: "إن هناك شروطًا صدرت عن الاجتماع، رغم أنها خارج الاتفاق، وهو تنفيذ كل القرارات السابقة التي صدرت عن عبد الغفور؛ وأولها وقف الانتخابات الداخلية، وحل لجنة شؤون العضوية، واستبعاد نادر بكار من منصب المتحدث باسم الحزب، وإحالة بعض الشخصيات بالهيئة العليا للتحقيق"، مشيرًا إلى أنه لا يجوز الرجوع عن هذه الاتفاقات لأنها قانونية.
وأضاف شرارة: "جبهة الإصلاح الداخلية تنتظر، اليوم، قرار لجنة شؤون الأحزاب بشأن النزاع على رئاسة الحزب"، مؤكدًا قبولهم بالحكم أيًا كان، ومن جهته كشف مصدر بالهيئة العليا للحزب الاتفاق ضمنيًا على تجديد الثقة للدكتور عبد الغفور في اجتماع الجمعية العمومية المقبل، وتساءل: "هل يكون بيان اجتماع مجلس أمناء الدعوة بداية النهاية لولاية الفقيه السني داخل حزب النور؟"، قاصدًا تقليص سلطات الدكتور ياسر برهامي على الحزب.